ادلب كجيب متقيح بالارهاب مشكلة تركية أكثر منها سورية / المحامي محمد احمد الروسان

المحامي محمد أحمد الروسان ( الأردن ) – السبت 22/2/2020 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية




  * العلاقات الروسيّة التركية تتميز بعدم الثقة وليس التقارب الجيوسياسي.

          * الأسوء سيناريو الاضطراب التركي تجاه موسكو ان اقترب من أمريكا.

         * تركيا بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة للناتو في عروق جغرافيا أسيا الوسطى.

         * صفقة محدّثة من أستانا الخيار الأكثر ترجيحاً وانقاذي لتركيا.

دمشق سيّدة الياسمين عصيّة على من يحاول فكّ جدائلها، جدائلها تعربشت على نواصي رجال خبروها وأخبروها بعشقهم، سيّدة الياسمين ليست مثل أي امرأة من ماء وطين، إمرأة من ماء بردى، وطين الغوطة وبذور الجزيرة، جدائلها من سنابل القمح، جدائلها سياج قوم عرفوا أسرار الكون فكانت بداية التكوين، إمرأة من عرفها مات في عشقها، ومن لم يعرفها مات على أطراف جديلتها، إمرأة ليست كنساء الارض، إمرأة فيها جميع أسرار رسالات السماء، فمن عرف السماء عرف رسائله. صحيح منطق وواقع وحقيقة، انّ الأمازون هو رئة العالم صحيّاً، فانّ بعض البعض من الساحات العربية المتهالكة هي رئة العالم جنسيّاً، واذا كانت وما زالت منظمة الخوذ البيضاء نموذج مثالي وحيّ، لأزدواجية السياسات الأمريكية ذات المولات التجارية، بعروضها وأسعارها المختلفة، فانّ ادلب أيضاً رئة وخزّان العالم ارهابيّاً، ومغناطيسه الجاذب للأرهاب المعولم. السياسة الأمريكية تقوم على سياسة الأخطاء نفسها، بعبارة أخرى تقول كوادر الدولة العميقة عبر مسارب المجمّع الصناعي الحربي الامريكي: نحن امبراطورية الآن، وعندما نقوم بأي شيء فاننا نخلق واقعنا الخاص، وفيما يواصل الأعلام والمفكرون والباحثون دراسة ذلك، سنقوم بشيء آخر مجدداً لنخلق أشكالاً جديدة أخرى من الواقع، وسيكون بامكان الجميع دراستها أيضاً وبهذا الشكل سوف تترتب الأمور، فالتاريخ يصنعه صانعوا الحروب، أمّا كل ما يفعله الآخر من مراكز الدراسات والبحوث وحتّى في أجهزة المخابرات، هو دراسة ما نفعله نحن بعمق، أمريكا تصنع الازمات وتعمل على ادامتها ثم ادارتها وفقاً لمصالحها. والعلاقات الدولية يصار الى مدننتها عبر الروسي، وعسكرتها بفعل الأمريكي، وما زالت كارتلات حكم في مفاصل وتمفصلات، المؤسسة السياسية والأستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق، مع منحنيات الدولة العميقة في أمريكا، عبر تقاطعات للرؤى مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ) و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، بحيث يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة والعالم، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والاستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، كنتيجة للاستعصاء في المسألة السورية وتماسك صلابة الموقفين الروسي والصيني والإيراني. تشهد محافظ ادلب الواقعة في شمال غرب سورية بلا أدنى شك الى أزمات انسانية متفاقمة، بسبب الارهاب المعولم، واصرار الدولة الوطنية السورية على محاربته وتطهير المحافظة منه، كآخر جيب رئيسي لما تسمى بالمعارضة السورية المسلّحة والمتمحوره في لباس ارهابي عميق. بلغ عدد الفارين الهاربين من جحيم ادلب نحو الحدود التركية السورية المشتركة حتّى اللحظة وحسب احصائيات الامم المتحدة أكثر من مليون. مؤخراً الجيش السوري وعندّ بدء معاركه نحو أدلب، قتل أكثر من ثمانية عشر جنديّاً تركياً، وصحيح أنّ موسكو دعمت تركيا في تحصّلها على منظومة صواريخ اس 400 الروسية، الاّ أنّ مسارات عمليات شراء هذه الصواريخ من قبل أنقرة، كانت نتاجات لعمليات تعاونية روسيّة تركية وحاجة تركية ولدت في سياقات فوضى الحرب السورية، حيث الخلافات والتباينات الامريكية التركية حول ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية الكردية، في شمال شرق سورية ومحاربة تركيا لها وبعمق، قاد الى افتراق سطحي وأحياناً عميق بين واشنطن وأنقرة، في ذات المسار فانّ محاربة تركيا لقسد في شمال غرب سورية جعل أنقرة أقرب الى موسكو.  اذاً سورية ومسألتها هي من قرّبت العلاقات التركية الروسيّة وصار التعاون أكثر عمقاً وتنظيماً عبر أستانا وتفاهمات سوتشي بقيادة موسكو من عام 2016 م، وهذه الجهود بجانب تركيزها على ايجاد تسوية للمسألة السورية والتي كانت تركيا هي السبب الرئيس في تفاقمها، ثم ارتدت عليها بعقابيل الارهاب المعولم الذي رعته تركيا، بل(أي أستانا)أعادت هيكلة العلاقات التركية الروسية. انّ هجوم الجيش السوري الأخير على ادلب وريفها، كشف بجلاء عن الخلافات الروسية التركية وسلّط الضوء عليها، وكما ظهّر وبالعمق مدى حدود التعاون على طول خطوط العلاقات التركية الروسية في الشمال الغربي لسورية. روسيّا وسورية عملتا معاً على كسب الحرب ومنذ زمن مضى في أجزاء أخرى من الجغرافيا السورية المتقيح بعض جيوبها من الارهاب المدخل والمعولم. الصراعات والتنافسات لا بل ان شئت الطموحات الاستراتيجية لتركيا وروسيا، هي تبقى خارج الجغرافيا السورية وفي جميع المناطق المجاورة لهما تقريباً، كون تركيا هي في النهاية عبارة عن قاعدة متقدمة للناتو في عروق العبث بجغرافيا أسيا الوسطى للعبث بالأمن القومي الروسي، والعلاقات التركية الروسية تتميز بعدم الثقة وليس التقارب الجيوسياسي، ومن المحتمل أن تكون النفعية السياسية والواقعية والسخط المشترك تجاه الغرب أسباباً كافية لبدء مثل هكذا تعاون بين أنقرة وموسكو، لكنها ليست كافية للجمع جيوسياسياً بين تركيا وروسيا بشكل فعلي. أمريكا ترى في مأزق تركيا في ادلب فرصة ثمينة في الضغط على أنقرة لتقديم تنازلات للتعايش مع ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية التي حاربتها تركيا في السابق القريب، وان كان الدعم الامريكي لتركيا حتّى اللحظة هو دعم كلامي في حين الدعم الالماني بحدود المال والمال فقط. وخيارات تركيا محدودة، وعليها أن تعمل على تجميد الازمة الان في ادلب الى ان تبدأ عملية سياسية في سورية، وتأمل أنقرة تعزيز وجودها العسكري مقابل تنازلات سياسية، وهذا ما تتجاهله موسكو بل وترفضه مما أثار غضب المؤسسات التركية المختلفة. دمشق تعتقد أنّ لديها الزخم العسكري الكافي لتحرير ادلب، وبالتالي هنا ستعمّق تركيا لخيارها العسكري، وهذا ما فشلت فيه أنقرة في السابق وستفشل فيه أيضاً هنا، وصحيح واقع ومنطق أنّها قد تلحق وتزيد من خسائر موسكو وسورية في ادلب، ولكن قد تختار تركيا هنا بأن تصبح علاقاتها مع موسكو أكثر سوءً بما يتجاوز مسألة والحرب في ادلب. وأعتقد ان المسار الأكثر ترجيحاً في المأزق التركي في ادلب والتي هي مشكلة تركية أكثر منها سورية، هو مسار التفاوض مع موسكو وسورية عبر الاولى، من خلال سعي تركي الى ترتيب جديد مع موسكو بشأن ادلب من خلال صفقة محدّثة من مسار أستانا، وهو المسار الأكثر ترجيحاً باعتقادي. وهذا من شأنه انقاذ العلاقات التركية الروسية، ولكنه قد يوحي بطريقة وبأخرى الى انشاء منطقة عازلة على الحدود السورية التركية وفي الجانب السوري وتحت سيطرة تركيا بالاتفاق مع الرووس قطعاً، لتكون