اردن ما بعد كورونا / العميد ناجي الزعبي

كورونا.. الأردن يلوّح رسميًا بفرض "حظر تجوال"
العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الخميس 2/4/2020 م …



لقد عرت هذه الازمة هياكل وبنى ومؤسسات العالم الراسمالي وكل من يدور بفلكه ويرضخ لوصايته من ادوات ،  وحكام ، ومؤسسات  ، وهياكل دولية ومالية التي سخرت كل شئ من موارد وثروات ومداخيل وعوائد لصالح الطبقة المهيمنة الحاكمة واستثنت الغالبية العظمى من الجماهير صاحبة المصلحة .
لقد اثبتت المرحلة في الاردن ان القوى الاقرب للجماهير هي – القوى الامنية  –  برغم انها مفارقة فهي قوى تنفيذية قمعية في الجوهر ، لكن قدرتها تكمن في انها مؤسسة منظمة تملك خططاً للحلول ولان بنيتها من ابناء الطبقة الكادحة .
اما ما سمى ادوات ديمقراطية كمجلس النواب ، والأعيان ، وباقي مؤسسات الدولة الإضافية المترهلة  كالمؤسسات المستقلة التي يتقاضى منتسبوها رواتب فلكية  فقد كانت ولا تزال احد اخطر الأعباء على كاهل شعبنا.
لا زال شعبنا في حالة ترقب ليس مطمئناً للغد ،  ثم ان الفقراء وعمال المياومة والعمال الوافدين بلا مصدر للدخل وبلا طعام بالتالي، ولا زالت الحكومة بلا خطة طوارئ حقيقية وكل العبئ تتحمله الاجهزة الامنية والجيش ، بينما الحل يكمن في  :
تشكيل منظومة لجان محلية وفق خطة طوارئ شاملة لتلبية كافة متطلبات دورة الحياة ومستلزماتها ، بمعنى تلبية حاجات المواطنين التموينية في منازلهم  ، وباقي المرافق من صيانة ، ومياه  ، وكهرباء  ، وصحة  ، وتعليم ، وفكر وثقافة وفنون و و إلخ  ، وتفعيل دورة  الانتاج ايضاً من مواد غذائية وخضار وفواكه ومشتقات نفطية بسلاسة وديناميكية .
بعث دولة الانتاج الزراعي ، والصناعي والكهربائي ، وربط اللجان المحلية بهيكل  هرمي بقيادة مركزية
وهي في الجوهر تعبئةلصفوف  شعبنا ليقوم بتحمل الأعباء كافة ويعيد دورة انتاج المستلزمات الحياتية والرعاية الصحية والتعليمية  والتقنية اهم مقومات المرحلة
وهذا غائب تماماً
اعتقد ان الحكومة ستقف عاجزة اذا استمرت الازمة ، وسنواجه شبح مجاعة وافتقار للعلاج ، ولإعادة التعليم للطلبة وتوفير مسلتزمات العناية الطبية واستنزاف للمدخرات المالية ،   وهي اهم الركائز لمجابهة التحديات المستقبلية.
يحتاج شعبنا لدفع عملية الزراعة للامام
وصناعة المستلزمات الأولية فالأزمة مرشحة للاستمرار ووحدها  الدول المنظمة لصفوف الجماهير التي تجابه الازمة بالعودة للنهوض والتنمية والإنتاج  هي المرشحة لعبور نفق الازمة واجتيازه  .
ان المواطنين  عاجزين في معظم الاردن عن الحصول على الحد الادنى من متطلبات الحياة كالخبز والماء ناهيك عن التعليم والصحة وان حصلوا  فعلى الحدود الدنيا وبصعوبة  وبأسعار مضاعفة  .
نحتاج لحكومة طوارئ غير حكومة ال شو اوف   ، وتعبئة  شاملة لشعبنا الاردني
، ولقوة قيادية شعبية منظمة كما حصل بلبنان تقود المرحلة وتجترح الحلول الشاملة وتضع الجماهير امام مسؤولياتها ولا تكتفي بانتظار حلول الطبقة المهيمنة التي لا تدرك اوجاع الغالبية العظمى ولا تفهمها فكل ادوات السلطة مُسخّرة لرفاهها وما نراه ونسمعه هو استعراض إعلامي وهو سمة مرحلة الدول الرأسمالية  من ترامب لنتن ياهو ، لبوريس جونسون ، لجوسيبي كونتي ،  ولكل الادوات  الاميركية.
من الجلي ان شدشدة براغي ومفاصل اجهزة الدولة والحكومة التي اتت من الاعلى للأسفل مرتهنة – بدور راس هرم هذه المنظومة – ان شاء فعّلها ، وان شاء ان تترهل وتسترخي وتخلق الأزمات وتستنزف الموارد.
اي ان هناك غياب تام للمؤسسية وتلازم السلطة والمحاسبة ببساطة لانها سلطة فوقية وهي احد اخطر سمات وخصائص الكيانات المرتهنة للاستعمار الاميركي المالي – الربى والقروض ذات الفوائد الفلكية- وغياب تام   للدولة وبان الوطن مرتبط بشخص واحد وهو بدوره مرتبط ذاتياً وموضوعياً بالأولياء الاميركيين .
 والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه : ما هي آفاق المستقبل بعد تآكل الموجودات النقدية وانحسار المعونات الأجنبية المتوقع
هل هناك بديل للسيستم وهل هناك خطة لإصلاح وترميم الخراب
ينبغي اولا :
العودة لسابق عهد الاردن كدولة زراعية وتعنى بالثروة الحيوانية – اي رعوية- وتفادي الحلول التي ستكون على الاغلب على حساب الفقراء
وترشيق مؤسسات الدولة وإلغاء وازالة التشوهات فيها كالمؤسسات المستقلة ومجالس النواب والأعيان وان بدي هذا الحل محض خيال  لكن التجربة والممارسة اثبتت ضرورته .
واسترداد الأموال من الفاسدين  ،  واسترداد الموارد التي جرى التفريط بها كالبوتاس والفوسفات والميناء والاتصالات و و الخ
وازالة التشوهات بالرواتب ، وتعزيز قطاع السياحة ، والصناعات التي يمكن اقامتها على كتف الموارد كصناعات البوتاسيوم والفوسفات كمثال .
واستثمار الثروات المحلية ، وتخطي الواقع المحلي للعربي والدولي .
وإعادة النظر بالعلاقات مع الدول العربية ودول العالم .
وبناء تنمية ونهوض وطنيين .
واعادة الحياة السياسية بشكل حقيقي لا زائف.
واعادة النظر بالسياسات التعليمية وتأميم التعليم والصحة  .
وبناء موسسات تعنى بالبحث العلمي والتقني .
فهناك دول صغير كفنلندا يبلغ مدخولها من  التقنية ١٥٠ مليار   سنوياً
ما بعد كورونا نحن بحاجة لبناء اردني وطني مستقل منتج  والا فسنصبح عبئاً على المجتمع الدولي وعلى حركة التاريخ
وسنجوع ونمرض ونغرق بالجهل فلا احد يمد يد العون لجهة لا تمد يد العون لنفسها  .

قد يعجبك ايضا