ترامب ونتنياهو يفتحان باب جهنّم / د. فايز رشيد

نتيجة بحث الصور عن ترامب ونتنياهو

د. فايز رشيد ( الأردن ) – الأحد 5/1/2020 م …




نتيجة بحث الصور عن فايز رشيد الكاتب د. فايز رشيد

رئيسان مأزومان : الأول يعاني قضية عزله , والثاني يعاني الشك في حقيقة استمرار تسلمه لمنصبه ,إضافة إلى رعبه من دخول السجن . بالطبع الاثنان عدوانيان ويقودان بلدين مهمتهما الأساسية ارتكاب العدوان ليس على الفلسطينيين والعرب فحسب, وإنما على إيران وأفغانستان وغيرهما من الدول من تلك التي لا تلتزم بأوامر الحلف الصهيوني الأمريكي المعتدي. المسألة الأخرى, أنه بالإضافة إلى العدوانية المتأصلة في حلف الشّر هذا  ,فإن الرئيسين المأزومان ونظرا لشعور النقص لدى كلّ منهما, يحاولان  إثبات نفسيهما بالقدرة على الفعل وارتكاب العدوان , مهما اتصف بالحماقة والغباء والتداعيات الخطيرة ليس على منطقتنا فحسب وإنما على بلديهما وعلى الاستقرار في العالم بشكل عام.  النقطة الثالثة في سمات رئيسي هذا الحلف العدواني هي سهولة  استباحتهما للبلدان المستقلة الأخرى, وبخاصة أن كلا منهما ( وكما هو معروف ومعلن) يواجه معركة انتخابية في هذا العام ,نتنياهو في الثاني من مارس/آذار القادم,  وترامب في شهر تشرين الثاني /نوفمبر القادم ,وبالتالي فإن اعتداءاتهما على البلدان الأخرى لا تخلو من خلفيات انتخابية هدفها كسب أصوات المزيد من الناخبين.

نعم, بكل العنجهية  العدوانية أعلن لناطق  باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”  لشبكة CNN(الساعة الواحدة صباحا من يوم الجمعة 3 كانون الثاني /يناير الحالي) قتل الجيش الأمريكي للواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني, أثناء بدء قيامه بزيارة العراق. ووفقا لبيان البنتاغون فإن “الجنرال سليماني كان منخرطا بصورة نشطة بتطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أمريكيين في العراق والمنطقة, مضيفا ..إن  الجنرال سليماني وفيلق القدس مسؤولان عن مقتل مئات الأمريكيين وقوات التحالف وجرح الآلاف الآخرين..وأردف البنتاغون في بيانه: “الجنرال قاسم سليماني وافق على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العراق هذا الأسبوع.. الضربة كانت تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران. كما  الولايات المتحدة الامريكية ستستمر باتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها أينما كانت حول العالم.”ويُذكر أنه وفي 8 أبريل/ نيسان الماضي 2019 قامت أمريكا بتصنيف  الحرس الثوري الإيراني كمنظمة “إرهابية” إذ قال وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو في مؤتمر صحفي (في ذات التاريخ) : أعلنُ عن نيتنا بتصنيف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني, بما في ذلك فيلق القدس, كمنظمة إرهابيية خارجية وفقاً للمادة 219 من قانون الهجرة والتوطين. مباشرة كذلك أعلن الناطق باسم الحشد الشعبي العراقي عن مقتل نائب رئيسه في الهجوم ذاته, حيث قال: “نؤكد  استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الحاج ابومهدي  المهندس وثلة من مستقبلي سليماني في ذات الغارة الامريكية التي استهدفت سيارتين على طريق مطار بغداد الدولي.

بداية وقبل ثلاثة أشهر تحديدا, قامت القوات الصهيونية بقصف أهداف عديدة في العراق أكثر من مرّة ,هذا ما أدلى به رئيس الوزراء العراقي آنذاك عادل عبد المهدي في تصريحات له لقناة الجزيرة الفضائية القطرية (30 أيلول/سبتمبر 2019)  فهو اتهم إسرائيل بأنها  تقف وراء هجمات على مواقع للحشد الشعبي بالعراق,ونقلت الفضائية القطرية عن عبد المهدي قوله إن “التحقيقات في استهداف بعض مواقع الحشد تشير إلى أن إسرائيل هي من قامت بذلك”.وكان الحشد الشعبي قد اتهم إسرائيل مرارا بالمسؤولية عن هجمات بطائرات مسيرة على قواعد ومخازن سلاح خاصة به بما في ذلك هجومان أسفرا عن مقتل بعض مقاتليه. كما ذهب الحشد إلى أبعد من ذلك حين اتهم الولايات المتحدة بتقديم دعم جوي لإسرائيل خلال تنفيذها الهجمات. هذا يعني أن قرارا أمريكيا –إسرائيليا صدر منذ وقت طويل بمحاربة إيران ليس بطريقة مباشرة وإنما من خلال أنصارها في العراق, تماما كما حصل قبلا , في سوريا واليمن .هذا إلى محاولة تخريب هذه البلدان العربية, ومحاولة تحطيمها من خلال إثارة الحروب الداخلية فيها  من خلا إثارة النعرات الطائفية والإثنية فيها, فالعراق تحديدا هو عمق استراتيجي للأمة العربية في الصراع العربي الصهيوني.

المسألة الأخرى, أن ترامب وحليفه المفضل نتنياهو يعتقدان أنهما ذكيان! لكنهما بالاعتداءات على العراق وآخرها,اعتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهنس أثبتا أنهمافي غاية الغباء, فعمليا فتحا أعشاشا ( وليس عشا واحدا) للدبابير. فإضافة إلى السرعة التي تم ت بها تعيين اسماعيل قاقائي بدلا من المرحوم سليماني( وهذا يعني ما يعنيه) فإن كافة المسؤولين الإيرانيين بدءً من المرشد العام خامنئي وصولا إلى المسؤولين الحكوميين هددوا بالرّد وكيل الصاع صاعين لأميركا وإسرائيل. نعم بالمعني العملي: إيران تتمتع بقدرة الرد على الحليفتين الشريرتين الولايات المتحدة والكيان الصهيون من خلال أبواب وجبهات كثيرة وبوسائل كثيرة وموجعة. العدوان الأمريكي الصهيوني على العراق, ساهم ويساهم بفعالية كبيرة في تجميع ورص صفوف قوى المقاومة وسيزيد من تنسيقها الفعلي والعملي في الرد على الاعتداءات الأمريكية الصهيونية . وكدليل على حماقة ترامب صرّحت زعيمة الديموقراطيين ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تعليقا على الاغتيال الأمريكي  لسليماتي والمهندس قائلة: غباء ترامب  جعلته يرمي إصبع ديناميت على العراق, دوت أن يدرك نتائجه!.

 

قد يعجبك ايضا