الأردن … د. ذوقان عبيدات رئيس اللجنة الإستشارية للمركز الوطني لتطوير المناهج: المناهج .. توافقات وطنية!

د. ذوقان عبيدات ( الأردن ) – الأحد 9/2/2020 م …



حين طالبت بعض الأصوات التربوية 2015 بتأسيس مركز وطني للمناهج، كان من مبرراتها مشاركة كل مواطن قادر وراغب في بناء المناهج، وحين تم تأسيس المركز الوطني للمناهج 2017، تمت صياغة تشريعاته بما يجعله وطنياً وهذا يعني:

– إن المناهج ليست محددة بإطار غير الدستور، وهو ما توافق عليه الأردنيون جميعاً.

– والمناهج ليست عرضة لتيارات سياسية أو جزئية أو عقائدية أو حزبية!

– والمناهج لا تتأثر بمزاج فرد أو مجموعة، إلّا بمقدار انسجامها مع الدستور، فهو أيضاً ما يجمعنا جميعاً، وما ينظم توجهاتنا.

ومن المهم أن نميز بين المناهج ومحتوى الكتب المدرسية، إن المناهج بحكم كونها ثقافة وبيئة وفكراً وقيماً ونشاطاً تحتاج إلى التوافق، لكن الكتب المدرسية تحمل في محتواها معلومات معظمها حقائق مثل: الفاعل المرفوع، وعمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وحين تكون المناهج وطنية، فإنها بالضرورة:

– سيجد كل مواطن فيها ما يجمعه مع سائر المواطنين.

– ويجد كل مواطن أن ثوابت الوطن هي الأساس، وأن قيم المجتمع هي الموجهات الأساس.

– وسيكتشف كل مواطن عبر المنهاج أنه أردني، يتمتع بهوية وطنية جامعة،

– وسيتأكد أن كل مواطن يتمتع بنفس الحقوق، مهما تنوعت المكونات والهويات الفرعية.

لقد توافق العالم على مكونات وعناصر أساسية للمناهج، تمثلت بـ:

– الإعتزاز بالموروث الثقافي، وترسيخ العقيدة.

– الإنفتاح والمشاركة في بناء الإنسانية.

– تقبل التنوع والإختلاف والحوار.

– العلاقة الإيجابية مع البيئة بما يحفظ حق الأجيال.

– التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، وإنتاج المعرفة.

– حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة وحقوق الطفل.

– بناء إنسان قادر على إنتاج العمل وتصميم مشروعه لكسب العيش.

– الذكاء العاطفي والجمالي، وتنمية الذوق الفني.

– وقبل كل ذلك بناء الهوية الجامعة، والمواطنة المتكافئة.

هذه توافقات عالمية، يمكن البناء عليها محلياً.

لاحظت حركة وجهداً لدى المجلس الإقتصادي والإجتماعي بإتجاه بناء توافقات وطنية، أعتقد أن ذلك لو تحقق سيكون أساساً لمناهج توافقية.

ومفهومي للمناهج التوافقية، أنها تجمع المشتركات، وتعطي الخيارات لكل مواطن أن يتخذ موقفاً حراً ويكوّن رأيه الخاص خارج هذه التشاركات.

وفي المركز الوطني لتطوير المناهج، حركة بل إيمان ببناء هذه التوافقات.

مؤكداً أهمية المناهج، وأنها لا تُستورد وأن الحقائق العلمية يمكن إثباتها لأنها ليست جدلية.

حين تكون محتويات الكتب مفاهيماً، فإن من السهل أن نبني عليها توافقاً، تماماً كالحقائق.

فالعدالة والحقوق والمواطنة والديمقراطية كلها مفاهيم يسهل بناء رأي عام حولها وكذلك كل الحقائق.

قد يعجبك ايضا