الحزب الشيوعي الأردني يطالب بوقف التطبيع والغاء الاتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني

الأردن العربي – الأربعاء 12/2/2020 م …




 في اجتماعه الدوري الأخير، ناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني الأمور المطروحة على جدول أعماله والتي شملت المستجدات السياسية والاقتصادية – المعيشية على الصعيد المحلي، والتطورات الجارية على الصعيد العربي، ومن ضمنه الفلسطيني، والمتعلقة أساسا بتداعيات الإعلان عن “صفقة ترامب ـ نتنياهو” ، وخلص المكتب السياسي بنتيجة التحليل لهذه المستجدات والتطورات الى تبني المواقف التالية:

* فيما يتعلق بارتفاع قيم فواتير الكهرباء للشهرين الأخيرين، قدمت الحكومة، ممثلة بشركة الكهرباء وهيئة الطاقة، مثالا آخر على تلكؤها في معالجة هذا الموضوع في الوقت المناسب، وعجزها عن تقديم تفسير مقنع يضع حدا لشتى التأويلات والتفسيرات، ولا يسمح لهذه المشكلة أن تتفاعل الى هذه الدرجة من الحدة والاتساع.

إن التذمر الذي طال شريحة واسعة من المواطنين، ومنهم ذوي مداخيل متوسطة، وليس فقط ذوي مداخيل متدنية أو محدودة من ارتفاع قيم فواتير الكهرباء لا يعقل أن يكون مفتعلا، أو نابعا من فجوة الثقة المتراكمة بين السلطات الرسمية والمواطنين، أو أنه يعود، كما تدعي شركة الكهرباء وهيئة الطاقة، الى زيادة استهلاكهم للطاقة الكهربائية لغايات التدفئة.
وكان أجدر بالحكومة بدل الافراط في استخدام هذا التبرير غير المقنع، أن تعمد عند ظهور بوادر الاعتراض والاحتجاج، وليس بعد مضي كل هذا الوقت، الى اجراء تحقيق شفاف تتولاه هيئة محايدة، تعتمد عينات عشوائية من المواطنين، وليس الجهة المتهمة بتحميل الفاقد من الطاقة الكهربائية للمواطنين، التي بديهيا أن لا تكون معنية في تحقيق جدي يكشف الحقيقة، ويحدد المسؤوليات.
إن تجاهل الحكومة لبواعث استياء الناس، وعدم التعاطي معها بجدية ومثابرة، والعمل على معالجتها دون تسويف أو مماطلة، والكشف بكل شفافية ونزاهة وحياد عن الحقائق كما هي دون تستر أو مواربة هو أفضل السبل وأقصرها لعدم اتساع فجوة الثقة بين السطات الرسمية والمواطنين، ويحول دون تفشي الاشاعة، وانتشار شتى التأويلات التي قد تكون صحيحة وقد لا تكون.* يرى المكتب السياسي أن الموقف الرسمي المعلن من “صفقة ترامب ـ نتنياهو” والذي يشير الى عدم قبولها، يجب أن يكتسي بمزيد من الوضوح والقوة، بحيث يبدو أكثر تعبيرا عن المزاج الشعبي والوطني العام وتفاعلا معه. وفي ضوء المخاطر الجدية غير التقليدية المترتبة على هذه الصفقة، يطالب المكتب السياسي السلطة ابداء قدر أكبر من التصلب والتشدد في التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني، كاملة غير منقوصة، في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

أن وقف تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني العنصري، وإلغاء الاتفاقيات المبرمة معه في مجال الغاز والمياه والمجالات الأخرى لا يشكل مجرد استجابة لمطلب شعبي، بل يمكن أن يصبح أحد الأسلحة الفعالة في مواجهة التهديدات التي يطلقها قادة الكيان العنصري ضد الدولة الأردنية ومصالحها الحيوية، وأحد التعبيرات الملموسة عن دعم الشعب الفلسطيني ونضاله العادل
* إن القناعة في قدرة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية على افشال الصفقة وأهدافها ليس مجرد تفاؤل ساذج لا يستند الى مقومات، ولا يعني استهانة بما تضيفه الصفقة من صعوبات وتعقيدات ومخاطر جدية وحقيقية على مسيرة النضال الوطني الفلسطيني من اجل التحرير والحرية والحقوق غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها قيام دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وحقه في العودة والتعويض.
ويؤكد المكتب السياسي على أن افشال الصفقة ليس مهمة الشعب الفلسطيني فقط، بل هي مهمة الشعوب العربية وحركة تحررها الوطني والاجتماعي والديمقراطي، التي عليها أن تعيد تقويم مسيرتها الكفاحية في مواجهة الأطماع الصهيو امبريالية، واستعادة التنسيق والعمل المشترك بين فصائلها، واجتراح خطاب سياسي جديد يعيد الاعتبار الى الواقعية الثورية في التعبير عن الثوابت الوطنية، وأشكال مقاومة جرى، فيما مضى، الاستخفاف بها والتقليل من شأنها.* يؤكد المكتب السياسي على حق الدولة السورية استعادة سيطرتها وسيادتها على كامل أراضيها وتصفية آخر معاقل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في ادلب، ويدين حملة التهديدات التي أطلقتها القيادة السياسية والعسكرية التركية، والتي وصلت حد التلويح بالاستعانة بحلف الأطلسي، وبلغت من الوقاحة غير المعهودة حد تحديد مدد زمنية لانسحاب الجيش من جزء من أراض بلاده، واعادتها لسيطرة الجماعات الإرهابية

ان محاولات الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة التي سارع رسلها لزيارة تركيا وابداء الدعم لحكامها، لمنع الجيش العربي السوري من استكمال إنجازاته في إدلب وحلب وعرقلة توجهه للقضاء على آخر البؤر الإرهابية بما يسمح بالانتقال الى مرحلة إعادة البناء والاعمار بإطلاق الحوار السياسي الداخلي لن يكتب لها النجاح أمام إصرار الدولة السورية وحلفائها على المضي قدماً في حسم آخر المعارك مع الإرهاب وجماعاته سلماً أم حرباً.
عمان في 12/2/2020
المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني

قد يعجبك ايضا