ترمب والسعودية يفجران العراق مجددا..السنّة مهابيل! / أسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) الأحد 6/10/2019 م …




الحدث أي حدث نحكم عليه من خلال توقيت حدوثه،ومكان وقوعه وربط ذلك في اطار ما سبق من تصريحات أو أفعال مرتبطة بالمكان،وبما أننا نتحدث عن العراق ،فإنه لا بد منا أن نقحم إيران والسعودية كبلدان يخوضان أغرب الحروب في العالم ،وقودها الشعوب المحيطة وفي مقدمتها اليمن والعراق ،ولمعرفة مجريات الأمور في العراق ،علينا مراجعات ما جرى قبيل تفجير الشارع العراق .

زار كبار المسؤولين العراقيين السعودية وإلتقوا كبار المسؤولين فيها ،وكشفت القيادة الإيرانية أن السعودية كلفت جهات عربية وإسلامية للتوسط مع إيران ،كي تقبل الجلوس مع السعودية لإنقاذها من ورطتها في اليمن ،وسمعنا قبل ذلك رئيس الوزراء الباكستاني وهو يعلن تكليفه من قبل السعودية بالتوسط لدى إيران .

كما أن علينا عدم إغفال زيارة رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي مؤخرا إلى الصين ،والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لترمب ،إذ أن السيد عبد المهدي وحسب ما رشح من معلومت وقع إتفاقيات مع الصين بقيمة 500 مليار دولار،لإستحداث 4 مدن صناعية في العراق ،إضافة إلى سكك حديدية ،وتحديث المجال الصحي ،والنفط مقابل إعادة الإعمار وإقامة شركة لهواوي الصينية في العراق ،على أن يتم شطب التعامل بالدولار الأمريكي من التبادلات التجارية ،وهذا إنحراف محمود .

أما الإنحراف الثاني فهو أن عبد المهدي بحث في زيارته الأخيرة لطهران الترتيبات الأمنية لزيارة الأماكن المقدسة في العراق،الأمر الذي أوقع ترمب في حيص بيص كونه يعتقد أن الأمن في العراق مسؤولية أمريكية ،ناهيك عن قيام العراق بفتح الحدود مع سوريا “معبر القائم”وهم بصدد فتح معبر آخر قريبا،لذلك اوعز ترمب إلى أذنابه في السعودية كي يتحركوا بالتنسيق مع الموساد وجهات أخرى لتفجير العراق على غرار سوريا.

تفيد المعلومات الراشحة أنه تم إدخال أربعة ضباط مخابرات سعوديين وإماراتيين ،ومثلهم من المخابرات البريطانية  وإثنان من السي آي إي وواحد من الموساد لقيادة التفجير العراقي الذي تنطح له السنة ،إضافة إلى إدخال 30 قناص إسرائيلي ومجموعة من قيادات المظاهرات الفرنسية للقتل وتسخين الأوضاع ،ودخل هؤلاء عن طريق السعودية.

وبالنسبة للوساطة العراقية بين السعودية وإيران بتكليف سعودي فإن رئيس الوزراء العراقي، لم يكن  أقل صراحة من نظيره الباكستاني  عندما تحدث في هذا المضمون،كما ان المريض العقلي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ظهر على شاشة أمريكية وحذر من التصعيد مع إيران ،وانه يفضل الحل السياسي،بعد أن قال في مقابلة على شاشة سعودية أنه سينقل الحرب إلى الداخل الإيراني،لكن الحوثي ربيب قصور الرياض أرسل له الصواريخ الباليستية إلى العمق السعودي وأشعل النيران في عصب السعودية أرامكو.

وما يحير اللبيب العاقل أن القيادة السعودية وفي وقت تشهد فيه إنقلابات يقودها المريض العقلي بن سلمان على والده ،وراح ضحيتها اللواء الفغم الحارس الشخصي للملك سلمان ،نفت تكليفها لأي جهة للتوسط مع إيران ،مع أن القاصي قبل الداني يعلم جيدا انهم يكذبون ،فهم يتوسلون لإيران ،لكن طهران  تتعامل معهم على مهل وتراقبهم وهم يتقلبون على جمر النار .

ما جرى في العراق أن الأيادي السعودية عبثت مع أهل السنّة وإشترت البعض وزينت له التحرك في الشارع إحتجاجا على ممارسات الحكومات العراقية المتعاقبة  وذلك بتكليف من الرئيس ترمب،وإن كان ذلك الحراك المطلبي مشروعا لعدم أهلية حكومات ما بعد الإحتلال الذي تسببت فيه وضغطت بإتجاهه السعودية ذاتها ،إلا أن الهدف السعودي –الأمريكي كان العمل على تفجير العراق مجددا ،وتوجيه رسالة إلى إيران وتركيا معا ،انهما قادرتان على مقارعتهما في العراق ،لأن هذا هو أقصى ما يستطيعان فعله ،فالسعودية تهدد إيران لكنها تحاربها في اليمن على سبيل المثال ،مع أن إيران تصفعها عن طريق الحوثي،كما ان امريكا تهدد إيران لكنها تجبن عن المواجهة الفعلية،لأن هدفها من وراء ذلك هو حلب السعودية على وجه الخصوص.

ما قامت به السعودية في العراق كان ثمرة جهود ديبلوماسية تجسسية قامت بها سفارتها هناك ،من حيث إختراق النسيج الوطني العراق والتظاهر بأنهم يدعمون أهل السنة ضد إيران الشيعية ،ولنها معتادة على شراء الذمم فقد وجدت ضالتها في العراق ،كما تفعل هنا وهناك .

للسعودية باع وذراع في تفجير الساحات التي تختلف معها سياسيا ،وشرح ذلك يطول ،لكن تحضرني هنا رسالة بعث بها الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1969 وهي موجود في كتاب “عقود من الخيبات “للمؤلف حمدان حمدان  الصادر عن دار بيسان للنشر والتوزيع في بيروت عام 1995 ،موجهة للراحل الميك حسين بن طلال يحذره فيها من مخالفة أوامر القيادة السعودية القاضية بطرد المقاومة الفلسطينية من الأردن ويحرّضه عليها ،لأن السعودية وكما ورد في الرسالة لا تتحمل ثورتين ضدها في اليمن والأردن .

 

قد يعجبك ايضا