المفكر العروبي الأردني المحامي محمد أحمد الروسان يكتب: الأمريكي يقود تركيا نحو الهاوية ثم الانتحار في القاع السوري

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) السبت 19/10/2019 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الاردنية …

أيتام أمريكا ولطم الخدود، ولا حليف لأمريكا سوى نفسها، فهل يعي العربي والتركي ذلك؟ والأكراد التروتسك في المنطقة بطبعة صهيو – أمريكية جندريّة بامتياز، وعميل معولم الكل يستثمر فيه وبه، والسؤال الآن: هل الاستراتيجية التركية في الشمال السوري، تتمثل في انشاء دويلة اسلامية من بقايا(الاخوان المسلمون)بنسختهم السورية وبقايا النسخة المصرية، وجلّ من وجد في تركيا ملاذاً لهم منهم، كشريط حاجز مقابل كانتون كردي مثلاً توافق عليه تركيا؟ سعى ويسعى جلّ كوادر الدولة التركية، للحصول على دور اللاعب على مستوى المنطقة والعالم، وعلى ما يبدو يحاول زعماء هذا البلد إعادة إحياء مسارب ومسارات هنا وهناك(لماضي انتهى)سياسياً وصار في بطن التاريخ، حيث يدخل في هذا المشروع أجزاء من الشرق الأوسط و إفريقيا بالنسبة لهم. ويمضي الزعماء الاتراك في خطتهم، مع تأكيدي كمراقب وباحث، أنّ الغرب يروج ويدعم هذا المشروع، ويحاول أن يوجّه تركيا بشكل أكبر وأعمق في تنفيذه، حيث الدول الغربية فقدت القدرة على أن تكون لاعباً على الساحة السياسية العالمية، لذا تحاول أن تستغل دول أخرى لتصل إلى تحقيق أهدافها. أحد هؤلاء اللاعبين، تركيا وفي سياق رغبة الغرب في إحياء الامبراطورية العثمانية، لجعل تركيا تنفذ مشاريعهم، هذا ويدرك الغربيون جيداً، أن تركيا ستستخدم كل الطرق الممكنة لتصل إلى غاياتها وتحقق مطامعها، لذا يقومون بتقديم الدعم وخلق حالة من الارتياب لهذه الدولة لكي يظهروا أن تركيا قادرة على الحصول على القوة وفرض الهيمنة. لكن مسير الأحداث يظهر أن الغرب وضع لتركيا سيناريو، لا يجب أن تتحول وفقه إلى قوة في المنطقة، وفي الوقت نفسه يجب إضعافها وجعلها تواجه أزمات على عدة محاور:-

أولاً: يتم تصعيد تحركات حزب الـ ب.ك.ك المدعوم من الغرب كما أن تشديد تحركات الانفصاليين سيزيد من تفاقم الأزمات الداخلية التركية. ثانياً: يتم دفع تركيا إلى الاشتباك العسكري مع دول المنطقة لاستنزاف قدراتها و إنفاق مواردها المالية على الأمور العسكرية لكي لا توظفها في التنمية والتطور. يمكن مشاهدة هذا الامر بشكل واضح من خلال عدوانية التحركات العسكرية التركية في العراق وسوريا الان، مع أن انقرة تدّعي بأن تحركاتها العسكرية تهدف إلى الدفاع عن مصالحها القومية، لكن في المحصلة الغرب يسعى لجر تركيا للدخول في هذه النزاعات لإنهاك قوتها العسكرية من جهة، ولتزويدها بالأسلحة الغربية تحت مسمى زيادة القدرات العسكرية التركية. ثالثاً: هناك آلية أخرى يتبعها الغرب لإقحام تركيا في النزاعات السياسية في المنطقة، يطبق هذا السناريو على عدة محاور، يقوم الغرب بدفع تركيا للاشتباك العدواني مع جيرانها ومواجهتهم، ويبدو هذا جلياً في الخلافات الناشئة بين أنقرة والدول المجاورة لها، من جهة أخرى تدفع تركيا للوقوف في وجه التحولات الجارية لتشويه مكانتها لدى شعوب المنطقة، يمكن مشاهدة هذا الأمر أثناء زيارة أردوغان لمصر وتونس وليبيا، بعد أن تم اسقاط الانظمة هناك في وقته، في بدايات ما يسمى بالربيع العربي أمريكيّاً، حيث طالب أردوغان مثلاً هذه الدول بإقامة أنظمة علمانية شبيهة بالنظام التركي، في حين أن الشعوب تتجه نحو تطبيق الشريعة الإسلامية في دولهم. ونظراً لهذه الظروف يمكن القول أن الغرب أقحم تركيا في لعبة ظاهرها يحاكي المصالح التركية، وباطنها يهدف إلى تدميرها بالكامل، كما أن أنقرة فقدت جرّاء مسير الأحداث الكثير من مصالحها على الساحة الداخلية وعلى مستوى المنطقة، وفي المستقبل القريب ستخسر الكثير من مصالحها في العالم أجمع.

