تحليل سياسي عسكري عام … ماكينة النصر السوري تسحق احلام اردوغان

ماكينة النصر السوري تسحق احلام اردوغان

الأردن العربي – الأربعاء 12/2/2020 م …
كتب حسام زيدان …



سريعا جدا يتقدم الجيش السوري والحلفاء في ريفي حلب وادلب، وتتهاوى مع هذا التقدم معنويات الارهابيين ومن يراهن عليهم، بعد بلدة الزربة، لا مكان لارهابيين في محيط الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب، والهدف كان واضحا تنفيذ اتفاقات دولية بالنار، بعد الممطالة من قبل الجانب التركي، وشد الخناق على المجموعات المسلحة في محاور عدة، منها ما يتعلق بالحدود التركية، او ريفي حماة واللاذقية.

في الميدان العسكري، سيطرت وحدات الجيش السوري على كامل الجهة الشرقية لطريق حلب – دمشق الدولي من الزربة حتى مدخل حلب الجنوبي الغربي، بينما واصلت وحدات الجيش تحركها غرب الطريق، ودخلت أطراف بلدة خان العسل الهامة. وتمكنت قوات الجيش المتقدمة من الزربة من بسط سيطرتها على صوامع خان طومان الواقعة على الطريق، بينما تمكنت القوات المتقدمة من الراشدين5 وجمعية الصحفيين من قطع إمداد الإرهابيين داخل ضاحية الراشدين الرابعة، ومن ثم بسطت سيطرتها عليها إضافة إلى غابات الأسد الواقعة على المدخل الجنوبي الغربي لحلب. وتعمل وحدات الجيش السوري على ملاحقة الإرهابيين غرب الطريق، بالتوازي مع قصف مدفعي وصاروخي ينفذه الجيش هناك على مواقع الإرهابيين وتجمعاتهم، بينما يتصدى الجيش بشكل شبه يومي لهجمات المسلحين على المناطق التي سيطر عليها في محيط الطريق الدولي، كان اعنفها الهجوم الذي شنه المسلحون بدعم من الجيش التركي على محور بلدة النيرب، حيث تفاجأت تلك المجموعات بكمائن محكمة نشرها الجيش ادت الى تدمير العشرات من الاليات التي كانو يستخدمونها، وسط رمايات مكثفة للجيش، عمليات الجيش مستمرة لتثبيت نقاطه العسكرية في المناطق التي سيطر عليها لتوسيع نطاق الحماية للطريق الدولي والاقتراب من مناطق مهمة على الاستراد الواصل بين حلب واللاذقية، وبالاجمال فإن وحدات الجيش تنفذ تكتيكا عسكريا يعتمد على الاقواس النارية لتثبيت اكبر مساحة امان في محيط المناطق المحررة ان كانت في ريف ادلب او حلب، وفتح مسارات عسكرية جيدة قد تستفيد منها في معارك لاحقة باتجاه مدن ريف ادلب او حتى المدينة نفسها.
في ظل كل تلك التطورات، سعى الجيش التركي مع بداية انهيار المجموعات المسلحة، الى محاولة تحصين ادلب، وبناء خط دفاعي جديد في داخلها عبر الدفع بمئات الاليات العسكرية والجنود لعرقلة تقدم الجيش السوري والوصول الى تطبيق كامل اتفاقات سوتشي واستانا، فيما يرى المراقبون في دمشق ان هذا التصعيد التركي واتساع رقعة الخلاف مع الضامن الروسي،اصبح وبشكل متعمد مخالفا لجميع مبادئ استانا وسوتشي ، الشيء الذي سيؤدي الى نتيجة واحدة وهي توقف مفاعيل استانا ان لم توقف روسيا وايران الجانب التركي عن خروقاته للسيادة السورية والعودة للاتفاقات المبرمة، واجباره على سحب قواته وايقاف دعمه للمجموعات المسلحة، وانهاء مخططاتها للاحتلال المباشر للاراضي السورية في شمال البلاد.
في مقياس الوقت، ومعايير الجغرافيا، يأتي انكسار المجموعات المسلحة في ريفي ادلب وحلب، كمؤقت زمني للتدخل التركي المباشر، ومن الواضح ان فشل المفاوضات الروسية التركية، كان قد اشعل فتيل التصعيد التركي، والزج بالقوات العسكرية الى داخل مدينة ادلب ومحيطها وريفها القريب، ما جعل التركي في حالة اصطفاف واضح مع جماعات ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة، بالاضافة الى جبهة النصرة والحزب التركستاني والقوقاز، في مواجهة الجيش السوري وحلفائه، عبر هجمات متتالية استهدفت على الاخص محور بلدة النيرب، ما يعني خرق واضح للقانون الدولي والشرعية الدولية، وان للدولة السورية الحق الكامل في تنفيذ مهامها الدستورية.
الجيش السوري لم يأبه بالتهديدات العسكرية بالرغم من كل التحشيد التركي والتعزيزات العسكرية الكبيرة، بل استمر في تقدمه مدعوما بموقف روسي يؤكد على حق الدولة السورية في استعادة السيطرة على كل ارضيها، جاء ذلك مع فشل المفاوضات بين الوفدين الروسي والتركي والتي جرت نهار الثامن من الشهر الجاري، وقد عزا المراقبون هذا الفشل الى ان كل الظروف السياسية والميدانية لم تكن ناضجة للخروج باتفاق، ما يعني ان المرحلة القريبة ستشهد المزيد من جولات التفاوض، والسعي للوصول الى اتفاق، كما يتوقع بعض الخبراء الى انه سيكون تطوير لاتفاق اضانة 2، بعد انتهاء مفاعيل اتفاق سوتشي اثر التدخل العسكري التركي المباشر، حيث يعلم الجميع ان التصعيد التركي لن يصل الى احتكاك عسكري روسي تركي على الاراضي السورية، لأن علاقة البلدين محكومة بالحفاظ على المصالح الاقتصادية والسياسية، الا ان المعطيات جميعها تشير الى انتكاسة تركية جديدة، في هذه الجغرافية، على المستوى السياسي والعسكري، وترجح المعطيات ان تسعى تركيا الى تصعيد الاجواء في مناطق ريف الحسكة والقامشلي للتعويض عن خسارتها في مناطق ريفي حلب وادلب، واعادة فتح ملف عملية نبع السلام.

قد يعجبك ايضا