ملاذاً للجوء الانساني للفارين من ادلب، وتسعى تركيا هنا الى تمويل الاوربيون لجزء من تكلفة ذلك مالياً عبر الالمان، ولاحقاً قد تصبح هذه المنطقة العازلة أرضاً متنازع عليها. وثمة خيار آخر أمام تركيا وهو التواصل مع الغرب، والابتعاد عن موسكو وقرب من أمريكا وبالعمق، وهذا يعني سيناريو الاضطراب التركي تجاه موسكو، في ظل الدعم الامريكي الكلامي حتّى اللحظة، وقد تقدم أمريكا لتشجيع تركيا على هذا الخيار نحوها الى ضرب بعض الاهداف السورية في شمال شرق سورية، مع فرض عقوبات على النظام السوري والشعب السوري، وخارج اطار ما تسمى بالشرعية الدولية، مع دعم عسكري لما تسمى بالمعارضة السورية المسلّحة الارهابية. انّ تقلّب المؤسسات التركية بين الغرب والفدرالية الروسية لن تؤدي الاّ الى تعميق مشاكلها في سياساتها الخارجية والداخلية والامنية والعسكرية والمخابراتية. انّ موضوعة الازدواجية في السياسات، والتي عادةً يمكن فهمها بلغة السياسة، الافتراق بين الفكر والممارسة، أو بلغة الابداع الانفصال بين الفكر والواقع، فانّ الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة التي هي الجزء الأساس في العدوان المعولم على سورية وفي سورية وما زالت، والأمم المتحدة التي دمّرت العراق وليبيا، والأمم المتحدة عفواً المرتشية من بعض العرب، والأمم المتحدة التي سلّمت السعودية رئاسة حقوق الأنسان، والأمم المتحدة التي خلقت الكيان الصهيوني وسلّحته نوويّاً، أما آن الأوان للتخلص من فيروسات التروتسك العربي المتصهين وغير العربي الصهيوني الآخر؟، نعم وهو الذي أسّس لدولة مع الصهيونية، حيث يجري التثقيف على قدم وساق لمسارات الدمج المختلفة، اذاً ثمة ماركسيّة ثقافوية في اطارات التصهين. نواة الجيوش الأمريكية وأركان كوادرها وقياداتها، ما زالت تعتبر أنّ مجموعات القاعدة ومجتمعات الدواعش والمجاميع الأرهابية الأخرى، وفرق ما تسمى بالخوذ البيضاء القاعديّة الأرهابية، والتي هي(أي الخوذ البيضاء)تعبير حقيقي وحي على ازدواجية السياسات الامريكية، والتي أسّستها المخابرات البريطانية الخارجية عبر أحد ضبّاطها، وصرفت عليها المال الكثير لغايات التدريب والاعداد، خياراً قابلاً للتحالف مع واشنطن وحلفائها بشكل مستمر، لتوجيه ضربات لاحقة وحالية لسوريا مع بدء معركة تحرير ادلب من الأرهاب المعولم، لضرب أركان الجيش العربي السوري والبنى التحتية الأستراتيجية له، بعد الاعداد لفبركات لمسرحيات كيميائية في ادلب ولصقها بدمشق كذباً وزوراً وبهتاناً، لتبرير لعمليات عسكرية جديدة، خاصةً وأن عناصر ما تسمى بالخوذ البيضاء التي تم تهريب جزء منها من الجنوب السوري الى الأردن سابقاً، نقلت الى ادلب في الشمال السوري، والتقوا مع ذات العناصر الذين تم تهريبهم الى الكيان الصهيوني، ثم نقلوا الى ادلب عبر طائرات أمريكية حربية خاصة، ويتم الآن الأعداد لمسرحيات الفبركة عبر غرفة عمليات استخباراتية بريطانية فرنسية أمريكية اسرائلية بدعم واضح من ملياردير اليهودي شيلدون اديلسون، وبدفع هندسي من الموساد والمسيحيين الأنجليين في الداخل الأمريكي وكوادرهم، وتنفيذها عبر الأداة الأرهابية في الميدان الادلبي المسماه، بمنظمة الخوذ البيضاء – تنظيم القاعدة نفسه، بالتعاون مع ما تسمى بهيئة تحرير الشام الأرهابية، من خلال الأرهابي حسين الشرع المعروف بالجولاني وباقي الأفاعي الأرهابية الأفرنجية، من عناصر الحزب الأسلامي التركستاني الأيغور والذين تم اسكانهم في قرية الزنبقي وغيرها، حيث تم تسليمهم عبوات عديدة من غاز الكلور وغيره للقيام بالعمل الأستفزازي(المخابرات الصينية