الروسي بفعله العسكري الأستراتيجي التراكمي، وكونه يدرك بعمق أنّ الجبهات مترابطة في الشرق الأوسط والمنطقة كلّها تعاني من سيولة شديدة، بعد أن ربط بساحات محور المقاومة، عبر القاذفات الروسية الأستراتيجية تي 22، من همدان في ايران، الى حلب في سورية مروراً بالحدود العراقية،  فهو يضع وشاحه الأحمر أمام الثور اليانكي الأمريكي المهجّن، فينفث الأخير أنفاسه غاضباً محرّكاً أرجله ومطئطئاً لرأسه، حيث الأول الروسي يثير استفزاز الثاني اليانكي الأمريكي، فكانت القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان والتي تخضع لسيطرة قوّات سورية الديمقراطية(هي ليست بقوّات بل ميليشيا عسكرية انفصالية، وهي ليست سورية ولا ديمقراطية)، مقابل القاعدة الروسيّة في حميميم، وكان الضوء الأخضر الأمريكي لبعض بعض الكرد الانفصاليين التروتسك في اعلان اقليم كردستان الغربية اقليم روج ايفا في ايطار فدرالي، عبر مؤتمر قيل أنّه تأسيسي وعام في حينه، ضم عناصر عربية وسريانية وآشورية، من باب النكهة السياسية لا أكثر ولا أقل من ذلك، مع اعلان أمريكي فوق الطاولة رافض له(لزوم المساومة مع التركي، بعد تدهور العلاقات على طول خطوط واشنطن أنقرة، وعلى خطوط تركيا أوروبا)والرئيس أردوغان في روسيا خلال أيام، وبعد ذلك في ايران قريباً، حيث المسألة الكردية على رأس أجندته، فهل يزور الرئيس التركي دمشق قريباً مثلاً؟. حيث أساس وجلّ الخلاف الأمريكي مع التركي، بجانب قطبة الخلافات والمتمثلة في علاقات التركي مع الروسي وهو نيتوي أي التركي، هناك سبب آخر وهو رفض أردوغان ارسال الجيش التركي الى سورية، حيث الأتراك قالوا لهم: نحن خلفكم أو بجانبكم، الى مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه وليس بمفردنا، وأصروا الترك على ذلك، كذلك انتقاد الرئيس اليانكي الأمريكي لأردوغان واتهامه بالأستبداد، كما صرّح في مقابلته لمجلة اتلانتيك ضمن عقيدته التي أعلنها، حيث كسرت عقيدته ومعالقها الأسلامية كلما غاصت في اللحم السوري، وغرفت عبرها من مرق ولحم المنطقة عبر ما يسمى الأسلام السياسي، حيث العظام السورية والروسية والأيرانية والصينية وحزب الله. فكرّ استراتيجيّاً وأعرف ماذا تريد وتصرف وفق دروس التاريخ، فعبر ما يجري في سورية واليمن وفي بعض ساحاتنا العربية، وما يحضّر للساكنة منها بما فيها الساحة التركية وشبه الجزيرة العربية، ملامح التقسيم تعمّقت ارتساماً وترسّماً بشكل جدي في المنطقة، في ظل تيه الأستراتيجيا أو التوهان الاستراتجي، كثير من الدول المهمّة تحولت إلى عبء على كينونتها الوطنية، وهي نتاج متلازمة العولمة الأمريكية التي تقوم على الجماجم واستسقاء الدماء. حيث بدأ يترسم على أرض الواقع وفي الميدان، وفي عالم السياسات الدولية الذي يربح الدول الكبيرة، والخاسر الدول الصغيرة وان كانت اقليمية، والأخيرة تتقاسم الخسائر لا الأرباح. قاعدة رميلان الأمريكية العسكرية، تتموضع على الحدود السورية المشتركة مع العراق المراد تقسيمه وتركيا الواقعة على رادار البلدربيرغ الأمريكي، حيث يعتقد أنّ مشروع تفكيكها في طريقه يسير عبر رؤية واضحة المعالم لجنيين الحكومة البلدربيرغية الأممية، ومنذ فخ اسقاط الطائرة العسكرية الروسية وقتل طياريها، عبر جماعات تركمانية ومن القوميين الأتراك من ذئاب رمادية منفردة وغيرها، وانتهاء بمحاولة الأنقلاب العسكرية الفاشلة. ونلحظ أنّ الحاضن للقاعدة الأمريكية هو الحضن الكردي، وفي ذلك مؤشر عميق لعدم ثقة الأمريكي بباقي البيئات المحيطة، ولقناعته أنّ الكردي وان كان قومي الهوى رغم تعدده الديني والمذهبي، فانّه لا يمكن أن يكون قنبلة موقوته تنفجر بوجهه عندّ لحظة ما، بسبب علمانية الكردي وعدم تطرفه بعكس باقي البيئات المحيطة هناك، حيث المكون العربي تحكمه الراديكالية المتطرفة، وتصادر قراره قوى تعزف على الوتر الديني. لقد غدت منذ اللحظة القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان مقراً للتخطيط البلدربيرغي الأمريكي، لأنشاء فدرالية كردية قابلة للتطور والتطوير، كي تكون نواة لدولة كردية قادمة، تشكل عمقاً وامتداداً لأكراد تركيا طال انتظارها وتأخرت كثيراً. أعتقد أنّه اذا كان السياسيون يختلقون الماضي بشكل غريزي، ويوظفونه ويولفونه بعمق ليخدم رؤاهم ويتساوق معها درجة التماهي، فانّ رجال المخابرات والأستخبارات( المسيّسون والنخب منهم) يفعلون ذلك بشكل احترافي ومهني وأكثر عمقاً، والسؤال هنا من يلعب دور ميدوسا في الأسطورة الأغريقية(ميدوسا احدى فتيات شريرات ثلاث، شعرها عبارة عن أفاعي وعندما تنظر الى الشخص تحوله حجارة)رجل السياسية أم رجل المخابرات؟ أم كلاهما؟.

