المفكر والمحلل السياسي العربي الأردني المحامي محمد الروسان يكتب : احتلال العقول أخطر من احتلال الأرض!.

كتب:المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) السبت 17/8/2019 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

 * دواعش البنتاغون الجديده: بعض الكرد كتروتسك صهيوني

* عمليات مخابراتية أعمق من قذارة ولعنة الغاز

الأقارب كالعقارب، وقد تموت الأفاعي من سمّ العقارب، ومع ذلك مهما أوغلت مؤامرات البعض العربي المنبطح المتساوق المتماهي مع الأخر العدو، كسكاكين مغروسة بخواصرنا، سنبقى نسقاً سياسياً، وشعباً وجيشاً عربياً ونظاماً متعبون بعروبتنا، ولولا هذا البعض منّا المعولم عمالةً وخيانةً وتساوقاً وتماهياً، في بعض مفاصل النظام الرسمي العربي، وتمفصلاته وسياقاته العسكرية والمخابراتية، بجانب شراذم من الدهماء البلهاء، ما كنّا نحسب أنهم أعراب. من الخليج تحول الدولار من الذهب إلى النفط، ومن الخليج يتم إعادة تخليق وترتيب لوضع الدولار عبر فوبيا إيران وحزب الله والعلاقة مع الكيان الصهيوني، بعبارة أخرى ومختلفة ومحاولة في تقريب الفكرة واستيعابها عبر المثال التالي: الحلس(بكسر الحاء وتسكين اللام): هو الثوب الناعم الذي يكون بين ظهر الدابّة والسرج، وهذا في علم الاجتماع، يسمى الطبقة الوسطى(في بلادنا تجهد الدولة الأردنية لدينا وحكومتها على حمايتها قدر المستطاع، بالرغم أنّه لا طبقة وسطى في الأردن، ليسهل تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني وعلى حساب النظام السياسي الأردني لصالح نظام بديل)بين الملاّك(أصحاب رؤوس المال)والطبقة العاملة، مشكلة الحلس في العالم، أنّه تضخم وصار أكبر من السرج وأثقل على الدابّة، وأكل(بضم الثاني وكسر الثالث وفتح الأخير)علف الدابة وزاد الركب وأصبح يهدد توازن السرج ليسقط الملاّك، ومن هنا لا بدّ من تجفيف منابع تمويل الطبقة الوسطى التي تقود الحرب على الرئيس دونالد ترامب والفوضى في الغرب، وعجز المال الخليجي كان من شأنه أن باعد التوازن للطبقة الوسطى بعد عام 2008 م في الغرب، وصار هذا المال الخليجي الذي وظّف لأحداث التوازن للطبقة الوسطى هناك، صار يقود التمرد في تلك المجتمعات الغربية، وما يسمى بالربيع العربي والمؤامرة على سورية عبر حرب الشام والتي لم تكن حرب الرأسماليين التقليديين، بل كانت حرب البرجوازية المتوسطة العالمية(أيقونة سوبر الطبقة المتوسطة في العالم هم الأثرياء الخليجيون وخاصةً في السعودية والأمارات وغيرها، بجانب الوليد بن طلال وآل الحريري ومن هم على شاكلتهم وغيرهم)، صار الدولار عملة البرجوازية الاستهلاكية بعد عام 1977 م، وهزمت هذه البرجوازية الاستهلاكية في حربها العالمية الثالثة في الشام الآن، مما يترتب على هذه الهزيمة عودة الدولار الأمريكي إلى ما قبل عام 1977 م، والآن البلدربيرغ الأمريكي يسعى وعبر فوضوية الرئيس دونالد ترامب، على إعادة توجيه المال الخليجي في جلّه، ليصب في جيب الرأسمالية الفيزيائية بدلاً من جيب البرجوازية الإرهابية ومن هنا أشتبك مع الأفكار التالية:- الوضع في الشرق الأوسط رمال متحركة ورياح متغيرة وسيولة شديدة، أعمدة المعسكر السنيّ في المنطقة تحاول لملمة نفسها(السعودية، مصر، تركيا)، أو بالأحرى التكوكب من جديد في الموقف من