رئيسان في افغانستان ووضع كارثي في العراق جراء الاحتلال الامريكي / كاظم نوري

نتيجة بحث الصور عن رئيسا افغانستان

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 14/3/202- م …




بعد عقدين من الحرب الامريكية  المدمرة ضد افغانستان وشعبها افرزت تلك الحرب التي دعت واشنطن كل حلفائها الغربيين  في ” ناتو” للمشاركة فيها  افرزت رئيسين للبلاد  احدهما “اشرف غني والاخر عبدالله عبدالله” وكل واحد منهما  له انصاره ويتهم كل الاخر بتزوير ا الانتخابات ويدعي الاحقية في الرئاسة ولاندري كم  دولة الان مصغرة في  عموم افغانستان بفضل الاحتلال الامريكي  وكم  من الحكام في الاقاليم في ظل” ديمقراطية زائفة ” ادعت الولايات المتحدة انها اشاعتها في  افغانستان وغيرها  من الدول التي احتلتها تحت هذا الزعم وتتحدث عن ” برلمان  شعبي منتخب” الى اخر هذ المسرحية لتصل  الامور الى الاستخفاف بكل مايصدر عن ” البرلمان”.

 انظروا في العراق مثلا الذي  يعاني من اوضاع كارثية تسببت بها الولايات المتحدة منذ الغزو والاحتلال  عام 2003  هل احترمت ” واشنطن” قرار “البرلمان” الذي اتخذه و يدعوا الى الانسحاب الامريكي وكل القوات الاجنبية من العراق ؟؟؟.

لقد ضربت  واشنطن عرض الحائط كل ما يصدر عن ” برلمان” العراق مثلما تضرب عرض الحائط كل مايصدر عن ” برلمان افغانستان” وعن حكومتيهما  ان ما يهم الولايات المتحدة ان تبقى تتحكم في البلاد مستقبله وحاضره ولايهمها  شيئا اسمه ” برلمان ” ديمقراطية” وكل ما يصدر عنهما  انها مجرد اكاذيب.

الدوحة كما هو معروف شهدت لقاءات اسفرت عن توقيع اتفاق بين حركة طالبان الافغانية  والولايات المتحدة يقضي كما يدعون بسحب القوات الامريكية من افغانستان لكن بعد ايام من توقيع الاتفاق قصفت طائرات امريكية مواقع لطالبان واتهمتها بانتهاك الاتفاق ولم نر انسحابا امريكيا او نسمع عنه سوى بالاعلام .

 الشيئ نفسه يحصل في العراق الذي جردته واشنطن من اية قدرات عسكرية واخذت تتحكم باجوائه وارضه من خلال قواعد عسكرية منتشرة في غرب وشمال البلاد  تقصف من تشاء وتهدد وتتوعد والكل في السلطة الحاكمة يتحمل ذلك لان لااحدا من المسؤولين الذين تعاقبوا على الحكومات وطيلة ست عشرة سنة  التفت الى اوضاع الجيش العراقي وتسليحة وان معظم العقود التسليحية المبرمة كانت   وهمية ومبهمة  جراء الفساد المالي المستشري وهاهي الولايات المتحدة تتحكم الان باجوائه وارضه ونهجه السياسي  تقتل من تشاء وتقصف من تريد ولن تعير اهمية للمطالب الداعية الى الانسحاب من العراق سواء من ” البرلمان” وغيره مما قد يسفر عن  اندلاع حرب طاحنة لامحالة جراء الاصرار الامريكي على الاستخفاف بالعراق وشعبه.

مثلما فعلت الولايات المتحدة  بافغانستان بعد احتلالها  وعمدت الى تجزئة الشعب الافغاني الى مجموعات ” عرقية ” اثنية” عشائرية” وهو ما افرز عملية سياسية مشوهة وهجينة برز خلالها رئيسان كل واحد منهما يدعي احقية الرئاسة  طبقت ذات السيناريو الخطير في العراق بعد احتلاله  وثبتته في ” دستور مسخ” خدمة لمخططاتها  وكان من تداعياته نشوب صراعات طائفية وقومية واثنية وانقسام في “رئاسات ثلاث” تسبب في عرقلة اي تقدم سياسي او اقتصادي في البلاد الى جانب  انتشار فوضى الرشاوى والسرقات والنهب والفساد الذي ينخر الرئاسات الثلاث مثلما تسبب في ضعف القرار السياسي في البلاد وجعله رهينية للمحاصصات والحلول الترقيعية التي  تعصف بالبلاد منذ عام 2003 وحتى الان.

الانقسام والتشرذم في السلطة سواء في افغانستان او العراق او اي بلد يخضع للاحتلال الامريكي  هي احدى  الركائز التي يستند عليها ويغذيها المحتل اي محتل كان   للاستمرار في توجيه وادارة الحكومة واخضاعها لسطوته وجعلها حكومة ضعيفة  هزيلة  لا تمتلك ارادة المواجهة او اتخاذ القرارات  وقد حصل ذلك في افغانستان  وهو ما يحصل الان في العراق.

منذ شهور مضت يعجز من يحكم العراق في ظل الاحتلال” جميعهم لن نستثني احدا”  عن ايجاد رئيس حكومة يقبل به الشعب الذي قدم الشهداء جراء التظاهرات الشعبية  المشروعة المطالبة بحقوق تكفلها القوانين والشرائع الانسانية جراء الضغوط الخارجية التي تمارس وفي المقدمة ضغوط واشنطن” التي استغلت ذلك لمضاعفة عديد قواتها  واقامة المزيد من القواعد والمطارات العسكرية وارسال المعدات العسكرية الضخمة من صواريخ وطائرات ومدرعات بحجة مواجهة الخطر الايراني وهناك حدودا مفتوحا لايران سواء كانت بحرية او برية لن تجرا واشنطن على المساس بها .

  لقد وجدت واشنطن  في العراق المنهك والضعيف عسكريا والمقسم سياسيا بين موال ومعاد للوجود الامريكي مرتعا لاعتداءاتها على القوى المناهضة للوجود الامريكي  غير المشروع  وللمشاريع  والمخططات التخريبية بالمنطقة وسط رفض البعض وتاييد البعض جراء الانقسام داخل السلطة الحاكمة.

اعتداءات امريكية علنية تتكرر على الحشد  الشعبي  الذي تشكل بناء على دعوة من المرجعية الدينية واستشهاد عناصر منه مثلما تتكرر الاعتداءات الامريكية على قوات الجيش والقوى الامنية لم نسمع سوى بعض الاستنكارات الخجولة بينما هب البعض من الموجودين في السلطة لاستنكار وشجب قصف تعرض له معسكر التاجي تسبب  بقتل عدد من جنود الاحتلال  الذي يطالب ” البرلمان” بمغادرتهم العراق .

ان مواقف رئيس البرلمان في العراق  ازاء العدوان الامريكي البريطاني مخجلة ومعيبة و تدعوا الى الريبة كونها مواقف ممالئة للعدوان على حساب السيادة الوطنية والاباء العراقي الرافض للاستهتار الامريكي ولاندري ماحصل في الخارجية العراقية عندما تمت دعوة السفير الامريكي فهل كانت دعوة للاحتجاج على العدوان ام دعوة للاعتذار؟؟

الايام القادمة سوف تكشف  مادار خلالها ؟؟؟ 

قد يعجبك ايضا