بلا أدنى شك أنّ العدوان العسكري التركي الآن في الشمال السوري وقبله  لجرابلس وعفرين وغيرها وبغطاء وضوء أخضر أمريكي، ثلم جديد لحق بالسيادة السورية وهو بمثابة احتلالاً وانتداباً تركيّاً، فالتركي دخل الشمال السوري وقبله جرابلس وعفرين والباب وباقي القرى والساحات في الشمال السوري، ودفع بزومبياته اليها من بقايا ما يسمى بالجيش الحر وأحرار الشام(الأخوان المسلمون)والتي هي أشرار الشام، وجماعة نور الدين زنكي، انّه فخ أمريكي متقدم عن فخ اسقاط الطائرة الروسية للتركي، للتورط مع الكردي في الداخل السوري، وتوظيفات أمريكية للكرد ضد الجميع. والأمريكي يدفع بالكردي أيضاً الى خلط الأوراق في الشمال السوري لعرقلة العملية الروسية السورية المشتركة في جلّ ادلب، كل ذلك لأستباق أي تقارب سوري تركي حقيقي أو تركي ايراني عميق، وما يزيد من تسريع أي تقاربات ايرانية تركية سورية، هو التوسع المتواصل لحزب العمال الكردستاني الفرع السوري المتمثل بقوّات الحماية الكردية في الشمال السوري، وازاء مناطق الغرب السوري لوصل كانتونات الحسكة شرقاً وعين العرب وسط وعفرين غرباً، بالرغم من الوجود العسكري التركي وحلفائه، حيث الأمريكي ما زال يراهن على الكردي بجانب داعش والنصرة لخلط الأوراق، وتوظيف الجميع ضد الجميع لأستنزاف الجميع لغايات ترتيب مصالحه في اقامة القواطع في شرق سورية ودولة القاطع وقلبها في الرقّة السورية. الأمريكي يسعى الى مزيد من العسكرة في حرب الشمال السوري، حيث من شأن ذلك أن يقود الى فرض حل اقليمي في سورية، على حساب حلفائه الكرد أولاً والقضاء على ما تم انجازه حتّى الأن من قبلهم، فهم أول وآخر الأوراق لأمريكا في الداخل السوري. وتشكل الحسكة جوهر وقلب المشروع الكردي، فمساحة الحسكة 23 ألف كيلو متر مربع، ضعف مساحة لبنان، وتمتلك كل العتاصر الأقتصادية التي تجعل من الكيان الكردي قابلاً للحياة بعيداً عن المركز في دمشق، وتحوي أكثر من ثلثي النفط والغاز السوري في حقول الرميلان والهول والجبسة، وتنتج سهولها أكثر من مليون طن قمح، وتضم أكثروأكبر مصادر المياه والطاقة السورية في سلسلة السدود والبحيرات، من سد الفرات الى سد تشرين، فبحيرة الأسد. والأندفاعة الكرديّة في سورية تقع ضمن سياقات وأفاق وفعل ومفاعيل الأستراتيجية الأمريكية، وبالرغم من اتساع الأندفاعة الكردية فهي محكومة بالقلق، من مؤشرات استراتيجية اقليمية لأحتواء مشروعهم في سورية، وأي توسعات كردية بالمستقبل مربوط بالغطاء الجوي الأمريكي، وهو الذي حوّل مناطق انتشار قوات الحماية الكردية الى مناطق كردية آمنة، وهذا يعني أنّ جلّ المشروع الكردي بات رهينة الغطاء الجوي الأمريكي، وهذه ورقة تستثمرها واشنطن بشكل ثلاثي مزدوج: ازاء دمشق كورقة السلخ من جغرافية سورية، وازاء تركيا كدولة كردية في الشمال السوري أو كيان كردي فدرالي من شأنه أن ينقل العدوى الأنفصالية الى الداخل التركي، وازاء الكرد أنفسهم لكي يبقوا كقوّات درك أمريكية في الداخل السوري(جندرمّة لليانكي الأمريكي). انّ الدعم الأمريكي