الحرب على سورية وفي سورية والمسألة الأيرانية، وما يجري في اليمن من عدوان صارخ وهمجي تندى له جبين البشرية، وما يحضّر للبنان واستراتيجيات الشيطنة لحزب الله اللبناني المقاوم، بالرغم من حصول الحزب وحلفائه على أكثر من 67 مقعد من أصل 128 مقعد بعد العملية السياسية الانتخابية الأخيرة في لبنان، فهم حصلوا على الثلث المعطّل بل أكثر من النصف، وبعد هذا الانتصار للتيّار المقاوم في لبنان، سوف يعمل المحور الأمريكي الصهيوني البعض العربي المنبطح، في إستراتيجية هندسة تسعير الطائفية مجدداً وإذكاء الفتنة عبر حزب القوّات اللبنانية بزعامة كوهين لبنان الدكتور سمير جعجع، والذي لم يكشف بحياته على مريض، وتيّار حزب المستئبل(عفواً المستقبل)وغيرهم من اليمين اللبناني المتطرف، وحصول حلفاء إيران على عدد وازن أيضاً من مقاعد البرلمان العراقي. والواقعية السياسية هي فهم للمجريات التي من خلالها تستنبط الحلول والمواقف، وعليه تبدو الواقعية كحل وسط بين المثالية التي تقود الى الأنعزال والتهور الذي يقود للهزيمة، وعليك أن تكون ثعلباً لتعي الأفخاخ المنصوبة، وأن تكون أسداً لترهب الذئاب من حولك، وما أصعب الجلوس الى البلهاء، لأنّ كلام الأخيرة كلام بلاستيكي يمر ببطء في العنق، كما يمر جرذ مبتلع في عنق أفعى، فالبلهاء من الناس يكرّرون ما يقال ويمهدون بجهالة فاحشة وما زال هذا النهج مرسوماً في العقل الجمعي لبعض اليوابس(أي الساحات)العربية، لأحتلال العقول لتحل محل احتلال الأرض، حيث اذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء، ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحق الحقيق لا تبصر ولا تسمع، فهل من مبصر وسامع ؟!. لا نكشف شيئاً جديداً عندما نقول: أنّ المنطقة حبلى بالعواصف في محيط الأردن، والأخير محاط بسوار ناري كما يحيط القيد بالمعصم، فلا يمكننا أن نكون بعيدين عن هذه العواصف والأوضاع والأخطار تحت بند وعنوان الحياد بمفهومه الواسع، و كوننا تأثرنا وسوف نتأثر بالمزيد بهذه الأخطار والعواصف، شئنا أم أبينا بشكل مباشر أم غير مباشر، سواءً في سورية – عمقنا العربي الإستراتيجي والتي ما زال الجميع يتآمر عليها، وفي  العراق المستهدف قاعديّاً عبر بعض دول الجوار العربي، ومصر ومؤشرات الطريق التي ستؤول إليها وما يحظّر لها عبر ليبيا، وعبر المجتمع السيناوي في الداخل المصري، أو فلسطين المحتلة وفي لبنان المحتقن سياسيّاً وفي بؤر ساخنة أخرى، وحتّى الجاري في اليمن الآن من عدوان البعض العربي المستمر والذي هو بالأساس عدوان أمريكي صهيوني بأدوات بعض عربية، والمرشح الحدوث في أكثر من بقعة ومنطقة عربية ساخنة، بما فيه السودان ومآلات المصالحات فيه، بعد توقيع اتفاقايات تقاسم السلطة بين العسكر(مكانهم الثكنات)وقوى التغيير المدني، وكذلك جلّ دول شمال أفريقيا العربية، حيث كل هذا يرتب استحقاق وتحدي أردني داخلي يتوجب مواجهته والتحضير له والأستعداد بشكل كافي ومقتدر، لكي يتم ويصار الى(فولذة )الداخل الأردني والتوحد الكامل الواعي لهذه الأخطار، حيث الأمن المحلي جزء هام من الأمن الأقليمي، والأخير أساس الأمن والسلم الدوليين. ونقول: افعل خيراً وتذكّر يوماً يحضر فيه اليك مخبران، ليس للقاء الضابط ولكن للقاء ربّك ومن هنا أبدأ: هل تدرك عمان مرةً ثانيةً وثالثةً ورابعةً، أنّ من يسيطر على سورية(قلب الشرق وروحه)، يسيطر على الممر الإستراتيجي لجلّ الشرق الأوسط، وبالتالي يتحكم ويسيطر على كلّ أوراسيا العظمى وأسيا الوسطى؟ حيث الصراع في سورية وعلى سورية، هو صراع على الشرق وما بعد الشرق كلّه وقلبه سورية بنسقها السياسي وموردها البشري وديكتاتورية جغرافيتها، والفدرالية الروسية وبكين بجانب طهران وجلّ دول البريكس تدرك ذلك جيداً. إنّ لمفاعيل وتفاعلات الحدث السوري، إن لجهة العرضي منه، وان لجهة الرأسي منه، تداعيات عديدة عابرة ليس فقط لدول الجوار الإقليمي، بل للقارات التي تشكل المعمورة ككل. وبالرغم من عمق(سلال ومراوح)الأرهاب المدخل الى الداخل السوري، وما تتعرض له من غزو أجنبي، وان كان الأخير في جزء منه بلبوس محلي أو عربي، ومرور وقتاً طويلاً على اندلاع شراراتها، فانّ النسق السياسي السوري ما زال متماسك، إن لجهة التماسك المؤسساتي الدولاتي للجيش، وقوى المخابرات والأمن الداخلي، وان لجهة تماسك الكتلة البشرية في دمشق، وهذا وفّر له القدرة الأكثر والأكبر والأقدر والأفعل، لجهة الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة، ولجهة ضبط التفاعلات الداخلية وآثارها أيضا. في المعلومات، أنّ البلدربيرغ الأمريكي  يوجّه ويسعى وعبر دواعش البنتاغون الأمريكي، التروتسك الكردي الصهيوني ذات التفقيس الجديد بسراويل فضفاضة من فواقع الألوان، وعبر صعاليك عملائهم وبالتنسيق مع بيت الخبرة الأنجليز ومخابراتهم ذات الخبث الأمني والسياسي المقرون بالذكاء، فهم نتاجات الريف الأنجليزي، تساوقاً وتماثلاً مع الفرنسي والألماني العاشق للكردي التروتسكي الصهيوني المعولم، كجزء من العرق الألماني الآري، حيث الجميع يستثمر فيه ويربح تكتيكيّاً واستراتيجياً، ثم سرعان ما يتم التخلي عنه وتركه لمصيره، تماماً كما حدث مع كرد العراق، وكيف تم الأستثمار فيهم أمريكيّاً عبر هندسات ثعلب السياسة مستشار جنين الحكومة الأممية طويل العمر هنري كيسنجر، متموضعاً في استنزاف النسق السياسي السوري وحلفائه، من أجل الأحتفاظ بخصم اقليمي ضعيف، وادلب المراد لها أن تكون موصلاً سورياً (العمل جاري على تحريرها من الارهاب المعولم والجيش العربي السوري العقائدي، يدخل خان شيخون ويطهرها من رجس الشياطين)إلى فتح عمليات عسكرية مركبة عبر نموذج الحروب غير المتماثلة باتجاه الساحل السوري، وهي أعقد أنواع الحروب تدمج بين حروب العصابات وتكتيكات الحرب النظامية، باتجاه إيجاد منفذ بحري لمجتمعات الدواعش على المتوسط لضرب الوجود الروسي هناك، وعبر فتح جديد لمعارك في كسب، والأخيرة بمثابة قرم سورية، وعلى الجناح الآخر في مصر، عبر الوصول إلى داخل الدلتا في مصر، لإيجاد منفذ آخر لها هناك. حيث المؤشرات السياسية والأمنية والاقتصادية، لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الاستطلاعي الاقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة إلى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)الأمريكي، من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس إلاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة. كلّ هذا وذاك كي يصار لإعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والاجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية وارتباطاتها الوثيقة وبما يجري بالعراق المراد تقسيمه واحتلاله من جديد كعقيدة أمريكية نيتوية(الناتو يعود اليه، للعبث بايران)وما جرى ويجري باليمن، من عدوان سعودي أمريكي صهيوني بعض عربي معولم في التبعية والأنبطاح بالأربع، وارتباط كل ذلك بحوارات الأوروبي مع الأمريكي، وفرض الأول وبشكل أحادي لعقوبات على ايران، بسبب برنامجها الصاروخي، في محاولة لثني الايراني ومنعه من الأنسحاب من الأتفاق النووي بعد أن انسحبت منه أمريكا بشكل فردي، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية، وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية، فلم تعد معظم المجتمعات السورية المحلية ذات الكثافات السكانية العالية، ملاذات آمنة للقادمين من جهات الأرض الأربع ليصعدوا إلى السماء عبر تفاعلات ما يجري على الأرض السورية. ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع إلى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم إقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية – الكيان الصهيوني. هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم وإحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، تعاكس وتناقض ترسيمات لمحور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن لا تروق لأحد في العالم، حيث كانت في وقته، معركة القلمون السوري بمثابة بروفة عسكرية لمعركة السيطرة على الجليل في أي حرب قادمة مع “إسرائيل”. لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، إن لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى، وفي دخوله بعداً قوميا عظيماً تجاوز القطرية، وان لجهة القناة الإيرانية وحيوية الملاحة فيها، وبعد تدويل توقيع اتفاق إيران النووي حتى اللحظة رغم الانسحاب الامريكي الأحادي منه، حيث الصراع على الأولى(سورية)وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(إيران)-المستهدفة بالأصل- وللوصول إلى تسويات سياسية شاملة معها، وقد تبدو مراجعات جواد ظريف وزير الخارجية ومساعده عباس عراقشي مع بعض المسؤولين الفنيين الدوليين وخاصة مع الاوروبي، رغم نفاق الأخير وعدم ثقة الايراني به، لجلّ الملفات ذات العلاقة بالملف النووي وقد أينعت، ليصار الى هندسة صعوبة أممية في محاولات الأمريكي والصهيوني الغاء الأتفاق بشكل كلي، بالرغم من قولنا في السابق وفي حينه: أنّ عدم التوقيع فيه خطورة، ولكن توقيع الاتفاق أكثر وأشد خطورة، حيث سيكون جسر للتغلغل داخل مفاصل الدولة الإيرانية لتفجيرها من الداخل، واستبدال نظامها السياسي بنظام آخر انبطاحي تبعي، وشهدنا في الداخل الإيراني فتنة 2017 م التي أريد لها أن تكون ثورات برتقالية، ولكن تم افشالها وغيرها من المحاولات البائسة واليائسة. لم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو إقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى إلى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الإقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية السابق، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري – الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير إلى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي.