واستخبارات الجيش الصيني في حالة طوارىء واجتماعات مستمرة مع السوريين والروس في الداخل السوري)، والغريب هنا أنّ القطاع الخاص البريطاني والقطاع الخاص الفرنسي، متورطون في هذا العمل الأستفزازي الأرهابي المفبرك، والذي هو جزء من حرب هجينه على سورية والمنطقة، وسيصار الى الكشف عن أسماء الشركات المشاركة لاحقاً، والكميات التي وردّتها الى الداخل السوري الشمالي الادلبي، ومؤشرات صحة كل ما ذكر وهو ما كشفته المخابرات والأستخبارات الروسية، تكمن في وصول المدمره الأمريكي يو اس اس سوليفان الى منطقة الخليج محمّلة بستة وخمسين صاروخاً من نوع كروز، مع وصول القاذفاة الأستراتيجية الأمريكية 1- محمّلة بأربعة وعشرين صاروخاً مجنّحاً جو أرض، الى القاعدة الأمريكية السرطانية العيديد في مشيخة قطر، حيث الهدف واضح من كل ذلك متموضعاً في تفاقم الوضع في المنطقة، وعرقلة عملية السلام في الداخل السوري لعرقلة عملية اعادة الأعمار، وتشويه صورة الرئيس بشار الأسد مع تصميمهم على ازاحة الرئيس الأسد عن الحكم، وكتابة دستور سوري مشابه لدستور 24 أذار في لبنان. في المعلومات، أنّ هناك وفد عسكري ومخابراتي تركي يزور موسكو الان بشكل غير معلن وبطلب تركي صرف، لغايات التفاعل ووضع الملاحظات في التعامل مع تداعيات وعقابيل العملية العسكرية في ادلب والتي قد تقود الى مواجهات مع الجيش السوري، أوكادت ان تقود مؤخراً قبل أسبوعين، والروس وسورية وايران يريدون النتائج على أرض الميدان في الشمال السوري في ادلب تحديداً، وليس على الهواء وعبر تصريحات هنا وهناك للترك، يريدون تظهيراً لنتائج اجتماعات الوفد السياسي والعسكري والمخابراتي التركي في موسكو، على أرض الميدان السوري وكيف سوف تتصرف تركيا الان مع بدء العمليات العسكرية لتحرير ادلب من الأرهاب المعولم، وبعيداً عن لغة التهديد الأمريكي الجديدة القديمة، مع ارسال مدمراتها وقاذفاتها الى المنطقة، لتضفي شيئاً من الجديّة فيما تذهب اليه، ولدفع التركي لعدم التساوق والتماهي مع الروسي والأيراني والسوري في معركة ادلب ونتائجها. كما يصر البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، على العمل وبقوّة على ضرب هياكل روسيا والصين معاً، عبر الحروب الهجينة وغيرها من الحروب غير المتماثلة، كون الأخيرتين(موسكو وبكين)ذات خطر عميق بشكل جدي على الأمن القومي الأمريكي. لذلك فانّ الأستهداف الروسي السوري المشترك للقاعدة ومشتقاتها، ومن مجتمعات الدواعش في الداخل السوري والعراقي، سوف يلحق بالغ الضرر بالمشروع الأمريكي للتحالف مع هذه الزومبيات الدينية لضرب هياكل الأمن والأستقرار في روسيّا والصين وايران وجلّ قارة أسيا. تتصف عمليات مكافحة الإرهاب في الجمهورية العربية السورية ذات النطاق الزماني والمكاني بأهداف وغايات ذات طبيعة خاصة، عبر هندسة متتاليات التعاون السوري الروسي الأيراني، وتقاطعاً بالفعل والعمل مع حزب الله والمقاومات الشعبية، وجلّ السابق مدعوم الآن باسناد صيني حقيقي كخط خلفي لم يظهر بعد للعامه بوضوح، مع بدء العمليات العسكرية لمعركة تحرير ادلب(بكين معنيه بالأيغور في الداخل السوري، وبمجاميع الحزب الاسلامي التركمستاني كصوفيي للسي أي ايه والأم أي سكس وللمخابرات التركية، كما هي روسيّا معنيه ببعض الشيشان وبعض الشركس من مواطنيها، كبرابرة جدد وكصوفيي لتلك المجتمعات المخابراتية السالف ذكرها)، فهي ليست بحرب كلاسيكية ولكن ذو محتوى ومضمون  مختلف وفريد من نوعه، ولم يظهر حتّى لا في الحرب العالميه الأولى ولا الثانية، ولا بالحرب على أفغانستان والعراق ولا في ليبيا أيضاً.