للكرد حتّى اللحظة عسكري(رغم تركهم لمصيرهم)ويرغب الكرد بتحويلة الى سياسي، فثمة جزء أساسي من المكاسب الجغرافية الكردية تحقق خلال الشراكة في الحرب على عصابة داعش، والبنتاغون الأمريكي يرفض الى الآن ربط الدعم العسكري بالسياسي، وموقف الخارجية الأمريكية ما زال يدعم ما تسمى بالمعارضة السورية الائتلافية دون غيرها ولم يستبدلها بالتحالف مع حزب الأتحاد الديمقراطي مثلاً، فالرهان الأمريكي هو على النصرة وقوات الحماية الكردية، ويحرص على العلاقة العسكرية فقط مع الكرد، وأي تنسيق أمريكي سوري مشترك ومعهما الروسي، سوف يعمّق الريبة الكردية بواشنطن دي سي، فالمسألة السورية مفتوحة على كلّ شيء، والوضع في المنطقة صار أقرب الى حرب اقليمية كبرى، قد تتدحرج الى عالمية ثالثة ان لم يتم تنفيذ الأتفاق الروسي الأمريكي بحذافيره. وأرى في قرار تسخين الصراع في الحسكة ليستعر وينفجر بشكل أكبر، هو قرار أمريكي بامتياز للضغط على روسيّا، وردّاً على التعاون العسكري الروسي الأيراني حزب الله وخاصةً في جبهة ادلب، ففتح وتفجير الصراع في الحسكة لتشتيت جهود دمشق وحلفائها الساعية لحسم الصراع في جبهة ادلب وجبهات أخرى، فالمعركة الآن من ايران الى العراق الى سورية الى تركيا حرب كانتونات كردية، وقلب المشروع الكردي في سورية هو الحسكة كما أسلفنا للتو. تشكل جرابلس اللبنة الأولى في بناءات تركية لمنطقة آمنة في الشمال السوري من جرابلس الى اعزاز كما تسميها هي نفسها، وهي منطقة احتلالية تركية بامتياز، وهذا ما أوضحته المستشارة الاعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان في اطلالتها الاخيرة على قناة الميادين، والكرد من حيث يعلمون أو لا يعلمون وعبر فائض القوّة التي شعروا فيها، بعد تحرير منبج في مشروعهم الفدرالي بدفع من واشنطن في وقته وقبل العدوان التركي الاخير على سورية، هاهم يساهمون ويساعدون تركيا في احيائها من جديد ووضعها تحت التنفيذ، ويبدو أنّ جرابلس ظاهراً في عهدة ارهاب مختلط بمسمى بقايا جيش حر، والجبهة الشامية، وحركة نور الدين زنكي وغيرها، وعملياً هي في عهدة تركيا وقوّاتها الخاصة، واستخباراتها ومخابراتها، فهل سيقوم الطيران السوري والروسي لاحقاً عندما تتعثر التسويات السياسية بضربها، على اعتبار أنّ العدوان التركي على الشمال السوري مؤشر لقرب التسويات السياسية مثلاً؟ انّ ذهاب داعش في الشمال السوري الى جنوبه، يدفعه لشن عمليات جديدة نحو مناطق الريف الحلبي التي طرد منها من قبل الجيش السوري وحلفائه أو شرقاً نحو منبج، وفي كلا الحالتين يصلح هروب أو تهريب داعش نحو الجنوب، على أنّه دفع تركي لداعش نحو الداخل السوري وعمقه(جنوب شماله فوسطه)ليكون وسيلة ومسارات لأستنزاف جديد للقوّات السورية أو حتّى الكردية نفسها. وبعبارة أخرى، وعبر ما يسمى بدرع الفرات التركي تم ادخال مزيد من الزومبيات الأرهابية، وبغطاء أمريكي الى الداخل السوري، وسيصار الى دفع هذه الزبالة الأرهابية نحو مساعدة الأمريكي للسيطرة على الرقّة، وأجزاء من دير الزور