اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة ستُقطع / موسى عباس

موسى عبّاس  ( لبنان ) – السبت 6/6/2020 م …




-هل محكومٌ على اللبنانيين أن يتسلّط على ادارة شؤونهم الوطنية مجموعة من حثالة السياسيين الذين لا يعرفون حتى حدود الوطن.

مجموعة من المقاولين الذين لا همّ لهم سوى تكديس الثروات  من أموال يسلبونها من عرق  الفقراء ودمائهم ؟!.

مجموعة من اللصوص والسماسرة وسالبو المال العام الذين توارثوا السلطة عن غير حقٍّ ،الولد عن أبيه والأب عن جده لسنوات طويلة.

ومجموعة من العملاء الذين لم يتعلّموا من تجاربهم وتجارب غيرهم ، والذين ينفذّون أوامر  سفارة امبراطوريّة الشر العنصرية التي ينهار نفوذها ويتراجع يوماً بعد يوم.

 

وجماعة من الطائفيين المذهبيين الحاقدين الذين يستغلّون الدّين والمذاهب  للتحريض على الفتنة.

-هل من المعقول أن يكون هؤلاء بدون كرامة لدرجة أن يتظاهروا  مطالبين بنزع سلاح الكرامة؟!!.

– أين هي الوطنيّة في أن يكون الزعماء أداةً طيًِعةً بيد السفيرة التي تُجسٍّد الفتنة والشرّ والطغيان والعنصريّة القابعة في وكر الجاسوسية في عوكر التي لا تترك فرصةً إلا واستغلتها للتحريض ضد المقاومة حتى من داخل القصر الجمهوري؟!!.

– أين هي الوطنيّة في أن يدفع هؤلاء قِسماً من الشعب اللبناني إلى أتون حرب أهليّة جديدة، إذا اشتعلت من جديد لا سمح الله ستنهي هذا الكيان الذي يتغنون فيه رياءً وكذباً وخداعاً.

– ألم يتعلّم ويتّعظ هؤلاء من تجارب آبائهم وأجدادهم المريرة والتي لم يتجاوزها الزمن.

-هل من الوطنية أن تُصبح العمالة وُجهة نظر؟!!.

-هل من المنطق أن يجاور الشريف الخسيس لمثل هذا الزمن الطويل.

 

– وهل من الصدفة أن تكون الدعوة للتظاهر ضد  من أنجز فعليّاً استقلال وسيادة وحرّية لبنان بدماء الشهداء وآلام الجرحى وعذابات الأسرى على مدى عقود؟!!.

 

_وهل من الصدفة أن تكون الدعوة للتظاهر في نفس يوم ذكرى بداية اجتياح جيش الصهاينة للبنان في 5 حزيران من العام 1982؟!!.

-وهل من الصُدفة أن يتزامن التظاهر مع قانون “قيصر” الصهيو-أمريكي” ضد سوريّا والذي يهدف فيما يهدف إلى نشر قوات أجنبيّة على الحدود بين البلدين تحت حجّة إغلاق معابر غير شرعية يُصرون على أنّ المقاومة تستعملها للتزوّد  بالسلاح؟!!.

 

-وهل من الصُدفة أن تأتي مثل هذه الدعوات بعد حصار إقتصادي مرير تعاني منه بيئة المقاومة منذ أكثر من سنتين؟!!.

 

من هي الجهات الداعية للتظاهر ضد المقاومة؟

واقعاً هم أربعة أطراف :

– حزب الكتائب الذي ورث زعامته الحفيد “سامي الجميِّل” النائب في البرلمان الحالي  الحزب الذي له تاريخ طويل في العلاقة مع الكيان الصهيوني والذي كان الأساس في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 واستمرّت 15 عاماً، وهو يُجاهر علناً في عدائه للمقاومة.

_  حزب القوّات اللبنانية بزعامة “سمير جعجع” والذي له الباع الطويل في العمالة للصهاينة، تسانده شخصيّات مسيحية سياسية ودينيّة .

