الاكراد لم يستوعبوا دروس التاريخ / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) الثلاثاء 8/10/2019 م …




 تناقلت وسائل الاعلام خبرا مفاده ان احد قادة ” البارزانيين” دعا وزير  الخارجية الروسي سيرغي  لافروف خلال زيارته الاخيرة الى العراق  الى مساعدة روسيا اكراد سورية الذين قد يتعرضون لعدوان تركي حيث تعد انقرة العدة عسكريا لمهاجمة مناطق شرق الفرات عسكريا بحجة حملة لمكافحة الارهاب بعد ان دارت الولايات المتحدة ظهرها للكرد الذي احتموا بالقوات الامريكية الموجودة على الارض السورية  بصورة غير قانونية طيلة سنوات واخذوا يتقدمون بمطالب تعجيزية  لدمشق خروجا على الاعراف ودستور البلاد وتنمروا ونسوا انهم جزءا من الوطن والشعب السوريين معتقدين ان واشنطن لن تخذلهم .

 ليس غريبا ذلك على الاكراد سواء كانوا في سورية او العراق او اي مكان اخر في المنطقة    فقد عرف عنهم انهم يستغلون الفرص  محاولين الحصول على المكاسب  دون ان  يعيروا اهمية للوطن الذي يعيشون فيه ويمدون ايديهم للاجنبي ويقدمون له الطاعة  ظنا منهم ان ذلك يحقق  مايريدون  وعندما نستعرض تاريخ الاكراد في المنطقة نجدهم دوما يميلون الى الاجنبي اكثر من ميلهم الى  الوطن الموجودين فيه يتم ذلك  على حساب الوطن الذي يعيشون فيه والشعب الذي يوجدون بقربه  وما ان تسنح لهم الفرصة حتى  يستغلون الظرف معتقدين انهم سينالون ما يريدون بمساعدة الاجنبي دون النظر الى الوطن والشعب  الذي يعيشون معه.

في العراق خذلهم الاجنبي المستعمر بعد ان مرر مخططاته عندما اوعز لهم بتاسيس جمهورية ” مهاباد” لكن ما ان حقق هذا الاجنبي مايريد هد جدران جمهوريتهم  على رؤوسهم والتي اصبحت في خبر كان.

وتكرر المشهد الخياني هذا لمرات في كل مرة يتعاون كرد العراق مع الاجنبي  حدث ذلك خلال الحروب التي خاضها العراق مع دول الجوار واستعانوا بقوات اجنبية معتقدين ان ذلك سوف يحقق لهم مايريدون  دون ان يفكروا بمستقبلهم وبكرامتهم التي يحفظها  لهم الوطن الذي يعيشون على ارضه.

وعندما نتحدث عن الكرد نعني القيادات الكردية التي تستغل الاحداث التي يواجهها او يعيشها العراق وعل طريقة ” مصائب قوم عند قوم فوائد” على الرغم من ان هذا المثل عربيا لكن الكرد يستغلونه في كل مكان وزمان.

سورية تعيش كما هو معروف وضعا استثنائيا جراء الحرب الارهابية ضدها والتي تواصلت لثماني سنوات . سورية التي عرف عنها انها كانت ولازالت تحترم الاكراد وتحفظ لهم حقوقهم وكرامتهم في ظل الوطن الواحد ” وطن الجميع”  منذ استقبالها احد قادة الكرد ” عبد الله  اوجالان” الملاحق من قبل السلطات التركية في دمشق وكاد وجوده في  العاصمة السورية مكرما معززا ان يتسبب في شن  انقرة حربا على سورية لكن دمشق كانت وفيه للقيم والمبادئ التي تنتهجها لم تسلم الزعيم الكردي الى سلطات انقرة وتركت له الحرية في اختيار المكان  فغادر البلاد ليتم القاء القبض عليه في مناطق افريقية بتنسيق بين ” الموساد الصهيوني والمخابرات التركية .

لقد استغل  قادة الكرد اوضاع سورية المنشغلة في مواجهة الارهاب   فوضعوا ايديهم بيد الولايات المتحدة دون ان  يستفيدوا من تجارب اكراد العراق عندما وضعوا ايديهم بيد بريطانيا  التي وعدتهم “ب  جمهورية مهاباد” ثم انهيارها على رؤوسهم بعد ان حققت لندن ما تريد وهاهي واشنطن التي تتباكى على حقوق الانسان والاكرد تتركهم لقمة سائغة للقوات التركية وقد وصف احد قادة ” قسد” الذين مارسوا الغطرسة والتعالي على سورية وشعبها مطالبين بالمستحيل وصف الموقف الامريكي بانه ” طعنة في الظهر.

 سورية كانت ولاتزال  تمد  يدها  للاكراد لانهم جزءا من الشعب السوري اما اولئك الذين استغلوا الماساة السورية وهرولوا وراء المشاريع التدميرية في المنطقة وسورية بالذات من الذين يسعون الى تمزيق الوطن  بدعم من الاجنبي عليهم دفع ثمن عمالتهم.

 تركيا هذه الدولة المتعالية والمستهترة الطامعة  في المنطقة والتي استطاعت ان تخضع قادة الكرد في العراق خاصة ” ال برزان” الى مشيئتها وتحويلهم الى مجرد ” جحوش” سوف تدفع الثمن غاليا في تماديها بالعدوان على سورية حيث تخطط لغزو مناطق شرق الفرات بحجة مكافحة الارهاب مثلما غزت قبل ذلك مدن  عفرين السورية وغيرها واحتلتها تحت ذات الذريعة ” محاربة الارهاب” المدعوم تركيا وامريكيا بالتنسيق مع انظمة فاسدة في المنطقة خدمة للمشروع الامريكي الصهيوني.

احد قادة الكرد ” البارزانيين” توجه بطلب الى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال زيارته الاخيرة الى العراق ان تساعد روسيا الكرد في سورية  يعلم جيدا ان حفظ كرامة الكرد وحمايتهم هي مسؤولية الدولة السورية التي تمردوا عليها مستعينين ومستقوين بالوجودالامريكي بالمنطقة  الذي خذلهم كالعادة وانهم   اي كرد  العراق  يعيشون في حالة ترف وامان وان كرامتهم محفوظة  في ظل وجودهم ضمن العراق الموحد رغم محاولاتهم الفاشلة بطرح شعارات الانفصال والتمرد على الدولة العراقية  محاولين استغلال بعض الظروف التي مر بها العراق خاصة بعد اجتياح ” داعش الارهابي”  لمحافظات عراقية  .

الحل واضح ولايحتاج الى دعوة موسكو او غيرها  انه  على اكراد سورية ” قسد”  او غيرهم  التوجه الى الدولة السورية  الشرعية والكف عن محاولات تنفيذ مخططات اعداء سورية  لاضعافها   او تمزيق وتقسيم الوطن السوري وطن جميع السوريين عربا واكرادا وغيرهم باعتمادهم على الاجنبي وتنفيذ مخططاته التامرية .  

قد يعجبك ايضا