حلول الطرف الدولي محل الطرف الإقليمي(معسكر المتخاذلين العرب)ومحل الطرف المحلي اللبناني والمتمثل في قوى 14 آذار، كان وما زال سبباً رئيسياً في تحييد وإخراج الطرف المحلي اللبناني وتراجعه لصالح الجانب الأممي عبر عمليات إحلال صراعية سياسية، قد تكون جاءت نتيجة توافق بين الأطراف الثلاثة تأسيساً لمذهبيات جديدة عبر الوسائل الدبلوماسية الأميركية العنيفة، وتثوير القوى المعارضة ضد حلفاء حزب الله وداعميه، وأعني سوريا وإيران، حيث تم تثوير الشارع السوري عبر استثمارات هنا وهناك لاحتقاناته الشاملة، وإدخال زومبيات الطرف الخارجي وزومبيات أدوات الطرف الخارجي من بعض العرب، ومن جهات الأرض الأربع إلى الداخل السوري وما زال، فكانت القاعدة حيث تم إعادة تشكيلها من جديد وعبر مسمى جبهة النصرة، والعمل جاري على سورنة جبهة النصرة وإظهارها بالفصيل المعتدل، وعبر ما يسمى بجبهة تحرير الشام، والتي هي نتاج تفاهمات تركية قطرية وسعودية، وهذا دليل صحة في هذا السياق السياسي والاستخباري العام، وظهر قبلها ما سمّي بجيش الفتح، وقبل الاخير ما يسمى بالجيش الحر، والذي سرعان ما تلاشى، ويصار الى احيائه من جديد عبر ذات الأسم أو مسميات أخرى، وكانت داعش، ثم حاشا، ليصار إلى إجلاس ممثلين عنها وعن ما يسمى بجيش الأسلام الوهابي العفن(جبهة النصرة، نصرة لإسرائيل الصهيونية العدوة)في جنيفات قادمة إن عقدت، كأداة سعودية تضيف أوراق سياسية للرياض كضمانات لاستمرار نسقها، ودفع انتقام سوري روسي منها، وتلغي أخرى من يد الدولة الوطنية السورية. وانّ دلّ هذا على شيء، فانّه يدل على أنّ هناك، مذهبيات أممية جديدة تتشكل، إزاء التعامل مع حزب الله اللبناني وعلاقاته الإقليمية والدولية الأخرى، ذات  الصلات القوية والنوعية، بمجمل المصالح المشتركة في الشرق الأوسط. قد يكون هذا الأسلوب والمنهجية الجديدة في التعامل، عائد إلى إدراك نوعي وعميق في مؤسسة مجلس الأمن القومي الأميركي، مع تقاطعات لأدراكات سياسية وأمنية وفكرية إستراتيجية لدى الأسرائليين، أنّ أسلوب المواجهات العسكرية مع حزب الله اللبناني، بات محفوفاً بالمخاطر وبالتكلفة السياسية والأمنية والبشرية باهظة الأثمان للخسائر التي سوف يتعرض لها سكّان الدولة العبرية – الكيان الصهيوني، ومؤسسات دولتهم التي لم تلتئم جروحها بعد من نتائج حرب تموز2006 م وتداعياتها،  فأصبح الخيار المفضّل لهم وللجميع، خيار أسلوب مذهبية المواجهات الدبلوماسية الأستخباراتية الشاملة الأممية – الأميركية – على شاكلة حرب عصابات استخباراتية مافاويّه تفجيريّه لساحات قويّه وضعيفة، وتحويل الصراع العربي – الإسرائيلي، إلى صراع ديني مذهبي طائفي عرقي اثني بين السنّة والشيعة عبر الحدث السوري، واشتراكات حزب الله العسكرية فيه، مع جهد أمريكي متزامن وحثيث وعروض جديّة للغاية من الجانب الأمريكي، للوصول إلى ما يسمى باتفاق إطار(هو ذاته صفقة القرن عبر مسمىيات لغايات المراوغات والتمويه)لحل جلّ الصراع العربي – الإسرائيلي بعد تقزيمه إلى الصراع على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي، جوهر وخطورة الدور الأمريكي الحالي هو الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، بجانب تأجيل موضوعات الحل النهائي والتي تشمل القدس المحتلة(نقل السفارة الأمريكية اليها، وهذا الغاء لحل الدولتين)واللاجئين والنازحين وحق العودة والتعويض لهم والحدود والمياه والمستوطنات وما