هذان الحزبان يهدفان بالإضافة إلى الشعار المُعلن “نزع سلاح المقاومة” إلى إحراج وإخراج رئيس التيار الوطني الحرّ “جبران باسيل” الذي يقيم تفاهماً مع حزب الله منذ العام 2006.

أمّا الطرف الثالث والذي من المفترض أن يكون في صفّ المقاومة ضد أعدائها هم مجموعة من الشخصيّات اليسارية تحقُد تاريخيّاً على “حزب الله” وتسعى إلى إستمالة شخصيّات”فكريّة وإجتماعيّة إلى صفّها بهدف فرض رؤاها السياسية المتعلّقة بنظرتها  “للدّولة والسُلطة”.

أمّا الطرف الرابع الأخطر  هي مجموعة من الشخصيّات “السُنّية”ترفع عنواناً مذهبيّاً ويسعى لتزعّمها “رضوان السيِّد ” ، الذي خسر  رهاناته السابقة في تحريك البيئة السنيّة ضد حزب الله ، ومن المعلوم أنّ “رضوان السيّد ” كان يعتمد على مساندة السعودية له ، ومن غير المعلوم إذا كان دوائر الحكم السعودي مهتمّة هذه الأيّام بما يجري في لبنان في ظل الظروف الصعبة والأزمات التي تمرّ فيها.

هؤلاء جميعاً ركبوا موجة الحراك المدني الذي بدأ في 17 تشرين الثاني من العام الماضي وحوًلوا المطالب المحقّة للشعب الذي دفع لعقود طويلة أثماناً باهظة جرّاء السياسات المالية والإقتصادية التي زادت أعداد الفاسدين ممن تبوؤا سدّة السلطة ونهبوا المال العام على مدى عقود ، امتطوا ظهر الفقراء وبدلاً من المطالب الشعبية المحقّة والمشروعة ،رفعوا شعار تنفيذ القرار 1559 الهادف إلى نزع سلاح المقاومة .

 

ما هي الحقيقة ؟

الحقيقة هي أن الصهاينة والأمريكيين وحلفاءهم الذين تتالت هزائمهم على يد المقاومة منذ الإندحار الصهيوني عن الأراضي اللبنانية في 25 أيّار عام 2000, والذين هُزموا شرّ هزيمة في حرب تموز 2006, والذين هُزموا على يد المقاومة مرّة جديدة مع هزيمة صنائعهم الإرهابيين “داعش والنُصرة” ، والذين فشلوا في تركيع المقاومة وحاضنتها الشعبية من خلال الضغط السياسي الدولي ،لذا يسعى هؤلاء من جديد “مستغلين أسوأ الأوضاع التي يعيشها اللبنانيون اقتصادياً وسياسياً ومالياً” يسعون إلى تجربة حظّهم من جديد علّهم ينجحون.

عنوان السّلاح لا علاقة له بالتوازنات الداخلية وإنّما علاقته محصورة بتأثيره الفعّال على الحدود الجنوبيّة في مواجهة مطامع الصهاينة وفي التوازنات الإقليمية على صعيد الأحداث التي لا زالت تعصف في المنطقة منذ العام 2011، هذا السلاح الذي حقّق توازن الردع والرعب مع الكيان الصهيوني والذي ساهم بشكل فعّال جدّاً في منع سوريا خاصّةً والإقليم عامّةً من السقوط في براثن الإرهاب المصنوع أمريكياً وصهيونيّا.

 

إنّ لبنان يمر في أخطر مراحل تاريخه وما يجري من أحداث على أرضه سيحدّد ماهيّة المستقبل الذي سيؤول إليه مصيره ، ولكن من المؤكّد والمحتوم أنّ لا عودة إلى الهزائم وأنّ الصهاينة ومن والاهم سيجُرون أذيال الخيبة من جديد وأنّ لبنان لن يكون لا في ركب المتصهينين ولا في ركب الخانعين. ومن  المحتوم أيضاً وبدون أيّ شك أن “اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة ستُقطعْ ” ونُقطة على أوّال السطر.

 

 

قد يعجبك ايضا