فالقوّات الحكومية السورية وحلفائها على الأرض، مسنودة من الروسي تعمل على دحر الإرهاب وتدمير وتخريب تشكيلات المتطرفين من مراكز وقواعد تدريب وعزل المناطق القتالية، ووقف تدفق المسلحين والأسلحة من الخارج(نلحظ عمليات للمخابرات الجوية السورية في داخل ادلب ونتائجها مبهرة، نموذج مصغّر من سلّة نماذج أخرى)، وفق عمليات تتصف بالدقة والنوعية لجهة الفعل والنتيجة. إلاّ أنّ حركة القوّات الأمنية وعلى الأغلب الأعم والأدق، مقيدة بظروف صعبة وموضوعية، فهي تتصرف كما لوكانت مكتوفة الأيدي، حيث البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الغربية والأقليمية وصوفيو مخابرات الساحات الضعيفة والقويّة، سيدخلون في صراع مع الجيش العربي السوري ضمن الأبنية السكنية المأهولة، ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية، والعمل على تخريب المؤسسات الحكومية، والاتصالات والبنوك والجسور وما الى ذلك. فحماية المدنيين والبنى التحتية يمنعها(أي الدولة السورية)من استخدام الأسلحة الأكثر قوّة وفعالية في بعض المناطق، كمسار اجباري للدولة على تحويل جهد كبير في حماية الموارد المائية والسكنيه والأقتصادية والطرق من هجمات العناصر الأرهابية، ومناطق أخرى مفتوحه ويتواجد فيها البرابره الجدد صوفيو مجتمع المخابرات الأمريكي والمخابرات الغربية ومن تحالف معهم، يكون القصف فيها سجّاديّاً(قريباً سيكون الشمال السوري وعلى طول الحدود مع تركيا، القصف فيه سجّاديّاً من الجو مسنوداً من الروسي والسوري والطيران الصيني(قد تتمنّع الصين في البداية)والطيران الأيراني أيضاً)مع بدء عملية بريّة يقوم بها الجيش السوري وحلفائه لحسم وانهاء التنظيمات الأرهابية المسلّحة، والتي تم تليينها وتذويب نواتها عبر القصف الروسي منذ بدء فعله المؤثّر. الحكومة السورية تحارب مجموعات مسلحة ذات تشكيلات وتنظيمات متعددة وأخطرها المنظمات الإرهابية التي تشكلت في دول الخليج  ذوات اللحى وغيرها، كلّها موجودة الآن في ادلب، والتي يتمتع أعضاؤها بمهارات قتالية وتكتيكية اكتسبوها خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، كما أنهم يتميزون بالانضباط وقدرتهم على التأثير في القضايا ذات الطابع الديني والعرقي، وكسب ثقة السكّان المحليين لتوريد الأسلحة والمقاتلين والمؤن، وفئة أخرى أقل تنظيماً ومعنوية قتالية، يعتمدون التعصب الطائفي والقتل والنهب والسرقة والارهاب الوحشي، عبر حبوب الكبتاغون كوقود للبرابرة والخوارج الجدد على حد وصف الملك عبدالله الثاني لهم. فصوفيوا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(البرابرة الجدد)يهدّدون روسيّا والصين وايران، وضرب هياكل الأمن القومي في هذه الدول وجلّ أسيا ضمن استراتيجية الأستدارة بعد الأفراغ من السيناريو السوري، والأخير يهدد الأمن القومي الروسي من قبل  البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية، فمن الواضح أن سورية هي حقل التجارب الجديد  لتدمير مفهوم الدولة، وقد ظهرت نتائج هذه التكنولوجيا في(ليبيا والعراق ويوغوسلافيا)، وأنّ مصير كل من روسيّا وإيران والصين واليمن وحتى الاتحاد الأوربي، يتوقف على نجاح أو فشل هذه التجارب، فسورية أصبحت الخط الأمامي المتقدم الذي يسعى الكل للحفاظ عليه ولكن كل حسب مصالحه، روسيّا تحاول الحفاظ على سوريا كدولة، لأن الوجود الروسي العسكري في سورية وبالقاعدة العسكرية في طرطوس وحياة الآلاف الروس الذين يعيشون