مليارات السعوديّة لحلفائها في لبنان لم تنجح في القضاء على مكانة حزب الله / موسى عباس

موسى عباس ( لبنان ) – الثلاثاء 24/3/2020 م …




لم تنجح السعودية طيلة عقود من الزمن في أن توظّف المليارات من الدولارات التي دفعتها لزبانيتها من الزعماء السياسيين اللبنانيين في أن تحقق ما كانت تريده منهم وأهمّه الوقوف في وجه حزب الله الذي تعتبره العدوّ الأوّل لمطامعها في لبنان والمنطقة بعد إيران وربّما قبل إيران وهي التي كانت ولا زالت تعمل في السرّ والعلن على تحجيم دوره في لبنان وفي المنطقة بأكملها وذلك بناءً لرغبة حكّامها وتحقيقاً لما يريده الصهاينة والأمريكيّون ، ولم يدع حكّام المملكة على الأقل منذ عقدين من الزمن أي فرصة إلا وحاولوا استغلالها ربّما يصلون إلى هدفهم ولكّن جهودهم وتحريضهم وأموالهم  ذهبت هباءً منثورا.
قبل إقفال مطار بيروت الدولي بيومين عاد من الرياض سياسي لبناني برتبة وزير سابق تربطه علاقات قديمة بالأسرة الحاكمة في السعودية ، وقد حاول طلب موعد للقاء  وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان وكان الجواب أن بن سلمان لا يريد اللقاء بلبنانيين حالياً.
وإلتقى ذلك الوزير  بـ “خالد الحميدان رئيس جهاز المخابرات السعودية”،  وقال له أن لبنان يطمع بكرمكم وبوقوفكم الى جانبه، أجابه الحميدان  “إنشاء الله”.ولكن أحد مساعدي الحميدان والذي كان يشارك في اللقاء توجّه الى السياسي اللبناني بالقول:
“نعطيكم ليش”، منذ العام 2005 لم تبخل عليكم السعودية بشيء، وكان الملك عبدالله أكرم من السيف معكم، دفعنا 5 مليارات دولار لكم، فلا نعرف أين ذهبت إلا ما ذكرته الصحف عن عارضة الأزياء التي أكرمها أخونا سعد.
لمعلوماتك يا صاحب المعالي أعطينا “سمير جعجع ” 500 مليون دولار  وقال لنا بأنه سيقلب الوضع اللبناني رأساً على عقب، ثم أتت المعلومات التي تتحدث عن أن الأموال تحتفظ بها زوجته وتشتري الأراضي والشقق والألماس وتكنز الباقي.
وأعطينا وليد جنبلاط 400 مليون دولار ليقيم مؤسسات صحية واقتصادية للدروز كي يواجه الشيعة، ثم علمنا أن الأموال ذهبت لشراء أملاك خاصة وما استفاد منه الدروز لا يتجاوز 1 %، وقام بخطوات دعائية كي يظهر لنا أنه يستعمل هذه الأموال، ونحن نعرف أين تمّ استعمالها.
أما حليفنا الكبير سعد الحريري فحدّث ولا حرج، فقد حصل على 4 مليارات دولار ليقيم مؤسسات سنّيّة تواجه المؤسسات الشيعية، فاحتفظ بمليار لنفسه، وحوّلها  الى الخارج ونحن نعرف كيف حُوّلت والباقي صُرف بدون أي خطة ولا تخطيط، ولم ينشئ مؤسسة واحدة لا لأبناء طرابلس والشمال الجائعين ولا لأبناء بيروت ولا حتى لأبناء صيدا بل بدّد الأموال وسرقه القريب والبعيد، حتى “إبن حبيش ” الذي لا يساوي 20 دولار أعطاه 20 مليون دولار بنى فيها قصراً في بلدته.
وتابع الضابط :  “قل لنا سبباً واحداً يجعلنا ندفع فلساً في لبنان، تأكّد حتى لو طلب منا الأميركي لن ندفع لكم فلساً، يكفينا ما تحمّلناه من إساءاتكم،” إذهبوا وقلعوا شوككم”، لدينا ألف همّ غير همومكم وكلامكم المعسول لا يعنينا”.
وهكذا عاد معاليه” بخُفّيْ حُنَين”.

قد يعجبك ايضا