بين حاضر جديد وواقع قديم … يضيع الشباب ! / نايل هاشم المجالي

نايل هاشم المجالي ( الأردن ) الأحد 18/8/2019 م …
في هذه الحياة الجديدة قد يصعب على الكثيرين خاصة الشباب التأقلم او الانسجام معها ومع متطلباتها الغربية في الكثير من المعطيات ابتداء من اللباس والاجهزة الالكترونية والعادات والتقاليد واسلوب الحياة الاجتماعية وغيرها خاصة مع تعديل القوانين والانظمة الخاصة بذلك وهي غريبة وجديدة على مجتمعاتنا من حيث السماح بها قانونياً وحتى في ظل تعدد الفتاوي التي تنسجم مع التحضر والحداثة اي اننا نستطيع القول ان التطور الحضاري الغربي عندما ينقل الى دولنا فانه سيكون هناك تعقيداً في الحياة الاجتماعية التي تتطلب اشكالاً وأنماطاً وافكاراً تفرض على الانسان والشباب بشكل خاص اسلوب حياة جديد ربما لا ينسجم مع البيئة التي يعيش فيها وتحتويه فالكثير من الشباب الذين يعتبرون انفسهم متحضرين يحاولون التعويض عن فقدان الحرية الواسعة من اجل تحقيق رغباتهم الذاتية والفردية بشتى الاساليب المتاحة والمقبولة وفي حال عدم قدرتهم على تحقيق ذلك فانهم سيصابون بقلق ويأس وحيرة واضطراب وملل لقلة الحيلة وعدم القدرة المالية وبالتالي هم يريدون ان ينفسوا عن ضغوطاتهم الداخلية فيفقدون كثيراً من القيم والمباديء والسلوكيات الايجابية من اجل الحصول على المال لتحقيق رغبات الذات ليعطي الشاب لنفسه الراحة والتخلص من معاناة عاشها كثيراً ليواكب الحداثة فأمامه العالم على شكل قرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشاهد كيف يعيش العالم المتحضر نمطه الحياتي ويشاهد كل ما هو حديث يملكه الاغنياء او ما يوفرونه لابنائهم حتى في اعراسهم وكمالياتهم اي انه يشعر انه قد فقد الفكر الروحي في وضعه الحالي مع اوضاع الاخرين ويصيبه سأم فكري واضطراب اجتماعي ويتجنب ان يتأقلم مع واقعه الحالي اجتماعياً وبيئياً وغيره ولا يرغب في تقديم اي تضحية من اجل مجتمعه او وطنه وهي حالة عدم اتزان نفسي خاصة ان وسائل الاعلام الغربي والمتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي سبباً مهماً في تفعيل الرغبة لدى الشباب بالحرية الفردية وتعزيز مفهوم ( الانا ) والدعوة الى الانانية والى الحياة الفردية ورفاهيتها كما هو حال شباب الغرب فتجد كثيراً من الشباب يعزفون عن الزواج لتلك الاسباب ومن منهم متزوج يرغب بالطلاق ليأخذ اكبر مساحة من الحرية الفردية وعدم تحمل المسؤوليات الاسرية لذلك تزداد العنوسة كل ذلك في غياب لدور الباحثين الاجتماعيين والاعلاميين ودور الجامعات والمدارس والاسرة في توعية الشباب فالاعلام باشكاله وانواعه يصب جل اهتمامه على السياسة وعلى الفساد وعلى كشف المستور وعرض الحفلات والمغنيين وغيرهم متناسين معاناة جيل كامل من الحضارة الغربية التي اخترقت مجتمعاتنا والعوامل والاثر النفسي التي خلقته في شبابنا وفي المجتمع ولم تجد من يتصدى لها من محللين وتقليد الغرب في كل شيء حتى بالفكر بعيداً عن الاصالة والقيم والمباديء والاخلاق وطرق تعزيز الولاء والانتماء بحب الوطن بما يملكه ويوفره سيصعب ويزيد من المشكلة لذلك لا بد من وجود استراتيجية واحدة متفرعة لكل الجهات المعنية في جميع القطاعات الحكومية والاهلية تعمل عليها بنغم متكامل لتوجيه شبابنا وتوعيتهم وتعزيز الانتماء لديهم بوطنهم وتماسك اسرهم وبناء حياتهم الاسرية ( الزواج ) ومساعدتهم في ذلك من خلال التخفيف من مكملات وكماليات الاعراس بحيث تتناسب وقدراتهم المالية وتوفير لهم المشاركات التشاركية الجماعية بمختلف الانشطة لتغطية الفراغ النفسي بالعمل والانتاج والعمل التطوعي وغيره فهناك العديد من الاستراتيجيات تم اعدادها قبل سنوات بهذا الخصوص الا انه لم يتم تفعيلها بالشكل الذي يحاكي هذه المتطلبات وبقيت مقتصرة على ندوات ومحاضرات واجتماعات تراوح مكانها .
كذلك فانه لا يتم تفعيل دور المستشارين والباحثين في الوزارات والمؤسسات المعنية لتفعيل كل ما من شأنه تطوير هذه الاستراتيجية او تنفيذ برامج ميدانية لتبقى المكاتب مقر اقامتهم الدائم للوظيفة وفي صباح كل يوم نجد مبادرات شبابية تحتاج الى تفعيل مضمونها اكثر من الاعلان عنها وتحتاج الى متابعة اكثر من جلسات حوارية .




نايل هاشم المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا