جيش النّائبات “المُلوّنات” الأربع سيهزِم ترامب وكُل العنصريين من أمثاله وسيُغيّر النظام الأمريكي.. نضالهنّ المُشرّف وشجاعتهنّ وصلابتهنّ تُقدّم درسًا لكُل الذين يقِفون في خندق هذا الرئيس الأحمَق.. ولا نستثنِي العرب الذين يدعمونه بمِئات المِليارات

الأردن العربي – الأحد 21/7/2019 م …




لم نُفاجأ بالتّصريحات العُنصريّة المُشينة وغير المسبوقة التي أدلى بها الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، وتطاول فيها على أربع عُضوات في الكونغرس من أصولٍ عربيّةٍ وإفريقيّة وإسلاميّة، واتّهمهن بمُعاداة أمريكا، وطالبهنّ بالعودة إلى بُلدانهن الأصليّة، فهذا الرجل عُنصري نازي، أحمق، ما كان يجب أن يكون رئيسًا لدولةٍ تدّعي أنّها تتزعّم العامل الحُر، وترفع المُساواة في الفُرص والأعراق شعارًا، وتُرسل جُيوشها لاحتلال دول وتغيير أنظمة مُتستّرة خلف هذه الشّعارات الزّائفة.

صحيح أنّ هُناك حملة تنديد واسعة من قبَل نوّاب وأعضاء في الكونغرس بل وبعض الزّعماء الغربيين البيض بمِثل هذه التّصريحات العنصريّة، ولكنّها لا تكفي لأنّ هذا الرجل، ومع بِدء الحمَلات الانتخابيّة الرئاسيّة يُريد تعبئة أقرانه من العُنصريين البيض وتحريضهم ضد الأعراق الأمريكيّة الأخرى غير البيضاء، وإحياء السّياسات المكارثيّة العدوانيّة، والفصل العنصري في الولايات المتحدة مثلما كان عليه الحال حتى أواسط القرن الماضي عندما كان محظورًا على المُواطنين من أصولٍ إفريقيّة استخدام الحافِلات نفسها التي يستقلّها البيض، إنّه وباء خطير يجب أن لا يستمرّ في منصبه.

عُضوات الكونغرس الأربع ألكسندرا أوكاسيا (نيويورك)، رشيدة طيليب (ميتشيغن)، إلهان عمر (مينيسوتا)، أيانا بريسلي (ماشوشيتس)، يُشكّلن وحدَهن جيشًا من الأحرار ويتصدين لهذا العُنصري وبذاءاتِه وسقطاته العنصريّة، ويُسقطن القِناع عن وجوه كُل الداعمين البيض الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض، ويتساوين في هذا المِضمار مع كُل المُناضلين الشّرفاء ضِد التّمييز العُنصري في بلدهن مِثل القس مارتن لوثر كنغ.

ترامب وطابوره العنصريّ لن ينجح في إسكات صوت هؤلاء المُناضلات وغيرهن، بل هُنّ اللواتي سيُسكتن أصواته وأمثاله، ويُغلقن أفواههم الموبوء بالعَفن العُنصري البَغيض تمهيدًا لترسيخ قيَم التّعايش والمُساواة.

أمريكا لم تكُن بيضاء حتى يُحاول ترامب وغيره الحِفاظ على جيناتها القوميّة البيضاء، وكانت وستظَل لكُل الأعراق والألوان، وإذا كان هُناك من يستحق الرّحيل فهو ترامب لا غيره.

هذا الرجل الذي يُحرّض على الكراهية والعنصريّة، ويستخدم منصبه للتّعبئة ضد كُل ما هو غير أبيض، يُعاني من “عُقدة” أوباما المُثقّف المُتعلّم والمُؤهّل، ولهذا يصُب جام غضبه على المَكسيكيين والمُسلمين، والمُهاجرين من أمريكا اللاتينيّة، انطِلاقًا من هذه العُقدة، ويُريد أن يُحوّل أمريكا، وفي القرن الواحد والعشرين إلى دولةٍ للمُهاجرين البيض القادِمين من النرويج والسويد وأوروبا الغربيّة، مُتناسيًا عمدًا مجازر الإبادة التي ارتَكبها أجداده في حق المُواطنين الأصليين من الهُنود الحُمر.

ترامب يتبنّى شِعارات الصهيونيّة النازيّة التي تنفي وجود أهل البِلاد الأصليين، وتدّعي أنّ فِلسطين كانت خالية من السكّان قبل أن يغزوها اليهود ولهذا أصدروا قانون القوميّة العنصري، ولهذا يُدافع عن إسرائيل ويتبنّى جرائم الإبادة والتّطهير العِرقي التي يُمارسها في حق العرب والمُسلمين، وأصحاب الأرض الفِلسطينيين، ويُوظّف القوّة الأمريكيّة العُظمى في خدمةِ هذه السياسات النازيّة.

تستحق النائبات الأربع اللواتي علّقن الجرس، وتصدّين لهذا الوحش العنصري الجاهل الأحمق كُل التقدير والاحترام، وسيدخلن التاريخ كرائدات في الدفاع عن قيم العدالة والمُساواة في بلدٍ انحرف رئيسها وبعض مُؤيّديه النازيين عنها.

هؤلاء العُضوات الأربع يُمثّلن مِليارات الشرفاء في القارات الخمس لما يتّسمن به من شجاعةٍ وجُرأةٍ، ويمكن أن يخسرن حياتهن انتصارًا للقيم التي يُؤمنّ بها ويُقاتلن من أجلها.

انتماء النائبات الأربع لأمريكا أقوى من انتماء ترامب وكل العنصريين البيض الذين يُريدون فوزه لولاية ثانية، لأنّهن يُدافعن عن المُساواة وأمن أمريكا واستقرارها، وتجنيبها الحُروب الأهليّة، وهذا ما يعجز ترامب عن فهمه لغبائه الذي يجمع عليه الملايين.

نحنُ في هذه الصحيفة نقِف في خندقهن وكُل الشرفاء من أمثالهن، لأنّهن يمثّلن الحق والانتصار لقضاياه العادلة، والحُقوق المُتساوية، فَتَحيّةً لهنّ، ونشعُر بالألم، بل والحنق والغضب، من بعض الحُكومات العربيّة التي تتباهى بدعم هذا الرئيس العُنصري المُعادي للعرب والمُسلمين، والمُنحاز للعنصريّة الإسرائيليّة، ويُقدّمون له مِئات المليارات لدعمه وداعميه البِيض الكارِهين لكُل ما هو عربيّ ومُسلم.

قد يعجبك ايضا