ثلاثة مشاهد مع كورونا / د. عزت جرادات

د. عزت جرادات ( الأردن ) – الإثنين 3/3/2020 م …



* المشهد (1) : المختبرات العلمية

– سارعت المختبرات العلمية حول العالم للبحث عن لقاح يكبح جماح ( جنون كورونا) لأنقاذ البشرية من واحد من اخطر الفيروسات التي عرفتها البشرية:

– ففي اوروبا، تحركت المختبرات العلمية في المانيا، وأعلنت فرنسا اقترابها من تطوير لقاح موجود سابقاً، وفي ايطاليا، كانت الجهود مركزة على تطوير لقاح مناسب.

– وفي الولايات المتحدة ، تتسابق الشركات للتوصل الى لقاح ما، وفي كندا كانت المختبرات تعكف على دراسة الوباء، وفي استراليا قطع العمل المخبري مسارا كبيرا لايجاد علاج ما، وكذلك فعلت الصين. والعدو الاسرائيلي حيث ( معهد الابحاث البيولوجية).

* اما النظام العربي، فكانت مختبراته العلمية في سبات عميق، رغم وجود المئات من المؤسسات الاكاديمية والعلمية.

ونشرت (بترا) موجزاً لآراء المتخصصين، حيث حددوا ثلاثة عوائق : مختبرات من الدرجة الرابعة من السلامة العامة، وتصريح العمل اذ يدخل ضمن الاسلحة البيولوجية، واخيرا توفير مليار دولار لانتاج لقاح ما!!

والتساؤل لماذا لا يوجد لدى النظام العربي مثل تلك المختبرات العلمية المتخصصة، وتمكنها من العمل ولماذا لم تقدم مشاريع البحوث العلمية منذ مدة من المتخصصين العلميين وتوضع امام ( المال العربي) للتنفيذ. انني متأكد ان ( مليارديراً) عربياً واحداً سوف يُقدم على ( وقف المليار – كعمل مجتمعي) او على الاقل سوف يستثمر ذلك . فأين الكرة؟لا ادري. وفي أي ملعب: المؤسسات العلمية ام المليارديرية؟

* المشهد (2) : الأطباء والممرضون المحاربون للوباء.

– تابعنا مأساة ايطاليا المؤلمة للانسانية جمعاء، والأشد إيلاماً منظر تلك الفرق الطبية التي بذلت جهودها لأنقاذ ضحايا ( الفيروس ) فقد أمضت تلك الفرق اسابيع ترتدي الكمامات والقفازات والرداء العازل.. واظهرت تقنية (فوتوشوب) تصوراً الى ماذا سيصبح عليه شكل الوجوه افراد تلك الفرق، اطباء وممرضين!

– كانت مناظر مؤلمة ، ربما للمشاهد اكثر من المصابين نفسهم والامل ان لا تطول هذه (الجائحة) والا يصاب اطباؤنا وممرضونا بآي آثار سلبية

ولعل رسالة ذلك الممرض التي قدمها لنا معالي وزير الصحة ( د. سعد جابر) تحفز المجتمع الاردني لمزيد من التعاون الايجابي في المعركة.

* المشهد (3): مع دراسة مدى إلتزام الاردنيين

– توصلت الدراسة التي أجريت للتعّرف على مدى التزام الاردنيين ( بالحجر المنزلي) الى جوانب إيجابية ، بعثت الطمأنينة في النفوس.

– فالغالبية العظمى من الاردنيين عبروا عن التزامهم بذلك بدرجة (جيدة)، ويتوقعون نهاية ( جيدة) لهذه الضائقة
ولم تكن هناك ضغوط نفسية سلبية.

– وأدخلت اساليب جديدة في الأواصر الاجتماعية، حيث التواصل الاجتماعي غير المباشر ، وتعزيز هذه الاواصر بالاهتمام والتواصل عن بعد.

– وابرزت قدرة الاردنيين على التغلب على التوتر والضغوط النفسية والقلق.

* وفي تقديري ، ان العامل الأهم في هذه النتائج الايجابية يرجع الى اسلوب ادارة الازمة التي حرصت على المنظومة الثلاثية، الدقة في المعلومات، والمصداقية، والشفافية.

– فتحية للقائمين على إدارة الازمة.

– وتحية للفريق البحثي من كلية الطب في الجامعة الاردنية على القيام بهذه الدراسة، وما أحوجنا الى قيام المؤسسات الاكاديمية بمثل هذه الدراسة.

قد يعجبك ايضا