يستجد لاحقاً(تخوفاتنا، تخوفات ليست هوائية، وهي مؤشر على أن كل شيء يحاك بليل لعمّان وللنظام ورأسه الملك، وللنسق السياسي وللديمغرافيا والجغرافيا الأردنية). وفي هذا السياق تتحدث المعلومات أنّ بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى حرب جديدة على غزّة ومناوشات عسكرية عميقة في الضفة الغربية المحتلة، للهروب من عروض جديّة تقدم له سراً، رغم أنّها لصالح الطرف الإسرائيلي وعلى حساب الطرف الفلسطيني والأردني، كونه غير متأكد من عودته الى الحكم من جديد في الانتخابات المبكرة في الشهر القادم، بسبب قضايا فساده وزوجته، وتحقيقات الشرطة الصهيونية معهما، بالرغم من عروض الأمريكي البلدربيرغي وزمرته من العرب الصهاينة، والمسلمين الصهاينة والأمريكان الصهاينة واليهود الصهاينة له ولليمين الاسرائيلي، مع التأكيد انّه لن يلجأ إلى هذا الخيار إلاّ إذا كان متأكداً من أنّ ذلك من شأنه أن يعزّز وجوده داخل مفاصل المجتمع الإسرائيلي الصهيوني، وهو يستخدم الأزمة عبر اختلاقها كأسلوب إدارة للأزمة نفسها وهذه صفة متجذرة في بنيامين نتنياهو – بيبي – عطا الله(الترجمة العربية لأسمه). وكون الكيان العبري – الكيان الصهيوني، صار طرفاً ثانوياً فرعياً، ضمن مذهبية أممية – أميركية جديدة، لجهة التعاطي مع ملف حزب الله وعلاقته بجل الحدث السوري، ودبلوماسية هذا الكيان العبري – الصهيوني تعاني، من جل أخطاء وأمراض دبلوماسية على رأسها وجود المتطرفون، مما زاد من انكشافات سياسية وأمنية فاقمت من انعدام المصداقية – الدبلوماسية الأسرائلية، بسبب تحدي إسرائيل السافر للقانون الدولي الإنساني، وما تعرضت له من إدانات أممية متكررة، لذلك المخرج الإسرائيلي سيكون من خلال توظيف الدبلوماسية – الأمنية – الأميركية الجديدة، مع ملف حزب الله وملفات أخرى مرتبطة به، رافعة حقيقية وقوية يستخدمها العبريون الصهيونيون الجدد بالتعاون مع الصهاينة من العرب والمسلمين، لاستخدامها في تفعيل المواجهات الدبلوماسية النوعية الجديدة، ضد الحزب وكوادره وبرامجه لجهة الداخل اللبناني، وان لجهة جواره العربي، وان لجهة جواره الإقليمي وملاذاته الدولية الأخرى، وكذلك الحال ضد سوريا وإيران وضد تركيا لاحقاً. وتتحدث تقارير مخابرات دولية، أنّ هذه المذهبية الدبلوماسية الأستخبارية والمنهج الجديد، في التعامل والتعاطي مع تحدي حزب الله اللبناني، من خلال مواجهات فوق دبلوماسية، مع كل من ايران عبر اتفاقها النووي وسوريا( حرب عسكرية غير نظامية، قد تتحول الى نظامية، في حال أن حدثت المواجهة العسكرية الروسية الأمريكية على الأرض السورية)وحتّى تركيا لاحقاً، قد تتمثل عبر تفعيل عمليات سريّة مخابراتية عالية الجودة، من حيث الهدف النوعي والنتائج ضد الحزب وكوادره وحلفائه، في الداخل والخارج اللبناني، من جمع المعلومات الأستخبارية ودعم خصوم الحزب، ودفعهم باتجاه اشراكهم وتخطيطهم لتنفيذ العمليات السريّة، لأضعافه وإعادة إنتاج للساحة السياسية اللبنانية عبر إشعالها من جديد، وما يجري في سوريا هي نتاج لتلك العمليات الأستخباراتية التي تستهدف الفيحاء واستقرارها، ولتداعياتها آثار كبيره على المنطقة واستقرارها. وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة، والتي تشمل الأدوات الاقتصادية عبر تقديم الدعم المالي لأعداء الحزب، وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً، بتفعيل الوسائط العسكرية، مع استخدامات الأدوات