في سورية، والمصالح الاقتصادية والعسكرية على المحك، إن لم نقل مستقبل روسيّا نفسها على المحك وأمنها القومي. لذا الروس دخلوا بقوّاتهم سورية بطلب من الدولة الوطنية السورية وتحت راية العلم الروسي، حتّى لا تقول أمريكا والناتو وثكنة المرتزقة اسرائيل أنّ هذا كاسر للتوازن العسكري في المنطقة، وهناك مبدأ هام في العلوم العسكرية تدركه موسكو والصين وايران يقول: اذا لم تتمكن من منع الحرب فعليك المبادرة الى شنّها، فعدم مبادرة روسيّا وايران والصين الى شن الحرب على صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن تحالف معها، سوف يتيح للناتو استلام الزمام ونقل الحرب الى حدود روسيّا والصين وايران وجلّ أسيا وضرب هياكل الأمن القومي فيها. في حين نرى واشنطن والعواصم الغربية، يدافعون عن مصالحهم عن طريق محاولة شطب سورية أو على الأقل كسر سورية لتكون دولة فاشلة للحفاظ على ثكنة المرتزقة اسرائيل وأمنها، من خلال التزييف الإعلامي والحرب الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وإضعاف الموارد البشرية والمادية، ناهيك عن الدعم  العسكري المعلن لبرابرتها الجدد دواعش الماما الأمريكية، صوفيو المخابرات الدولية الذين يحاولون كسر الدولة السورية من خلال القتل والتفجيرات. فحسب استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي جنين الحكومة الأممية ورمزه الجمجمة والعظمتين، أنّه بعد سقوط سورية وإيران فإن احتمال الحرب في القوقاز وآسيا الوسطى كبير جداً، فالناس  الذين يحملون النسخة المحرّفة من الإسلام سيكونون موجهين ضد روسيّا والصين وأوروبا أيضاً، لشطبها واعادة صياغتها والتفجيرات الأرهابية في داخل أوروبا حيث صارت مغناطيس جاذب للأرهاب على مدار تسعة أعوام، وخاصة في باريس وبلجيكا ومؤخراً في ألمانيا 11 قتيل أدانت الاردن ذلك، خطوة أولى على طريق ارهابي طويل سيضرب هياكل الأمن القومي الأوروبي، وفي أيدي هؤلاء الناس مخزونات ضخمة من الأهداف، فروسيّا والصين قد تكونان الحلقة الأضعف هنا ضمن استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي، خاصةً وأنّ روسيّا  الاتحادية تعاني من المشاكل ونقاط الضعف، والحل الوحيد  لتفادي روسيّا  من الوقوع في الهاوية هو إنقاذ سورية من صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. فتصعيد الذرائع المتعلقة باشتراكات حزب الله اللبناني في الحدث الأحتجاجي العسكري في سورية، من قبل الطرف الثالث في جلّ المسألة السورية عبر محركها، الامريكي والصهيوني وباقي الجوقة من بعض عرب وبعض غرب، ومساندته العسكرية العميقة الآن للجيش العربي السوري، مع باقي القرارات الدولية السابقة بخصوص لبنان وأي قرار لاحق، سوف تشكل مجتمعة عناصر الملف الذي سوف تتم عملية بنائه لاستهداف لبنان، واستخدامات التطورات المتعلقة بتصاعد العدوان على اليمن، كوسيلة لبناء ملف استهداف اليمن وتقسيمه من جديد عبر الأقاليم السته، وتجري حالياً فعاليات إدخال الجماعات والعناصر المسلحة إلى الداخل الجزائري، وعندما تنفجر الأوضاع سوف يتم استخدام ملف العنف السياسي كوسيلة لاستهدافها من قبل المحور الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي، والأخير(البعض العربي المرتهن)سيصار الى استهدافه لاحقاً، كل ذلك من أجل تحقيق التفوق العسكري الأستراتيجي الأمريكي الغربي عبر الناتو لأستهدافات للنفوذ الروسي المتفاقم وعلى الأقل لأحتوائه، مع اتباع حملات بروباغندا