سراب … عنوان نصر جديد سطرته المقاومة الفلسطينية على الاحتلال في غزة




كشف الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، كتائب القسام، عن “إنجاز أمني واستخباراتي مهم دار بين عامي 2016 و2018 وشكل صفعة لقيادة الاحتلال”، وفق ما بثته الكتائب من حقائق ووقائع في فيلم “سراب”.

ويتضمن الفيلم القصير، تسجيلات بين مصدر مزدوج (عميل) وضباط جهازي (الشاباك) و(أمان) وكيفية تضليلهم وإحباط مخططهم من قبل المقاومة.

وأظهر الفيلم نشر آلية الاتصال مع المشغلين (الاحتلال) وإظهار ضابط الاتصال، “فهذا يوضح المنظومة التي يعمل وفقها ضابط المخابرات الإسرائيلية وتعتبر هذه سابقة في الكشف عن هذه الآلية”.

ويصنف الفيلم ضمن الإصدارات الأمنية وهو سابقة في إعلام المقاومة بأن يتم الإعلان عن تبني عملية أمنية فيما جرت العادة الإعلان عن عملية عسكرية.

وقالت الكتائب، إن هدف الاحتلال كان تدمير القدرات الصاروخية لكتائب القسام والمقاومة في قطاع غزة، عبر كشف وتتبع مكان تخزين “الراجمات” عبر زرع أجهزة تتبع (GPS) و”صواعق” فيها.

وذكرت: “العدو حاول زرع أجهزة الـ GPS لزرعها في راجمات صواريخ 107 واستهدافها لاحقًا”.

وأردفت: “العدو زود العميل المزدوج بمعدات وصواعق لتشريك صواريخ المقاومة، حصلنا على تلك المعدات وقمنا بفحصها بعد استلام العميل المزود لها من الاحتلال لفحصها ومعرفة نوايا العدو”.

وأكد القسام، عبر فيلم سراب، أنه “تمكن من تضليل العدو عبر المصدر لفترة زمنية طويلة وكشف مخططاته وإحباطها”.

وأوضحت الكتائب: “تم تخصيص عدد مناسب من الصواريخ ووضع عدد منها في المكان المحدد فيقوم العميل المزدوج بتشغيلها وفق تعليمات ضابط التشغيل”.

واستطردت: “العدو ظن أن هدفه تحقق في إبطال الصواريخ وأرسل المزيد من المعدات للعميل المزدوج. نجحنا في تضليل ضباط الشباك حيث أنهم ظنوا أنهم نجحوا في السيطرة على صواريخ من المديات البعيدة”.

ويعد هذا الفيلم سابقة إعلامية يتم خلالها الإفراج عن هذا الحجم من التسجيلات السرية وكشف هذا النوع من العمليات الأمنية المعقدة التي تدور بين المقاومة والاحتلال.

وبحسب ما كشفته المقاومة في الفيلم فإن الاحتلال كان يحاول تفجير مرابض صواريخ القسام، ما يظهر مدى إيلام هذا السلاح له.

ووصلت الصواريخ التي تمكنت كتائب القسام من صناعتها محليا في قطاع غزة رغم الحصار إلى مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة والتي تبعد عن القطاع نحو 140 كيلومترًا.

وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن المقاومة ستمطر في المواجهة المقبلة مع الاحتلال العمق الإسرائيلي بمئات الصواريخ محلية الصنع والتي تمكنت خلال السنوات الأخيرة من زيادة دقتها ورأسها الحربي.

وتكشف التسجيلات حالة النشوة والانتصار التي عاشتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بذراعيها (الشاباك) و(أمان) احتفاء بما اعتقدت أنه انجاز أمني.

وحسب ما كشف عنه ضباط التشغيل الإسرائيليين للمصدر الفلسطيني فإن “المؤسسة الأمنية عن بكرة أبيها تحتفي بما يحققه من إنجازات مهمة” قبل أن تكتشف ان كل تلك الإنجازات ليست سوى سراب.

ويكشف الفيلم كيف تمكنت المقاومة من اعتقال عملاء ومتعاونين مع الاحتلال من خلال كشف نقاط ميتة، إضافة إلى كشفها أساليب عمل جهاز المخابرات وطريقة انتخابها للنقاط الميتة.

وفي سابقة هي الأولى نشرت المقاومة آلية الاتصال مع المشغلين وإظهار ضابط “السنترال” حيث توضح منظومة عمل ضباط مخابرات الاحتلال.

ويكشف الإصدار كيف أن مسؤول جهاز (الشاباك) في قطاع غزة الملقب بـ “أبو صقر” وفريقه ابتلعوا تضليل المصدر الذي نجح في الاستمرار بذلك رغم تناوب ضباط التشغيل.

ويكشف الفيلم إلى أي حد نجحت المقاومة في عملية التضليل حيث تكشف التسجيلات كيف تم ترقية الضابط الرئيسي “كامل” بسبب النجاح الوهمي والتقارير الفارغة التي كان يرفعها لقيادته وجرى نقل المصدر للعمل مع الضابط “منير” الذي خضع هو الأخر لعملية تضليل تجاوزت العام.

كما تكشف المحادثات المنشورة نمط التوجيه والتحكم الذكي في المصدر وتمريره رسائل الخداع لضباط (الشاباك) رغم خطورة الموضوع وحساسيته وتعقيداته.

ويتوقع أن تشكل التسجيلات والمعلومات التي تضمها ما كشفه القسام إحراجا للضباط أمام العملاء والمتعاونين حيث يتباهى الضباط أمامهم دائما بسرية الاتصال وايهامهم بالأمان.

وتعكس هذه العملية تفوق قدرات المقاومة على الصعيد الأمني والاستخباري في معركة وصراع الادمغة من خلال درتهم على تضليل المشغلين من ضباط الاحتلال.

يشار إلى أن المقاومة وجهت سابقا ضربات نوعية على الصعيد الأمني والاستخباري كعملية السهم الثاقب التي نفذتها كتائب القسام في ديسمبر 2004 شرق مدينة غزة حيث اسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي واصابة 4 جنود اخرين والتي اعتبرها العدو ضربة موجعة لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك).

كما تمكنت كتائب القسام قبيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 من قتل عدد من ضباط جهاز (الشاباك) بعملية معقدة نفذها الاستشهادي عمر طبش بعد تفجير حزام ناسف كان يرتديه بغرفة التحقيق التي كانوا يعملون بها على حاجز (المطاحن) الفاصل بين جنوب ووسط القطاع، حيث أطلقت القسام على العملية اسم “ثقب في القلب

 

قد يعجبك ايضا