واشنطن تحضر لعمل عسكري  في العراق عبر  ادواتها في السلطة  / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 17/3/2020 م …




منذ قرابة خمسة اشهر اي منذ اندلاع التظاهرات في العراق بداية شهر تشرين اول من العام الماضي والوضع في البلاد يتارجح بين فشل الاطراف الحاكمة بالتوصل الى اسم ليحل محل رئيس الحكومة المستقيل السيد عادل عبد المهدي ومحاولة البعض في السلطة وتحديدا اولئك الذين  يتمترسون في خندق  الدفاع عن الوجود الامريكي  بايعاز من واشنطن  لدفع الاوضاع نحو الصدام العسكري بين اطراف بعينها يستهدفها الاحتلال حتى تقف الولايات المتحدة متفرجة لحين  توقف الصدام لتجن ثماره في نهاية المطاف حتى لو استمر سنوات .

 هكذا تخطط واشنطن  ظنا منها ان جنودها ومعداتها العسكرية التي تغذيها يوميا عبر مطارات اقامتها على ارض العراق دون علم السلطة الحاكمة او في قواعد عسكرية تابعة لها وحتى تلك التي اقامتها قرب مطار بغداد ستكون بمناى عن النيران التي تسعى الى اشعالها بالعراق .

في كل يوم نسمع ان” فلان الفلاني” هو المرشح للحكومة الانتقالية وهو مستقل وعندما نبحث عنه نجده  اما ” عميلا امريكيا” بامتياز واما تاريخه ملوثا بالفساد الاداري والمالي وسمعته سيئة  وكان العراق قد نضب  وخلا من الرجال الوطنيين نظيفي اليد ولديهم القدرة  والكفاءة على  قيادة سفينة تكاد تكون ان تغرق.

صحيح ان النظام السابق  عمل طيلة ثلاثة عقود من السنين   على التخلص من شخصيات عراقية مهمة  وان كل ممارساته اتسمت بالتصفيات للخيرين والوطنيين الاشراف لتتسلط هذه النماذج بعد انهيار النظام  لكن هذا لايعني ان العراق بات يفتقر الى الوطنيين  الذين يهمهم العراق قبل اهتمامهم بجيوبهم وان ولاءاتهم للوطن لا لاولئك الذين باتوا يتحكمون باوضاع البلاد سواء من الخارج  من خلال ضخ الملايين من الدولارات او من خلال ازلامهم في السلطة الحاكمة.

    الشيئ المثير للغثيان  والالم  اننا لم  نعد نسمع فيه سوى “الكاظمي و الشيخ على والزرفي  ” وغيرهم من المعروفين للشارع العراقي قبل رجالات السلطة الحاكمة من انهم لايستحقون منصبا وتم اختيارهم له جراء الازمة التي تعصف بالبلاد.

ان التركيز على مثل هذه العينات فقط دون سواها هدفه اثارة ” فتنة” لاتحمد عقباها وعلى اولئك الذين يعتقدون بغباء انهم سوف يسلمون من النيران ان اندلعت لاسامح الله في العراق فهم واهمون.

  انهم  يخططون لذلك من خلال هذا التخبط  في الاختيار غير الموفق اما سيدهم ولي نعمتهم المحتل الامريكي  الذي من على بعضهم بالمناصب وفرضهم فرضا في  اوقات معقدة وصعبه  ليتسلموا مسؤوليات ادارية و امنية ومخابراتية وهم ” جهلة لايفقهون” اصلا بالمسائل الامنية التي تتطلب قدرات وامكانات محدده وهو ما اكدته وتؤكده اوضاع العراق الذي تعبث في اموره اجهزة مخابرات دولية واقليمية منذ لاحتلال وحتى الان.

 ان سيدهم  الامريكي لم يكتف بذلك بل اخذ يهدد علنا تارة بالرد على ما تتعرض له القواعد العسكرية المنتشرة في مناطق شمال  وغرب العراق وحتى قرب العاصمة بغداد وهو ما كشف عنه عميد الدبلوماسية الامريكية الاحمق بومبيو خلال اتصاله برئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي لاسيما وان الاخير قالها بالحر ف الواحد واشنطن طلبت منه قطع العلاقات مع ايران ليات من يتحدث عن تدخل ايراني في الشان العراقي دون التطرق الى الجانب الامريكي الذي ينتهك سيادة العراق يوميا وحول اجواءه وارضه الى ضيعة امريكية .

لاشك ان جميع من في السلطة منذ عام 2003 وحتى الان يتحمل تبعة الاوضاع التي وصل اليها العراق اليوم مثلما يتحملون نتائج هذا التخبط في الاختيار او محاولة الناي بالنفس لان الجميع في قارب واحد ولن تسلم الجرة هذه المرة.

 وان اول من سيدفع الثمن هو الطرف الذي يضع العقبات في طريق اختيار شخصية عراقية  كفوءة وجريئة تتسم بالنزاهة والوطنية وان تضع العراق وشعبه في اولوياتها اما الاصرار على خلاف ذلك قد يجر الى حرب كارثية سوف  تاتي على اليابس والاخضر وان القادمين من وراء المحيطات سوف تطالهم النيران حتى لو تمترسوا بقواعد عسكرية على الحدود العراقية السورية او اتخذوا من الجيب العميل في شمل العراق ركيزة لتحركاتهم العسكرية العدوانية دعما لعملائهم في الداخل.

 سلم  الله العراق وشعبه من شر الذين يخططون لاراقة المزيد من الدماء البريئة.

قد يعجبك ايضا