حقيقة وجود البترول والغاز في الأردن / وليد السبول
وليد السبول* ( الأردن ) الأربعاء 25/9/2019 م …
** كاتب وباحث وناشط سياسي
تعقيبا على ما نشره المهندس “مبارك الطهراوي” حيث إدعى أنه خبير نفط وقد علم بوجود حقل غاز مسال في جنوب الأردن، وقد حاول إعلام المسؤولين الأردنيين بكافة مستوياتهم من أعلى قمة الهرم إلى مستوى مدير عام “شركة البترول الوطنية الأردنية” مرورا برئيس الوزراء والوزراء، بموضوع هذا الحقل.
سعيا للحقيقة فقد قمت بالإتصال بواحد من أهم الخبراء في الأردن، ومن العاملين والمسؤولين عن موضوع استخراج النفط والغاز وهو لا زال على رأس عمله، وأفادني أنهم على علم بموضوع هذا الحقل وهو “حقل الريشة” الغازي ويمتد ما بين الأردن والمملكة العربية السعودية، ويجري استغلال هذا الحقل من قبل “شركة البترول الوطنية الأردنية” منذ سنوات وتعمل الشركة بامكاناتها على استكشاف ابار جديدة واخرها البئر 48 التي رفعت انتاج الحقل من 9 ملايين قدم مكعب يوميا الى 16 مليونا. كما يجري العمل حاليا على استكشاف البئر 49 وسيعقبها البئر 50 قبل نهاية هذا العام. إن ذلك يتم في اطار خطة وضعتها الشركة بهذا الخصوص. إن هذا الحقل ينتج حاليا الغاز السائل، والشركة بصدد القيام بحفر عشرة آبار خلال السنة القادمة لإثبات الموديل الجيولوجي في مساحة ٤٠٠ كيلومتر مربع والتي ستكلف حوالي ٥٠ مليون دولار، ثم إذا تم إثبات هذا الموديل بعد الحفر، عندها يمكن تحديد إمكانيات وكميات الإنتاج الممكنة من المساحة المذكورة، و من ثم سيتم الانتقال إلى مساحات أخرى للاستكشاف. إن المملكة العربية السعودية قد حفرت حتى الآن حوالي ٢٠٠ بئر بذات الحقل بتكلفة تقدر ب ٢ مليار دولار.
ما يثير الإستغراب في موضوع “المهندس الطهراوي” أنه مع تواصله شخصيا مع أعلى قمة الهرم الإداري في الأردن، وصولا إلى مدير عام “شركة البترول الوطنية الأردنية” بتكليف من قمة الهرم وكافة المسؤولين أسفله، وبالتالي إذا كانت ( كأس شاي غير مكتملة ) قد أنهت المعلومة ومتابعتها فكيف لم يطالب المسؤول الأعلى ثم الأقل منه مباشرة فالأقل ثم الأقل، كيف لم يطالبوا بتقرير من آخر من التقى بهم المهندس “الطهراوي“؟ هل تم الإكتفاء بأن المهندس “مبارك الطهراوي” قد إنسحب من الاجتماع لمجرد شعوره بالإهانة من مدير عام “شركة البترول الوطنية الأردنية” في ذلك الوقت وبالتالي تم إغلاق الملف؟
إن هذا المقال في ذات الوقت هو دعوة لتكثيف الجهود بالبحث عن النفط والغاز في الأردن الذي لا شك بوجودهما في الأراضي الأردنية والدليل القاطع هي النتائج التي تحققها ” شركة البترول الوطنية الأردنية“.
شخصيا كنت ولا زلت أعتقد أن القرار بعدم التنقيب عن النفط والغاز في الأردن هو قرار ( سياسي ) بحت لأهداف سياسية خالصة.