الإعلامية، ذات حملات بروبوغندا اتصالية ذات مهنية عالية الدقة، كي يؤدي كل ذلك إلى خلق رأي عام لبناني وعربي وإقليمي ودولي، معادي ومناهض لوجود حزب الله اللبناني، ولوجود النسق السياسي السوري بعقيدته ومذهبيته المعادية للكيان الصهيوني. المذهبية الدبلوماسية الأمنية السياسية الأممية الأميركية الجديدة، ذات الأدوات الأنف ذكرها، ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة، لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات، الاستقطاب وإعادة الاصطفاف السياسي في لبنان خاصةً وفي المنطقة عامةً، كي يتم إعادة إنتاج مجتمع، تحالفات سياسية واسعة النطاق، لجهة المنطقة والداخل اللبناني ومحيطه ضد الحزب المقاوم وضد كل من سوريا وإيران، وتركيا لاحقاً بعد التوصل لتفاهمات مع جلّ الأطراف الدولية والإقليمية. واشنطن وعبر المذهبية الأنف شرحها، تقر أنّ في عمليات الاستهداف النشط ضد الحزب وكوادره ومنهجه، سيكون هناك دور مهم لكل من ديفيد شينكر والسيد جيفري فيلتمان وديفيد هيل ودينس روس وغيرهم، خاصةً مع وجود جنرال (حربائي)على رأس المجمّع الفدرالي الأمني الأستخباري بدلاً من دان كوتس الذي يغادر منصبه، حيث يتفهم دان كوتس وبديله الجديد ما سيصله من تقارير ديفيد وجيفري وديفيد هيل وروس وكافة مدراء المحطات الأستخباراتية الأمريكية في الساحات العربية وخاصةً الساحة الأردنية والمصرية ورام الله وغزّة المحتلتين، والتي ستكون متطابقة حتّى في الفواصل وعلامات الترقيم، مع ما يتم تسريبه لهما من شبكات المخابرات الإسرائيلية  – الموساد،الشاباك، وحدة آمان، لجهة ملفات: حزب الله، الملف السوري، الملف الإيراني، الملف التركي لاحقاً، وديموغرافيات وملفات الساحات السياسية الأردنية والفلسطينية والعربية الأخرى بما فيها الخليجيه. من جانب آخر معلوماتي، لمخابرات إقليمية ودولية تفيد، أنّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير، كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية لاستهداف حزب الله عبر استهداف سوريا، مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ ايران الجنوبية. كما تذهب المعلومات، أنّه تم تعميق الاتفاق والتفاهم الموقع ومنذ سنوات، وضمن محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة، على أن يتم ربط الرادارات الأميركية المنصوبة، والأخرى المراد نصبها أو يجري العمل الآن على نصبها في مناطق الخليج بالرادارات العبرية، حيث واشنطن ضغطت باتجاه، ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب، كما تم الاتفاق والتفاهم على نشر غوّاصات نووية اسرائلية، ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية، الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان وشواطئ ايران الجنوبية، كل ذلك يتعمّق الان بوجود مايك بوميو وزيراً للخارجية، وجينا هاسبيل مديرة للسي أي ايه وجون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي والذي هو ايضاً في طريقه الى مغادرة موقعه. وهنا لا بدّ من التنويه إلى مسألة في غاية الأهمية، تتمثل في سعي متواصل وحثيث لأميركا، في توظيف الاتفاقية الخاصة والمتعلقة بأنشطة التجسس والاستطلاع، بين خمسة عشر دولة من أعضاء حلف الناتو، والتي وقّعت قبل أكثر من ثمانية أعوام، في قاعدة عسكرية ايطالية تابعة لحلف الناتو، كي تخدم تلك الاتفاقية المذهبية الدبلوماسية الأمنية الأميركية الجديدة، إزاء