رسالة من عائشة القذافي لاردوغان… هذه فحواها / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن معمر القذافي وعائشة

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأحد 5/1/2020 م …

يعاد لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل رسم الخريطة الجيوسياسية لها، وتتسابق تركيا وحلفائها على من سيستفيد أكثر من الوضع الجديد، في إطار ذلك وفي ضوء التدخلات التركية بشكل مباشر في ليبيا،  تقدم تركيا على  مخاطرة قد تؤدي إلى تعميق تورطها في الصراع في ليبيا، خاصة بعد قرار إرسال قوات لدعم حكومة الوفاق في طرابلس، الأمر الذي يفاقم حدة الصراع الليبي ويؤدي لانتشاره في المنطقة. 




في هذا السياق طالبت الدكتورة عائشة القذافي، ابنة العقيد الراحل معمر القذافي، مواجهة الرئيس التركي اردوغان، الذي وصفت قرار تدخل بلاده في ليبيا، بالأسوأ على الإطلاق، والتصدي لـ”تدنيس أحذية الأتراك لتراب ليبيا بعد موافقة البرلمان التركي على غزو جنوده للأراضي الليبية” .وقالت الدكتورة في تصريحات: “عندما تدنس أحذية الأتراك تراب وطني الذي ارتوى بدماء شهدائنا، إذا لم يكن بينكم من يصد العدوان التركي الغادر فأفسحوا الطريق لحرائر ليبيا وأنا أولهم”.

في نفس السياق، هناك حالة من الرفض والإدانة قوبل بها قرار البرلمان التركي الذي وافق على مقترح أردوغان بنشر جنود أتراك في ليبيا، إذ خرجت تظاهرات غاضبة ضد الرئيس التركي، وهى التظاهرات التي تزعمها شيوخ القبائل ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين في جميع أنحاء المدن الليبية، مؤكدين على رسالة واضحة، وهى أن الليبيين سيقاومون أي محاولة تركية للتوغل في أراضيهم.

إن ما جرى على الأرض الليبية من معارك هو إنعكاس وصدى لكل المخططات التآمرية التي ظلت لوقت من الزمن مخبأة في الأدراج السرية، فدفعت ثمن الفوضى والقتل والتدمير التي سادت البلد منذ سنوات متعددة، لذلك أدرك الشعب الليبي الحقيقة، وتأكد من أن العدو الأول له هم دعاة التدمير والتخريب والتفجير والقتل الأعمى، كما أدرك طريقه وأنجز خطوته الأولى في مشوار الألف خطوة، ولن يوقفه أحد، فليبيا استيقظت وبدأت تنهض، ولن تسمح لأي ما كان بتعطيل المسيرة.

على خط مواز، إن الليبيين  عندما يوضعون تحت ضغوط فإن المخاطر تحفز الهمم لديهم، ونجد على مدار التاريخ أن كل المستعمرين للدول العربية أو مدبري المكائد لها تتحطم شوكتهم على أبواب ليبيا، فليبيا تستعيد عافيتها وعزتها وكرامتها شاء من شاء وأبى من أبى، فالضرب من حديد قادم لا محال، وسيسحق كل المتآمرين بغض النظر عن من يقف وراءهم وسيلاقون مصيرهم المحتوم، وإن ليبيا كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الغربي –التركي.

مجملاً….نحن اليوم في منعطف تاريخي على درجة من الأهمية يحتم على الجميع إن لا شيئاً أغلى من ليبيا ودماء أبنائها ووحدتها الوطنية وسيادتها، وبالرغم من ذلك سنحيا رغم بنادقهم،  ورغم أنف عنفهم، ورغم إستفزازهم لنا ولأبنائنا، سنحيا لأننا نقدّر ونحب الحياة، ونقدّم لوطننا ما هو أفضل وأحسن، سـنموت حين يكون في موتنا حياة لهذا الوطن الغالي على قلوبنا.

وأختم بالقول، لنكن أمة واحدة في وجه الغطرسة التركية والإسرائيلية مستعدين للتضحية صوناً لكرامة الإنسان، وإنهاء لأبشع صور الاحتلال، ولن تهزم لأن فيها رجال أبطال يرفضون الخيانة والتفريط. وهنا أؤكد إن أحرار العالم يتطلعون اليوم إلى ليبيا ويترقبون الأحداث بقلوب مفتوحة مؤمنة بنصر هذا الشعب الليبي الذي سيكون إنتصاره هو إنتصار الأُمة العربية وعقيدتها وعروبتها.

[email protected]

قد يعجبك ايضا