عدائية ازاء موسكو، قد تتطور الى استراتيجيات أمريكية جديدة في غير مكان غير سورية بدءً من أوكرانيا وما بعدها. ولا يخفى على أحد في العالم تلك العلاقات المؤسسية والقوية مع البنتاغون(وزارة الحرب الأمريكية)وحلف الناتو لدول الخليج مجتمعة إضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية ـ المملكة المغربية، حيث دخل الجميع مع كل أسف في شراكات عملية عسكرية مع حلف الناتو، وحالياً تساهم الغالبية من هذه الدول بالقوات في بعثة الناتو العسكرية في أفغانستان، وحتّى ليبيا والتي في طريقها الى التقسيم عبر الفوضى وحالة عدم الأستقرار المستمرة، تم الاتفاق على قيام الروابط وعلاقات التعاون بين حلف الناتو وليبيا، وسيصار الى تفعيل ادخال ليبيا رغم حالة عدم الأستقرار التي تعاني منها، عبر برامج عسكرية خاصة للناتو بالإشراف الكامل على تأهيل وتدريب وتسليح قوات الجيش الليبي، وفق برامج إعداد على غرار برامج الناتو العسكرية إزاء قوات الجيش العراقي، وقوات الجيش الأفغاني، مع ادخال ليبيا كطرف في ما يطلق عليه تسمية “حوار الناتو المتوسطي”، وهو الشراكة التي تضم كل من المغرب ـ مصر ـ تونس ـ الجزائر ـ موريتانيا ـ الأردن وإسرائيل وآخرين، ضمن إطار حلف الناتو الحربي. ومن أجل أن تتحق هذه النتائج واشتقاق رؤى سياسية جديدة، ليصار الى اكتمالات عميقة للحياكة الأقليمية في المنطقة وقلب الشرق سورية، يتوقف نجاح كل ما ذكر على مدى قدرة المحور الأمريكي الأسرائيلي عبر أدواته من البعض العربي المرتهن، وقدرة حلف الناتو من القضاء على الثغرة الأستراتيجية(سورية ولبنان)في هذه المشروع المتجدد للشرق الأوسط، لذلك وفي المعلومات تتمركز سفن حلف الناتو الحربية وسفن أمريكية وفرنسية وأخرى على مواقع من سطح الماء باتجاه السواحل اللبنانية والسورية، وقد تظهر تصعيدات قادمة على طول الحدود الأردنية السورية وفق رؤية فرنسية بريطانية أمريكية سعودية مشتركة، لعرقلة استدامة فتح المعابر بين البلدين ودفع دمشق لتقديم تنازلات لها، مع التأكيد أنّ ما لم يؤخذ بالميدان لن ينالوه بالسياسة والأبتزاز، وعلى الحدود السورية التركية ان لم تتفق أنقرة مع موسكو وايران والصين وسورية في مسارات معركة ادلب، كل ذلك على أمل أن يتم حسم الحدث السوري باتجاه انهيار دمشق ثم القضاء على المقاومة اللبنانية، وضم سوريا ولبنان إلى حلقات حلف الناتو، ومن ثم يكون البحر الأبيض المتوسط قد أصبح بحيرة حصرية لحلف الناتو خالياً من الروس مثلاً، وهنا ستضعف الحلقة الأيرانية كخاصرة ضعيفة للفدرالية الروسية بعد استهداف الحلقة السورية ككل وبالتالي القضاء على الثغرة السورية اللبنانية الأستراتيجية، والسؤال هنا: هل تسمح موسكو بحدوث تلك الحياكة الأقليمية للمنطقة؟!. ففي سايكس بيكو 2020 م العرب المرتهن وغير المرتهن أنفسهم من سيشرف على تقسيم حالهم، وتقسيم المقسّم أصلاً وتجزئة المجزّاء كذلك، وهذا سيكون نتاج ربيعاتهم والتي هي بالأساس مع كل أسف وحزن وبكاء ربيعات صهيونية في فكرتها ونتائجها بعد الشرارة التونسية، والأخيرة كانت خارج حسابات الفكر الصهيوني لجنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي. انّ للثغرة السورية اللبنانية الأستراتيجية، تأثيرات عميقة لجل المنظومة العسكرية الدولية الجديدة، حيث الفدرالية الروسية تسعى الى التوازن مع تلك المنظومة الدولية العسكرية المستحدثة بفعل المسألة السورية، وعدم السماح للطرف الآخر بجعل البحر الأبيض