الجنرال غاتس الذي أزاح النتن ياهو عن عرشه / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني 

أسعد العزوني ( الأردن ) الأحد 22/9/2019 م …




بات في حكم الواقع أن الجنرال بيني غاتس ،هو المؤهل لتشكيل حكومة إسرائيلية تضم تحالف”أزرق أبيض”،بديلا لكيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ، الذي تربع على العرش خمسة عشر عاما ،وحل ضيفا معززا مكرما مهديا على أغلب العواصم العربية إن سرا أو بالعلن ،وآخر عاصمة زارها مع زوجته سارة هي مسقط.

بعد إعلان نتائج الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة المبدئي ،شمّر الجنرال غاتس عن ذراعيه وقال أن تحالفه “أزرق أبيض “سيعالج جراحات “المجتمع “الإسرائيلي بمختلف أطيافه،بمعنى أنه لا يرغب بالخوض في ما يطلق عليه زورا وبهتانا عملية السلام مع العرب أجمعين والتي مضى عليها  قرابة أربعين عاما ،أنجبت بوادر مملكة إسرائيل الكبرى.

يبدو أن غاتس الذي درس التاريخ في جامعة تل أبيب والعلوم السياسية في جامعة حيفا ،وإدارة الموارد الوطنية في جامعة الدفاع الأمريكية، ودخل سلك الجيش الإسرائيلي عام 1977 ،وخاض كل المسرحيات المتفق عليها مع العرب ،يختلف عن النتن ياهو الذي نسج علاقات قوية مع العديد من زعماء العربان ،وعمق التطبيع المجاني معهم وفي مقدمتهم بطبيعة الحال السعودية والإمارات والبحرين.

ما هو واضح حتى الآن أن الجنرال غاتس الذي خاض الوقائع العسكرية  الممسرحة مع العربان وأهمها حرب عام 1982،قد إنطلت عليه الحيلة وصدّق أن ما حققه هو في تلك الواقعة وما حققته مستدمرة الخزر مذ كانت العصابات الصهيونية ،تأسس لها بالتعاون مع جيش الإنتداب البريطاني وأنظمة العربان الذين أرسلوا جيوشهم عام 1948، ليس لتحرير فلسطين بل لتمكين العصابات الصهيونية من إنشاء المستدمرة،ولذلك بات يدرك أنه لا خطورة متوقعة من العربان على مستدمرته الخزرية.

وإستنادا على ما تقدم فإن الجنرال غاتس يريد مع تحالفه “أزرق أبيض” التركيز على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية حتى لا تتكرر أحداث الفلاشا ،أو ان يتعرض المستدمر اليهودي إلى هزات إقتصادية ترهقه وتحدث بداخله أسئلة وجودية ،تثير واقع الإستدمار في فلسطين،وبذلك يحق لنا المقارنه بتوجهات صناع القرار العربان الذين يتركون رعاياهم تحت رحمة الجوع ،وبين هذا الجنرال الحريص على رفاهية مستدمريه .

مجمل القول أن الجنرال غاتس الذي وجه الشكر للنتن ياهو على خدمته السابقة على مدى خمسة عشر عاما ،ورفض دعوته للإنخراط معه في حكومة صهيونية تكمل مشاريع التطبيع مع العرب، أظهر لنا جليا أنه ليس معنيا لا بالتطبيع ولا بالسلام مع العربان ،لأنه ما يزال مغشوشا بالإنتصارات الوهمية التي حققها إبان كان رئيسا للأركان في جيش الإحتلال، ويبدو انه يؤمن بأن العربان قد منحوا مستدمرة إسرائيل ليس السلام فقط ،بل جاؤوها زاحفين على بطونهم مستسلمين ،وعليه لماذا يضيع وقته معهم في بحث عملية السلام العقيمة أصلا؟

قد يعجبك ايضا