الحرب المنسية .. الحرب الأطول! / د. زيد حمزة

د. زيد حمزة ( الأردن ) الثلاثاء 15/10/2019 م …



هي ليست الحرب المنسية الوحيدة التي شهدناها نحن الذين امتد بنا العمر من اوائل القرن العشرين الى اوائل الواحد والعشرين لكنها حرب اميركا الاطول التي مازالت تخوضها في افغانستان منذ 2001 وتحاول الآن الانسحاب منها،وقد ذكّرتنا بها محطة الاذاعة الاميركية المستقلة REAL NEWS الاسبوع الماضي بتحليلٍ بالغ الشدة في النقد وتحدثتْ عن المفاوضات الجارية بين حكومة الولايات المتحدة وممثلي طالبان بمعزل تام عن الحكومة الافغانية نفسها وعن الحكومة الحليفة في الباكستان المعقل الاكبر لقوات طالبان الارهابية.

كنا نتوهم ونحن تحت نير الاستعماريْن البريطاني والفرنسي في القرن الماضي ان اميركا بريئة من جريمة استعمار الشعوب الاخرى الى ان بدأنا نكتشف أنها أشد ضراوة في عدوانها بالحروب المتتالية على بلاد عديدة فبعد حرب الابادة التي شنتها على سكانها الاصليين من الهنود وحرب الاستقلال عن الامبراطورية البريطانية وباقي الامبراطوريات الاستعمارية القديمة كاسبانيا وفرنسا التي كانت تسيطر على اجزاء من اميركا بدأت توسُّعها الاستيطاني بالشراء العقاري، ومن أواخر الامثلة مساحاتٌ شاسعة في المكسيك استولت عليها بثمن بخس وأنشأت فيها ولاية كاملة سمتها نيومكسيكو، لكن حروبها المباشرة تتابعت في مختلف القارات وفي بلاد لا تخطر على بال فقد وصلت ذات يوم الى طرابلس (ليبيا) عام1801 لكن اطولها وأشرسها كانت تلك التي شنتها على الفلبين عام 1898 وهدفها الرئيسي من تلك الحروب الامبراطورية (واشهرها حرب فيتنام الاجرامية) بالاضافة للسيطرة والهيمنة على العالم وإن تعددت الذرائع هو فتح مزيد من الاسواق لبضائعها المتدفقة من مصانعها بكميات هائلة ولتأمين نهب المواد الخام ومصادر الطاقة بثمن بخس ونموذجها الأوضح في منطقتنا! وهذه الحروب بالاضافة لتلك التي بالوكالة لا يحس الشعب الاميركي عادةً بوطأتها لأنها تُشن في اماكن بعيدة عنه فلا يرى بشاعتها إلا في لُمع الاخبار حين تصل جثامين ابنائه لتدفن في الوطن وسط مراسم عسكرية باهتة وبعد أن يكون الاعلام قد أغرق الراي العام بخدعة ضرورة تلك الحروب لانعاش الاقتصاد الاميركي واخفى عنه ان هذه الانتعاش المفتعل ناتج عن تسويق اكبر وأسوأ بضاعة عرفتها البشرية هي أسلحة القتل والتدمير!

وبعد.. فان معارضةً شجاعة تتنامى الآن وتؤيدها منابر اعلامية مستقلة عديدة خرجت على سيطرة شركات كبرى لها مصلحة في شن الحروب وتشارك في المعارضه قياداتٌ فكرية ونقابية واكاديمية تواصل فضح حقيقتها العدوانية كي يتحقق السلام في العالم والازدهار للجميع ولسوف تنجح هذه المعارضة ذات يوم بلجم البنتاغون المتواطئ مع مجمع صناعة الاسلحة الذي كان الرئيس آيزنهاور اول من حذر منه منذ عام 1962 !

قد يعجبك ايضا