المتوسط بحيرة أمريكية نيتويّة بامتياز. فجغرافية الجمهورية العربية السورية تتموضع وتتمفصل في منطقة تقاطع القيادات العسكرية الأمريكية الإقليمية الأكثر حساسية، وهي: القيادة الأوروبية ـ القيادة الوسطى ـ القيادة الأفريقية. وجميع خطوط حلف الناتو وأيضاً الخطوط الأمريكية، تقوم على أساس اعتبارات أن الممر الاستراتيجي السوري، هو العامل الحاسم لجهة تحقيق التفوق العسكري الجيو ـ استراتيجي في كافة مسارح العمليات، في مناطق الشرق الأدنى وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، والبحر الأحمر وصولاً إلى القرن الأفريقي حيث الدور الصهيوني المتصاعد فيه، إضافة إلى مناطق الجزيرة العربية والخليج حيث يصار الى تسخين ساحات بعضها هذا الأوان وجعلها(سورية 2) لاحقاً، وآسيا الوسطى والبحر الأسود، ومناطق القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي وصولاً لكل مناطق نفوذ المجال الحيوي الروسي، وهذا استهداف صارخ للآمن القومي الروسي، لذلك تم عقد اجتماع طارىء وغير عادي برئاسة الرئيس بوتين لمجلس الأمن القومي الروسي الأسبوع الماضي، وتم بحث كل تفاصيل المسألة السورية وما لدى مجتمع المخابرات الروسي من معلومات مختلفة، لعودة فكرة خيارات عسكرية أمريكية وفرنسية وبريطانية وبعض عربية لدمشق، عبر عناوين انسانية لمشاريع قرارات دولية أو خيارات عسكرية بحجة استخدام السلاح الكيميائي في ادلب( يجري تسيسها لتشويه الموقف الروسي والسوري من ما يجري في سورية)قد تتطور لاحقاً لأفعال حربية عبر حلف الناتو الحربي، حيث تدرك موسكو ومعها الصين أنّ أي قرار دولي بعنوان انساني، لأنشاء ممرات انسانية آمنة بالداخل السوري، يجب أن يرفض ويقاوم كونه يؤسس لاحقاً وعلى دفعات للتدخل العسكري الخارجي، عبر الطرف الثالث في الحدث السوري في أشكال مختلفة، كذلك أي تدخل عسكري بحجة مسرحيات الكيماوي وغيرها عبر الخوذ البيضاء وهيئة تحرير الشام والقطاع الخاص البريطاني والفرنسي في ادلب، يجب أن تقاوم بعنف، واسقاط الصواريخ المعادية والرد عليها وعبر حروب السيبرة الألكترونية وغيرها. ومن هنا فإنّ عدم إدماج الممر الاستراتيجي السوري ضمن خارطة السيطرة العسكرية الجيو ـ استراتيجية الأمريكية ـ الغربية، سوف يخلق ثغرة ونافذة انكشاف بالغة الخطورة في كافة الحسابات المتعلقة بالتوازن الاستراتيجي العسكري العالمي، وذلك لأن الممر الاستراتيجي السوري، يتيح الوصول السريع إلى كافة المناطق الاستراتيجية  المحيطة به. فانّ جلّ الضغوط المكثفة سوف تستمر رأسيّاً وأفقيّاً بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان حلف الناتو، وشركائهما الشرق أوسطيين والخليجيين، من أجل إنجاز سيناريو انهيار دمشق، مع تصعيدات ممكنة على طول الحدود السورية الأردنية، وفي الشمال السوري مع بدء معركة ادلب، وفي شرق نهر الفرات ازاء التنف، وعمليات سريّة مخابراتية تستهدف القيادة السياسية للنسق السياسي السوري وعلى رأسه الرئيس بشّار الأسد، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى جعل الممر السوري متاحاً لحلف الناتو ومن يدور في فلكه، وفي هذا الخصوص تتحدث المعلومات بأن الممر السوري سوف لن يشمل أراضي الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية وحسب، وإنما سوف يشمل الأراضي الفلسطينية المحتلّة. عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل –

: 5674111    

خلوي: 0795615721

 

قد يعجبك ايضا