الأسطوانة المشروخة..لمختار سلطة الإحتلال في رام الله بمسمى تهديدات بإلغاء الاتفاقيات..

 




إضاءات+ فلسطين اليوم

الأردن العربي – إضاءات – الأحد 28/7/2019 م …

لا أمل ولا رجاء ممن فاوض الإحتلال لعقود, وأضاع ما تبقى من أرض بالرغم من قلة ما تبقى, بل تسبب بتدمير منازل الفلسطينيين ومصادرة اراضيهم, فمن يرتضي المذلة والهوان نهجاً وممارسةً فلا  أمل ولا رجاء منه ولا يُعول عليه.

قلل محللان سياسيان من قيمة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي أعلن خلالها وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرينَّ إلى أنَّ التصريحات لا تعدو كونها «حبر على ورق».

وأوضح المحللان السياسيان أن التقليل من قيمة تصريحات عباس ومن إمكانية انتقالها من منطقة القول إلى الفعل ناتج عن أسبابٍ منطقية، وهي أن السلطة بقيادة عباس هددت في أكثر من مرة بوقف وتجميد الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي ولم ينفذ أي منها على أرض الواقع، إضافة إلى أنَّ عباس لم يهيئ الحالة الفلسطينية لاتخاذ مثل تلك الخطوان، إذا كان المفترض لو صدقت نوايا الرئيس عباس أن يستعيد الوحدة، وأن يترك العنان للمقاومة في الضفة، والاتفاق على استراتيجية موحدة لاتخاذ تدابير وطنية للمرحلة التي ستعقب ذلك القرار، لافتين إلى أن عدم تهيئة البنية الوطنية لقراره وعدم تنفيذه لتصريحات سابقة من “ذات الطراز” تشير بشكل واضح أن عباس لا يرغب بإخراج التصريح من منطقة القول إلى منطقة الفعل.

كلاكيت جديد

الكاتب والمحلل السياسي عبدالستار قاسم أوضح أن رئيس السلطة محمود عباس أعلن في أكثر من مرة عن نيته وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، غير أنه لم ينفذ على ارض الواقع أي قرار يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المجلس المركزي اتخذ قراراً واضحاً بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني لكن ذلك لم يحصل.

ويرى قاسم أنَّ تصريحات عباس دون “رصيد سياسي” لأسباب عديدة، أولها أنه لم يستبق قرارته بسلسلة من الإجراءات الوطنية التي يتوجب عليه اتخاذها قبل تنفيذ تلك القرارات منها تهيئة “البنية التحتية” الوطنية، وإصلاح النظام السياسي، مثل (تغيير التحالفات في المنطقة، تغيير التركيبة السياسية في الضفة المحتلة، وضع خطط الاعتماد على الذات من جميع النواحي)، وذلك للتحضير للمنحى السياسي الجديد، غير انه يرى أنها لا توجد نوايا حقيقة لدى السلطة بوقف وتجميد الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبين قاسم أن التصريح الصادر عن السلطة يتضمن كلمة (وقف) وليس (الغاء) أي انه قد يعود (إن نفذ تهديداته) في أي لحظة منتظرة للعودة إلى الاتفاقيات، مشيراً إلى أنَّ قد يعتبر التنسيق الأمني تفاهماً وبرتوكول وليس اتفاقاً.

وذكر أنَّ التهديدات التي أطلقها عباس لا تتضمن سحب الاعتراف بإسرائيل، والتنسيق الأمني، لافتاً إلى أن تصريحاته مبهمة وحمالة أوجه، مشيراً إلى أن التصريحات قد تصدق إذا ما شاهدنا تغيراً في الأداء السياسي والميداني في الضفة المحتلة.

ورأى قاسم أن الهدف من تصريحات عباس بوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال هي إشارة منه إلى إلى الولايات المتحدة ان السلطة قادرة على عرقلة التصورات الامريكية للالتفات إليها والعودة إلى الحالة السياسية التي سبقت توتر العلاقات بين واشنطن والسلطة، إضافة إلى أن هدف التصريحات امتصاص غضب الشارع الفلسطيني جراء ما حصل في صور باهر في القدس المحتلة.

ذر للرماد في العيون

واتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع سابقه في أن السلطة “غير جادة” في تنفيذ تهديداتها ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتساءل الصواف، هل يريد عباس أن يوقف كل الاتفاقيات؟!، ما هي الاتفاقيات التي يريد وقف العمل بها؟!، هل يريد وقف أوسلو؟!، هل يريد سحب الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي؟!، هل سيوقف التنسيق الأمني؟!، ما هو الحد الزمني لتطبيق الاتفاقيات؟!، مشيراً إلى أن تلك التساؤلات بحاجة إلى إجابة واضحة ودقيقة وحازمة، لافتاً إلى أنَّ التصريح بشكل ضمني وبلغة حمالة أوجه يشي بأن السلطة وقياداتها لا تود تنفيذ تلك التهديدات.

ويرى الصواف ان قرار الرئيس محمود عباس كغيره من القرارات التي اتخذت ولم ترَ النور، مشيراً إلى ان القول يصدقه العمل، لافتاً إلى أن ممارسات محمود عباس وقيادات السلطة لا تشي بأنهم سينفذون مثل تلك القرارات.

وذكر أن قراراً بهذا المستوى إن كانت هناك نوايا حقيقة من قبل السلطة للتخلص من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية وعلى رأسها استعادة الوحدة الفلسطينية، وتأهيل الحالة الوطنية في الضفة ورفع العراقيل امام مقاومة الاحتلال في تلك المناطق، مشيراً إلى أن القرار بحاجة إلى جهد الكل الفلسطيني وليس السلطة وحدها.

ويرى الصواف أنَّ خطوة عباس ذر للرماد في العيون ليس أكثر، وهي رسالة موجهة للاحتلال الإسرائيلي أن السلطة قد تتخذ قرارات صعبة -وإن كان في باطن الأمر لا تستطيع أو لا تود ذلك- لحث الاحتلال على العودة إلى مسار التفاوض.

شارك

قد يعجبك ايضا