بومبيو يخلع معطف الدبلوماسية في الحملة الامريكية ضد الصين / كاظم نوري

بومبيو يلتقي نظيره الصيني في ظل القلق من تصاعد نفوذ الصين

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 7 / أيار ( مايو ) / 2020 م …




لم يعد يتصرف عميد الدبلوماسية الامريكية ” وزير الخارجية بومبيو كدبلوماسي فقد خلع لباس  الدبلوماسية ليعود الى اصله ”  رجل من رجال الاستخبارات الامريكية المتامرة   ” سي اي ايه” مستخدما  لغة تنم عن كره بغيض للاخرين فتخيلوا لو ان ترسانة الولايات المتحدة النووية بيده ماذا سيفعل بعد ان ظهر عاريا  تماما وهو يهدد لكن يهدد من  انها ” الصين ”  ؟؟.

  كما فعل الشيئ تفسه ايضا الرئيس الامريكي ترامب وانضم اليه وزير الدفاع البريطاني الذي طالب بكين بالاجابة على اسئلة وكاننا امام اساتذة ويقف امامهم طالب الابتدائية الصين العملاقة باقتصادها وتعداد شعبها وقدراتها النووية عسكريا  صاحبة المقولة المؤثرة لقادتها  ” مسيرة الالف ميل تبدا بخطوة”.

والى كل من تفوته طبيعة الصراع بين الولايات المتحدة والصين فهوصراع يختلف عن صراع ما كان  يسمى ب” الحرب الباردة” بين الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره عام 1991 وبين الولايات المتحدة لانه كان صراعا سياسيا وايديولوجيا وعسكريا لكن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة التي يدرس في جامعاتها واكاديمياتها نحو 350 الف طالب صيني صراع اكثر تعقيدا  وتجمعمهما  تعاملات تجارية واقتصادية باكثر من 700 مليار دولار سنويا فضلا عن السياحة.

الصين وفق تقرير للاستخبارات الامريكية صدر عام 1918 مكون من 140 صفحة يتهم بكين بانها  تطمح لزعامة العالم عسكريا من خلال مليوني جندي و170 مليار دولار” ميزانية الجيش”  كما يدعي التقرير تحديث قوات الصين المسلحة لضمان السيطرة الاقليمية على المحيط الهادئ وجنوب اسيا لمقارعة النفوذ الامريكي في تلك المناطق.

وبالرغم من ادعاء واشنطن بان الصين تريد السيطرة على جزر تابعة لفيتنام والفلبين لكن  بكين تؤكد احقيتها في تلك الجزر والشيئ المثير للسخرية ان الولايات المتحدة انبرت بالدفاع عن حقوق بلد مثل فيتنام تعرض لحرب امريكية اجرامية .

وتتهم الولايات المتحدة الصين بتاسيس قاعدة عسكرية في جيبوتي عند مدخل البحر الاحمر الجنوبي كما تتهمها بزيادة  توريد الاسلحة الى مصر وفنزويلا وايران وباكستان علما ان واشنطن تعتبر موردا اساسيا للاسلحة الى تلك الدول باستثناء فنزويلا وايران  طبعا.

ان اكثر ما يثير غضب واشنطن هو ” التجارة والاقتصاد” فضلا عن ” العسكرة  ان الصين تحث الخطى للسير في تلك الاتجاهات لاسيما الاتجاه ” التجاري والاقتصادي”  وهو ما ازعج  سماسرة على راسهم الرئيس الامريكي ترامب  بعد ان تحولت الى عملاق تجاري  اغرق اسواق الغرب والدول الحليفة لواشنطن بالمعدات والمواد التجارية وباتت حتى سيدات دول اوربا الغربية يعتمدن على” المنتجات الصينية وادوات التجميل التي  اخذت تنافس اسواق باريس  كما الالبسة الداخلية  التي ترتديها سيدات لندن وباريس وبرلين وواشنطن  تلاحظ  عليها عبارات ” صنع في الصين”.

 ان كل ما تقدم هو ما اثار غضب واشنطن وحليفاتها الغربيات  ليات ” فايروس كورونا” بمثابة القشة التي يحاول ان يستخدمها سادة البيت الابيض في محاولة يائسة لقصم ظهر البعير”.

 ورغم النفي الصيني المتكرر للاتهامات الامريكية  عن مسؤوليتها  بانتشار ” فيروس كورونا” حتى ان بعض المسؤولين الامريكيين من بينهم حاكم ولاية  نيويورك  اندرو كومو اكدوا ان الاجراءات  الصينية بدات مع بداية ظهور الفيروس وان كورونا الاوربية كانت تدخل الى  الولايات  المتحدة الامريكية من ابواب اوربا مشيرا الى ان ” كورونا اوربي الهوية وليس الصين .

رغم كل ذلك  تتواصل حدة الاتهامات لبكين المشوبة بتهديدات علنية على لسان المسؤولين الامريكيين  والبريطانيين وغيرهم من المسؤولين في الدول السائرة في فلك السياسة الامريكية ظنا منهم ان هذه التهديدات ربما تجعلهم يحصلون على ما يريدون من الصين.

الحجج والذرائع الامريكية الواهية تذكرنا بقصة وردت في غابر الزمان اثناء ” سفينة نوح” التي ضمت اصنافا من الحيوانات كما يقال لانقاذها من الغرق فقد بادر القط متهما الفار  الذي معه في السفينة بتهمة اثارة الغبار فرد عليه الفار نحن في سفينة واحدة وكل معالم الارض غارقه بالمياه فمن اين اتاك الغبار فرد القط هذه ردودكم الوقحة تجعلنا  نهاجمكم وناكلكم.

اوردنا هذه القصة مع الفارق طبعا ان الولايات المتحدة التي تختلق الحجج والذرائع امام ” نمر عملاق” محاولة ابتزازه  وليس فارا كما ورد في قصة سفينة نوح وان اية مغامرة غير محسوبة النتائج ضد العملاق الصيني ستدفع ثمنها واشنطن ومن يقف معها في حملتها المضللة ضد شعب وصل تعداده الى اكثر من مليار نسمة ويمتلك قدرات اقتصادية وعسكرية هائلة لايستهان بها وان الولايات المتحدة تعلم ذلك علم اليقين .

ان التناقضات في التصريحات بين كبار المسؤولين في ادارة ترامب تعكس مدى التخبط الذي تعيشه الولايات المتحدة جراء عدم تمكنها بالسيطرة على ” فايروس كورونا” فقد  استبعد  رئيس هيئة الاركان الامريكي ان يكون مصدر كورونا الصين في تناقض مع تصريحات وتاكيدات الرئيس ترامب نفسه وهي حالة تفتقد الى التنسيق بل تعكس الفوضى التي تدب في اوصال دولة عظمى ” اسمها الولايات المتحدة الامريكية .

قد يعجبك ايضا