مسلسل “وطن ع وتر”تافه ومشبوه / أسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) – الخميس 12/12/2019 م …




لطالما حذرنا كثيرا وبشدة من الإستثمار الذي غزانا على هيئة إستحمار ،وفي مقدمته الإستثمار الإعلامي ،بحيث تمكن المتنفذون  من الحصول على تصريح رسمي لإمتلاك محطة فضائية ،أو موقع إليكتروني يحظى بالدعم الرسمي دون غيره ،مع أن صاحبه ليس إعلاميا ولكنه طري مطواع يميل إلى  حيث الرياح تميل .

صحيح أن الإعلام الجديد  المدعوم رسميا والمتمكن ماليا ،يقدم أفضل بمليون مرة مما يقدمه الإعلام الرسمي المخدر والنائم حد السبات ،بسبب السياسات المرسومة والتي هي عصية على الفهم والتفسير،ولكن هذا الإعلام الجديد يقوم بوضع السم في الدسم ،فهو يستغل الوحدة الوطنية مثلا ليقدم برامج تطبيعية ،بمعنى أن ظاهرها وطني وقومي لكن باطنها تطبيعي ،كما انه وتحت يافطة الترفيه يقدم أعمالا تافهة ومشبوهة .

نتحدث هنا عن مسلسل “وطن ع وتر” الذي يقدمه ثلة من الممثلين والممثلات الأردنيين وباللهجة الفلسطينية ،وهو عنوان واضح للإستحمار الذي نتحدث عنه تحت  يافطة الإستثمار ،فهذا المسلسل مضروب من ألفه إلى يائه ،وهو تافه بكل المقاييس رغم انه يضحك قليلي العقول والإدراك والفهم،ويقدم الشخصية الأردنية –الفلسطينية ،على غير حقيقتها ،وهو مشبوه بفكرته وطريقة أداء شخصياته والمواضيع التي يتناولها ،بكل الخطورة التي تكتنفها.

تابعت المسلسل منذ بدايته على مضض بعقلية ونفسية المراقب المتمحص المتفحص حتى لا أكون ظالما في وجهة نظري ،وكنت في كل حلقة بائسة أزداد حقدا على حقد تجاه هذا المسلسل الشيطاني المدروس والمحبوك جيدا ،وكنت على الدوام أستغرب كيف أجيز مثل هذا العمل التافه الذي يستحق ان يوصف بأنه تهريج مليء بالحقد على الشخصية الأردنية –الفلسطينية ،وأن من كتبه  وأخرجه ومثل فيه وموله يجب أن تتم مساءلتهم في حال كانوا ليسوا مرتبطين بجهات ذات ثقل.

أظهر هذا التهريج الشخصية الفلسطينية بانها فارغة وتافهة ولا هم لها سوى العيش البوهيمي،كما أظهر الشخصية الأردنية بأنها شخصية من ورق سوليفان ،مهملا تراث وتاريخ العشائر الأردنية ،كما انه أسقط مئة عام من نضال وكفاح الشعب الفلسطيني .

أختم أن هذه العمل التافه والمشبوه قد جرى تمويله من جهات معادية ،تهدف لضرب الشخصية الأردنية –الفلسطينية ،وشطب تاريخنا النضالي ،وإظهارنا بمظهر السخف والتهميش والإستحقار ،خاصة وأن مشاهديه يضمون كل أفراد الأسرة وفي وقت الإفطار،ولذلك فإن أهدافه خطيرة ويجب وقفه وتقديم القائمين عليه إلى المحاكمة ،فيكفينا ضرب معاول مسمومة،فالكوميديا التي يدعون أنه يقدمها سوداء وغير مقنعة ولا طعم ولا رائحة لها.

قد يعجبك ايضا