الولايات المتحدة تتحول الى دولة منبوذة في نظر الالمان / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) الثلاثاء 20/8/2019 م …




 وصفت مصادر اعلامية المانية  العلاقات بين واشنطن وبرلين بانها  وصلت الى ” القاع” اي الى الحضيض  بسبب الخلافات الاقتصادية والسياسية مشيرة الى وجود تهديدات ترد على لسان سفير الولايات المتحدة الامريكية ريتشارد غرينيل الذي اصبح   لايطاق من قبل ساسة المانيا حتى ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لم تلتقيه  ولا مرة واحدة منذ تم تعيينه كسفير لبلاده  في برلين في مايو عام 2018.

صحيفة دير شبيغل الالمانية  في تقرير لها كشفت  ان” صمتا دبلوماسيا ” يسود بين البلدين  بسبب سلوك غرينيل الذي وصفه مرة رئيس البرلمان الاوربي السابق  مارتين شولتز ب” الضابط الاستعماري اليميني  المتطرف.

وزير الخارجية الالمانية  هيغو ماس هو الاخر يتجنب صحبة السفير الامريكي ويفضل عقد لقاءات قصيرة فقط معه.

المانيا التي  اضطرت الى توقيع اتفاقيات  لم يكشف عن  تفاصيلها  منذ عام  1945  عندما استسلمت في الحرب العالمية الثانية  من بين تلك الاتفاقايات كما يتحدث بعض الساسة  تمس   السيادة الالمانية  خاصة وجود قواعد عسكرية امريكية  تضم اسلحة ومعدات بينها ” نووية”  تحولت  تلك القواعد الى  مدن امريكية داخل المانيا  التي ضاقت ذرعا بتصرفات الولايات المتحدة خاصة ما يتعلق ب” اوامر” تصدرها واشنطن الى  المانيا لزيادة حصتها المالية في حلف شمال الاطلسي العدواني ” ناتو” فضلا عن اسخدام واشنطن الاقتصاد الالماني لخدمة ” الدولار الامريكي” وتحولت برلين جراء ذلك الى قارب انقاذ للعملة الامريكية  سواء كان ذلك في عهد العملة  الالمانية السابقة ” المارك”وحتى اليورو عملة دول الاتحاد الاوربي الموحدة.

كما تستغل واشنطن  وفق مصدر في الجيش الالماني قدرات العلماء الالمان وابتكاراتهم العلمية والتكنالوجية في مجال الاسلحة  في انتاج ” اسلحة وتقنيات تدميرية  حديثة ذات تقنيات عالية ” وابتكار طرق متقدمة تحرم على المانيا وجيشها  بيعها  او استخدامها لكن الجيش الامريكي وحده له الحق التصرف بها  واستخدام تلك المعدات في مناطق العالم ويقتصر الدور الالماني على التجارب فقط وتسليمها الى الجانب الامريكي .

وهناك خلافات  متبادلة تتمسك  بها  واشنطن وبرلين خاصة في  ما يتعلق بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة كما لازال هناك شبح رسوم جمركية جديدة يلوح بالافق وسط  خلافات تجري بين البلدين.

 وفي احصائية حديثة فان نظرة الالمان الى  الولايات المتحدة باتت سلبية وان نحو 85 بالمائة من المواطنين يعبرون عن رايهم السئ بالولايات  المتحدة وقد تبخرت تلك الامال المعقودة في برلين على عودة ايام  الزمن الجميل للشراكة مع  ولاية الرئيس دونالد ترامب وان واشنطن سوف تبقى شريكا غير مريح ل” برلين.” جراء الانتقادات التي يوجها الى اوربا .

واشنطن التي تحتفظ بقواعد عسكرية  على الاراضي الالمانية  لوحت مرات عديدة  بسحب قواتها من المانيا ونقلها الى دولة اوربية مثل بولونيا”  وكم من المرات دست واشنطن انفها في موضوع الغاز الروسي الذي تعتمدعليه دول اوربية عديدة من بينها المانيا التي رفضت مرارا دعوات امريكية لمقاطعة الغاز الروسي وطرحت بديلا لذلك الغاز الامريكي غالي الثمن على الرغم من رضوخ بعض الدول في القارة خاصة تلك التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي للاوامر الامريكية وابدت استعدادها لاستقبال قوات امريكية عسكرية على اراضيها.

المانيا التي تعدالدولة رقم واحد في قدراتها الاقتصادية في اوربا تسعى الولايات المتحدة الى استغلال ذلك لخدمة الاقتصاد الامريكي بعد ان برز الرئيس ترامب كسمسار  بات همه الاول الحصول على المال بشتى الطرق وبعد ان مارس ولازال يمارس عمليات ” حلب البقرة الخليجية” التفت الى اوربا واخذ يتعامل حتى مع حلفائه الاوربيين باسلوب الابتزاز  ناهيكم عن الصين وروسيا  التي يعدهما ترامب من الخصوم.

 فقد  شهدت العلاقات بين الجانبين توترا لم تشهده عقود من السنين قد يفضي يوما ما الى صدام مسلح  بعد ان  احيا ترامب ” سباق تسلح جديد ” وحرب باردة” جراء تنصل الولايات المتحدة من اتفاقيات كانت موقعة مع الاتحاد السوفيتي ستكون اوربا ودولها اول المتضررين من ذلك وهو اكثر ما يغيض المانيا التي تمارس سياسة مستقلة وتعتد بنفسها وبقدراتها وترفض ان تكون اداة طيعة بيد واشنطن فقد رفضت اكثر من طلب امريكي منها المشاركة في قوة بحرية بمنطقة الخليج ورفضت الانصياع لحظر امريكي تفرضه الولايات المتحدة ضد ايران ورفضت اوامر امريكية بالتوقف عن استيراد الغاز السيبيري.

 ان كل ذلك مؤشرات على عمق الخلافات بين واشنطن وبرلين التي  لم تخف استيائها  من النهج والسياسة الامريكية في اوربا ومناطق العالم الاخرى.

قد يعجبك ايضا