كلمة الرفيق المناضل  سالم صويص في المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت 

نتيجة بحث الصور عن سالم صويص

الأردن العربي – الخميس 4/7/2019 م …




يقولون أن عيون فلسطيننا حزينة ، وقلوب بعض امة العرب وجلة وعقولهم قلقة .

مساء الخير ، للمدركين بأن كل فلسطين ، من البحر حتى اول النهر ما تزال محتلة .

سلام للذين ان تآمر عليهم معسكر الاعداء لم يخنهم عزمهم ، وان افسد المتصهينون الجدد من العرب  ، بعض مفردات واقع الامة ومستقبل احلامها  ، اصلحوا إتجاه الرمي .

وللمؤمنين بأن الحياد في هذا الصراع خيانة ، وان الصمت فيه تواطئا .  فتوضؤا بطهر القوة ، وبرجولة يحاصرون أبالسة اليأس  وشياطين التيئيس والاحباط والقنوط ، للالتفاف على ما تبقى من ثقافة المقاومة ، وعلى ثقافة على الذين بصدق عاهدوا الله والوطن وأهلهم ، ولم يتخلوا عن راياتهم   ولم  تسقط  بعد .

طوبى ، لمن يقاتلون عدوهم المحتل  مع كل صلاة ، وعند الليل بالأكفان يعودون ابطالا شهداء .

وطوبى لمن لا زالوا يؤمنون ، بأن  لا أمن ولا أمان لبلد عربي  ولا مستقبل له ، ان لم تكن فلسطين ، كل فلسطين محررة .

ايها الاخوات والاخوة

كثيرة هي التلاهي في حياة امة العرب وفلسطين منها بالطبع . فمع اروع صور الصمود والبطولة في فلسطين ، يتسلى البعض بروايات وتخمينات تتقافر هنا وهناك ، عن صفقة القرن وتوابعها وادواتها وجداولها الزمنية . وكأن الامر مولود عشوائي طارئ .

نحن هنا اليوم ، لا لاجترار التخمينات وندب الحظ ، كايتام اوسلو ولقطاء كامب ديفيد ووادي عربة . بل لنستخلص العبر التي تحرس ينابيع الغضب العربي ، وشحن العزم القوي حتى يسطع . بعد ان بات واقع الامة مثقلا بتفاصيل  ، ما بات يعرف بالنضال الزاني ، والنضال المشرشح ، والنضال الحارس لأمن العدو، المتلطي خلف اتفاقيات متواطئة مذعنة ولدت ميتة .

واقع الامة هو نتاج جدل ما بين الضعف المفروض ، والتواطئ المتخاذل الباحث عن تحسين شروط الاحتلال وتخفيف عذاباته فقط ، وارادات نضالية كامنة ، دعائمها : عناوين سياسية تصرعلى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني ، وامل بالنصر بالعلم يؤسس ، وبالعمل الجماعي والمتكامل يخطط ويبرمج .

ايها الاخوات والاخوة

لنؤسس لفهم مشترك واضج للواقع وقضاياة والاهداف المرحلية القادمة ، لا بد من مطاردة الشياطين المتصهينة ، الذين يبيعون بخبث وهما عدميا . إن مجابهة التزييف والتمويه تستدعي تكثيف العمل من اجل ثقافة تنويرية ، تسشرف ما هو آت عبر ما هو حاضر . ومن ثم اعادة هيكلة ثقافية سياسية واعداد مجتمع الصمود والمجابهة .

المواجهات مع ألعدو مستمرة وإن لم تَرْتَق بعدُ ، إلى سوية الصراع الوجودي الشمولي معه . قد تخبو جذوة بعض صورها حينا ، وتبقى جمرا تحت رماد ، وقد يتقد بعضها ليغدو بركانا . طُرُق وأدوات المواجهات الشعبية ، والمجابهات ألفردية والجماعية ، مع ألمحتل والموالين له ، نظام حياة في فلسطين المحتلة . قائم على حراك نضالي شعبي يومي . وليست مجرد كلام أو إسقاط رغبوي على الواقع ، كما يحاول البعض ان يقول . 

لا العدو الصهيوني ، ولا المتصهينين العرب من غبار . ولا ألصراع معهم أضغاث وهَمْ . بل مخططات العدو شمولية طويلة الأمد من اجل :

– خلخلة حياة الفلسطيني ، المُحاصَرُ بالإحتلال وهزائم الآخرين .

– لإقتلاع من لم يتم إقتلاعه من أرضه حتى الآن . ونفيه بعيدا عن فلسطين .

