حراك لبنان لمنع التقارب السوري اللبناني / أسعد العزوني




أسعد العزوني ( الأردن ) الجمعة 1/11/2019 م …

عندما نريد معرفة كنه الحدث أي حدث ،من حيث أهدافه وأسبابه ،علينا النظر في توقيت  ذلك الحدث ،وما سبقه من أعمال أو أقوال ،تلحق الضرر بفريق ما ،وفي حالة الحراك اللبناني الذي نحن بصدد الحديث عنه ،تتضح الصورة  بدون إضاءات ،لأن اللاعبين لا يستطيعون البقاء قابعين تحت جنح الظلام ،شأنهم شأن إبليس اللعين.

قبل الغوص في التفاصيل ،فإننا لا نتهم الشعب اللبناني المطحون بالطائفية منذ العام 1943،وما عاناه أيضا من منعطفات خطيرة منها الحرب الأهلية وغزو لبنان صيف العام 1982 وإحتلال بيروت وسط صمت القريب قبل البعيد ،لكننا نسلط الأضواء فقط للتوضيح قدر الإمكان.

من حقنا بعد البحث والتمحيص أن نشير بأصابع الإتهام الصريح إلى البترودولار العربي القبيح واليمين اللبناني، الموغل في التآمر ليس على لبنان بل على الأمة بأسرها من خلال تحالفه مع الصهاينة ،الذين غزوا  لبنان لإقامة كانتون خاص بهم يكون قاعدة متقدمة أخرى لهم في المنطقة.

لبنان في الأيام القليلة الماضية عانى من حريقين وضعاه في حرج كبير ،الأول بفعل إسرائيلي حيث قامت طائرة مسيرة إسرائيلية في غابات لبنان ،وعجزت الحكومة عن إطفائه ،بينما الحريق الثاني هو حراك الشارع اللبناني المنظم والشرس لكنه إتسم بالجمال ،دلالة على جمال الشعب اللبناني.

جاء ذلك الحريقان بعد قرار خطير إتخذه حزب الله مع العهد وهو عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى سابق عهدها،وقام وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بالتصريح أنه سيذهب إلى دمشق لبحث عودة اللاجئين السوريين من لبنان ،وقال بالنص أنه مثلما أخرجنا الجيش السوري من لبنان سأذهب إلى دمشق لإخراج اللاجئين السوريين،وبعد ذلك إنفجر الدمل.

قلنا في مقالات سابقة ان حراك لبنان جميل وغني ودسم وثوري من حيث إصرار اللبنانيين على التغيير الشامل ،مع إننا لا نعرف طبيعة هذا التغيير ومن سيقوده ،فرغم جمالية الطرح إلا أننا نتخوف من الفكرة لغياب الأذرع التي يتوجب عليها تنفيذ التغيير.

هناك من قفز على ظهور واكتاف الجماهير اللبنانية المنهكة أيضا ،فالدلائل مرعبة من حيث حركة الشارع والتغطية الإعلامية وتزويد الساحات بالفخامة في كل شيء ،وكأن الأمور كانت جاهزة وهي كذلك،ومن يراقب الساحات وفخامتها يجد أننا نقول الحقيقة ،ولسنا منحازين لأحد.

صحيح ان الشعب اللبناني مطحون بسبب طائفيته البغيضة ،لكن علينا الإعتراف بأن هناك من حرك الشارع اللبناني، بشعارات براقة يصعب تنفيذها لعدم وجود قيادات معارضة تعرف ماذا عليها ان تتصرف في اليوم التالي ،والهدف الرئيس من داعمي الحراك الملغوم هو عرقلة التقارب اللبناني السوري.

 

 

قد يعجبك ايضا