ملفات الشرق الأوسط وخاصةً ملف حزب الله، وملفي سوريا وإيران إضافة للملف التركي لاحقاً، رغم أنّ أنقرة عضو في حلف الناتو إلاّ أنّها ليست عضواً في تلك الاتفاقية، ولا علاقة لها بمذكرات التفاهم المخابراتي – الأمنية ذات العلاقة والصلة بها، ومن هنا تقول المعلومات أن هناك زيارات غير معلنة لمسؤولين ايطاليين إلى طهران تبحث ذلك، تندرج أيضاً ضمن بحث استهدافات قاعدة التجسس تلك واتفاقيتها، وفي هذا السياق هناك معلومات شبه مؤكدة لزيارة قريبة جدّاً لرئيس الوزراء الايطالي الحالي لإيران يرافقه فيها رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الايطالي. وبالرغم أن تركيا تقع ضمن المجال الحيوي، للقيادة العسكرية الجنوبية للناتو، إلاّ أنّه وبسبب الأدوار التركية الجديدة المؤيدة، والمواقف السياسية لأنقرة والتي تتساوق تماثلاً، مع تطلعات ورؤى محور واشنطن – تل أبيب، فانّ تركيا نفسها ستكون ضمن نقاط الاستهداف، لعمل قاعدة التجسسة الاستطلاعية الايطالية، إلى جانب حزب الله، وسوريا، وإيران، والعراق وباكستان، وأفغانستان، وآسيا الوسطى، والقوقاز الشمالي والجنوبي، بحيث يمهد ذلك إلى وضع خارطة نطاق توسعية جديدة، للعمليات السريّة الأميركية – الأسرائلية ضد سوريا، وإيران، وحزب الله، وتركيا لاحقاً وعبر قنوات ونوافذ حلف الناتو،  بالرغم من أنّ سمة التعاون المتفاقم طاغية على، مشهد العلاقات التركية – الأميركية – الأسرائلية، مقابل سمة الصراع والتفكير الاستراتيجي طاغية على، مشهد العلاقات التركية – السورية – الإيرانية، إلا أنّ تركيا الشعب والنسق السياسي مستهدفة أمريكياً وإسرائيليا. حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وعبر أرودوغان، دخل نفق التفاهمات الشاملة والعميقة والمتدرجة، باشتباك دبلوماسي ومخابراتي استخباراتي عنيف على الصراع في سوريا وعليها، مع توفير ملاذات آمنه لسلال الأرهاب المعولم، اعتقدت أنقرة لفترة أنّها تستطيع التحكم بمستويات انخراطها مع الأمريكان في الحدث السوري، وعلى خارطة الدعم السياسي والمعنوي له والشبه العسكري إلى حد ما، وقد تكون تركيا سورية ثانية لجهة الحدث الاحتجاجي السوري، بعد توريطها وتورطها في الشمال السوري في العدوان على عفرين ومنبج وجلّ الشمال السوري والشمال الشرقي. هذا وقد جاءت مذكرات التفاهم الخاصّة الأخيرة، والمتعلقة بتلك الاتفاقية والموقعة بين الدول الخمسة عشر الأعضاء، بمثابة تحفيز وتفعيل مفاعيل غير معروفة للعامة في تلك الاتفاقية المبهمة، ودفعها باتجاه تعزيز قدرات واشنطن المختلفة، وتوظيف موارد الحلف الأطلسي المخابراتية – الأستخبارية – الاستطلاعية، وجمع شتّى المعلومات والتخمينات والتقديرات، لجهة عمله في المشهد الأفغاني، والمشهد العراقي، مشهد إقليم كردستان العراق، واحتمالات تورطه – حلف الناتو – المتوقع، في القوقاز وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وهذا ما ترنو إليه “إسرائيل” لإدخال وخلق أدوار للناتو قادمة، في ثنايا وخلفية مشهد الصراع العربي – الإسرائيلي عبر خلط الأوراق ومنهج التأزم، عبر الذهاب من جديد لحروب في الداخل الفلسطيني المحتل، وفي المنطقة وعلى سورية ولبنان، للخلط والهروب من ضغوط واستحقاقات باتت ضرورة.

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

هاتف: 

منزل \ عمان : 5674111  

خلوي:0795615721

سما الروسان في 18 آب لعام 2019 م.

     

قد يعجبك ايضا