لأقامة دولة القاطع الأمريكي فيها. وكان لدخول الروسي على الخط في الحسكة أن روّض الجميع، الأمريكي بعض الشيء، وأثار شهية تركيا لطرق باب دمشق في مواجهة خطر الدولة الكرديّة الحلم(والهدف منبج كمحرك لعدوانها الحالي)، وقد تكون أحداث الحسكة السابقة وما يجري فيها الآن والقادمة في قابلات الأيام، مرتكزاً لجملة من التحولات الكبرى في المنطقة ازاء الملف السوري، فالأمريكي بصفاقة سياسية، أي وبوقاحة لم يعد قادراً على ستر عورة الأرهاب في قوّاته الأداة(قصد)، والتركي عاجلاً أم آجلاً بات ملتزماً بضرورة مزيد من طرق الباب الدمشقي، ان عبر موسكو، وان بشكل مباشر وقد فعلها أكثر من مرة، حيث بدا للتركي أنّ الخاسر في المسألة السورية وميدانها، سيقبل بخروجه للتركي من ناتج الحل السوري بتهديد مباشر لأمنه القومي، وظهر الخليجي على حقيقته بأنّه أقل من وصفه بطرف في الأزمة السورية، فهو أداة وممول لا أكثر ولا أقل من ذلك. الفعل الدمشقي المركزي في الحسكة، لم ينزع فتيل فتنة طائفية، بل ألزم وبأقل تكلفة عسكرية ممكنة(الدمى الأمريكية)بالتزام الحدود المسموح لها في مناطق الشمال السوري، وما بدا للأسايش لم يكن الاّ وهم اعلامي نتيجة للتريث السوري، ودمشق في الحسكة بعدم فتحها معركة مع الكرد، وبنزعها لفتيل الفتنة حتّى اللحظة، وفّرت قوّاتها العسكرية لجبهات أخرى ضرورية، لجهة دير الزور، بالرغم من أنّ الأمريكي يسعى لتطوير بقاء التركي في الشمال السوري ودفعه لمواجهة مع الجيش السوري، كما يسعى بمرحلة لاحقة، لأستنزاف التركي عبر الكردي والعكس صحيح في حرب الشمال السوري، ولكن في كلا الحالتين الضابط لهذا العبث الأمريكي الكارثي هي موسكو، فهل تنجح الأخيرة في ذلك، في ظل تعقيدات الميدان السوري وغموضه وتداخلات الديمغرافيا في مساربه المتعددة؟ وصحيح واقع أنّ التركي نقل جزء من صراعه مع حزب العمّال الكردستاني الى داخل الأراضي السورية، كما فعل ذات الأمر في الداخل العراقي، بموافقة من الكاكا مسعود البرزاني ما غيره وفي وقته. ولا سلاح جو لقوّات(قسد)هذا الآوان غير الأمريكي، ومخزوناتها من صواريخ تاو الأمريكية على وشك النفاذ كما تقول المعلومات ان لم تكن قد نفذت، وتعتمد في هذه اللحظة على صواريخ ميلان وأنواع من صواريخ روسية أخرى مثل: كميتس وكونكورس، ومعضلة(قسد)أنّ الجبهات مفتوحة عليها من الجميع، داعش يقاتلها والترك كذلك، وهي تبدو أنّها قرّرت الأنتحار العسكري على مشارف الرقة كورقة أمريكية وأداة، ان لم تتغير ظروف المعادلة في الشمال السوري. وفي المعلومات، انّ ما تسمى بحركة أحرار الشام وهي أشرارها(الأخوان المسلمون في سورية)، أجرت العديد من الحوارات مع المخابرات التركية وبطلبها وبعد فشل الأنقلاب العسكري، فثمة عرض لفكرة كانتون اسلامي يفرض على أي مشروع فدرالي يطرح كحل للأزمة السورية(أصابع تركية وراءه واضحة)، ومجرد نقاش الكانتون الأسلامي في مفاصل حركة أحرار الشام، فهذا يعد تراجعاً فرضه الواقع على مبادىء الحركة والتي تنص بمجملها على اقامة مشروعها الأسلامي على كامل التراب السوري. وتركيا لجهة العمل السياسي والذي هو نتاج لفعلها العسكري الآن في الشمال السوري، لفعلها العدواني على طول الشريط الحدودي مع الدولة السورية، ستحاول وأد مشروع الفدرالية ان غرب الفرات، وان شرق الفرات، وتسعى لفرض هذا الكانتون الأسلامي لوضع واشنطن أمام الامر الواقع ولأحراج باقي الأطراف الدولية ومنعها للسير خلف الأجندة الكرديّة وخاصةً يسار الطرف الألماني، فأنقرة ترى في هذا الكانتون الأسلامي في شمال سورية عامل تفجير للفدرالية في حال اقامتها، بسبب التناقضات الجوهرية بينه وبين الكانتون الكردي. أحرار الشام بل أشرارها(الأخوان المسلمون في سورية)تتقمس السياسة التركية في الشمال السوري، فهي دعمت مشروع المنطقة الآمنة بالرغم من معارضة جبهة النصرة له، ووصفتها جبهة النصرة لأحرار الشام بأنّها في خدمة الأمن القومي التركي، يعني يرى فرع القاعدة في سورية، أنّ الأخوان المسلمين السوريين(أحرار الشام)يخدمون الأمن القومي التركي، وتماهي وتساوق عميق وواضح بين أحرار الشام وأنقرة، ومخابرات الأخيرة تدرب أفراد الأولى، وسعي اخوان سورية ضمن العدوانية الأندفاعة التركية في الشمال السوري لتأسيس ادارة ذاتية اسلامية لمواجهة الأدارة العلمانية الذاتية التي يمثلها الكرد، والتركي استبدل ارهابيين بارهابيين في جرابلس وصار لاعب أساسي في حرب الشمال السوري والأرهابيون المسلّحون هناك صاروا اوراقاً وميليشيات تركية. انّ انجازات الجيش السوري وتقدمه في حلب وريفها وفي عين العرب ومنبج وباقي بؤر الصراع والنزاع ان بالسلاح وان بالمصالحات يؤكد أنّ المأزق تركي بالدرجة الأولى وسعودي قطري واماراتي ثانياً، فيما واشنطن شئت أم أبيت مشغولة بدواخلها بسبب الأنتخابات الرئاسية القادمة، وانعكس ذلك الى حد ما على أوضاع الأرهابيين المسلّحين. عصابة داعش في جلها الآن محصورة في بؤر محددة في الرقّة ومحيطها وفي بعض مناطق الحسكة، وان كانت الفصائل العسكرية الأرهابية في الجنوب السوري تحوّلت الى بطالة ارهابية، الاّ أنّ هناك ثمة استثمارات اسرائيلية وأمريكية فيها(ثمة محاولات أمريكية اسرائيلية في تسخين الجنوب السوري، والملك عبدالله الثاني في زيارته الاخيرة لروسيا في زوتشي، أكد على أهمية المحافظة على التهدئة والاستقرار للجنوب السوري في اشتباكه السياسي والأمني والعسكري مع الرئيس بوتين)، والجيش السوري في جبهة الجنوب السوري مستمر في استراتيجيات التجزير لمواقع سيطرة الأرهابيين ثم حصار المجزّر منها ليصار الى قضمة كاملاً، ويسيطر على جلّ العقد الجغرافية في الجنوب السوري، والأردني يركز على قتال داعش، ويحافظ على خط الأمن على طول الحدود مع سورية بعمق 6 – 8 كم مربع ومتفاهم على ذلك مع دمشق وموسكو، مع تحوّل السلفية الجهادية التكفيرية الى خطر أردني داخلي أنكر ذلك الرسمي الأردني أم لم ينكره.  

*عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

هاتف:

منزل \ عمان : 5674111  

خلوي:0795615721

سما الروسان في 20 – 10 – 2019 م.

 

قد يعجبك ايضا