المشهد الواقعي في كل فلسطين ، مثقل بالكثير من أسباب القهر اليومي ، المولدة لمكابدات تفيض عن قدرة الفلسطيني على التحمل . ومدجج برفض فلسطيني سلبي ، أوفعل مادي مقاوم ، للإنعتاق من قيود تلك المكابدات .

الثابت الوحيد في هذا الصراع ألذي لا يمكن تجنبه ، هو ألرؤية الإستراتيجية لطرفيه . فهو صراع وجودي بكل معاني الكلمة . وأن أحد أهم ممراته ألإجبارية ، هو الديمغرافيا الفلسطينية ، كمحرك أساس لكوابيس العدو ، وأمل متحرك لأهل فلسطين . في الفضاء الديمغرافي ونطاقاته ، تتمدد فوبيا المحتل . فيشهد عالم اليقظة الفلسطيني ، وجعا وجوديا ومعيشيا ، أعمق من حرب باردة ، وأشرس من حرب عسكرية . تنويعات المكابدة ليست كوابيس خيال ، وليست عابرة أو آنية أو أحادية البعد . بل مقيمة وفي لجتها تتشكل ، حياة الفلسطيني فوق ترابه أو في منافيه . وبالتالي ، فإن الحديث عن مواجات مع العدو ، ليس مجرد كلام رغبوي عابث . يوميا ، تتعاظم المحفزات لتطوير المواجهات ، الى إنتفاضة شاملة ، تُحْدِث تغييرات حياتية قصيرة المدى ، أو إستراتيجية في الصراع الوجودي مع العدو.

بالضرورة  لينجح أي عمل ، مطلق عمل ، في تحقيق التغيير المرتجى ، لا بد له من مرتكزات وعناصر أساسية متكاملة . تَقيهِ من الإنحراف والتشظي والضياع . في مقدمتها الرؤى ، البرامج ، الأولويات ، الأدوات ، المواقيت والقيادة الموحدة المخلصة . القادرة على تأطير جميع القوى الحية في معسكرها ، وفق أحدث ما في علوم الصراع ، من أسباب وأدوات الحشد والتعبئة . وتعظيم ثقة حواضنها بها ، بان العمل المنوي ، خالص لإحداث تغيير إيجابي في حياتهم .

ومع هذا ، فإن من المبكر الحديث عن إنتفاضة نمطية الأوصاف او حرب شعبية قادرة ومستدامة ، جاهزة وصالحة .لأن عنصر القيادة الموحدة غائب ومغيب ، عمدا بالهيمنة والإختطاف والعجز والوهم والتواطئ . أرامل أوسلو وأيتامهم ولقطائهم ، منهارون وبلا ورق توت . ليسوا في وارد التصعيد ، ولا هم بقادرين عليه ، وغير مسموح لهم به . منظومات المصالح التي تكونت مع اوسلو ، تخشى حلول قوى جديدة مكانها ، والقوى الأخرى لا تشكل بديلا على الإطلاق ، لأنها فعليا غائبة بالشلل المُقْعِد ، أو بالتخدير المُنَوِّم . القوى النضالية الرئيسة منها ، مُغَيَّبٌة قسرا بالتدجين ، وإختطاف المنصات . و بالإستنزاف والترهل والعجز ، غائبة بالإختيارعن الفعل اليومي المتصل . والتجمعات السياسية الأخرى ، إما طفيليات شكلية كسيحة ، أومجرد هلام لزج من الشعارات ، أوغبار أمجاد مضت ، او قناصة مكاسب ومناصب . زد على ذلك ، خيبات أمل متعاقبة لدى الناس ، مما جرى ومما يجري .

صحيح ، أن هناك الكثير من المحبطات والمصاعب والنواقص ، ولكن المحفز الضخم لإنتفاضة دائم الوجود وحَرَاق . ، كأمَلِ الجبارين ، دائم الإتقاد ، فهو رغم هوان الأمة وتشظيها ، في اي لحظة ، قد يقلب التوقعات كلها . وتتسع المواجهات ، وتتصاعد عسكريا . فليس هناك ما يخسره الجبارون المستعدون دائما لخوض انتفاصة جديدة ، فليس لهم بديل عن النصر إلا النصر . وهو رغم كل الخيبات في الأفق .

ثقوا ايها الاخوات والاخوة ، أن قراءة فناجين القهوة السياسية وضرب الودع ، لا يجدي شيئا ، لفهم الشعوب وهباتها .

اتمنى لكم التوفيق في شق طريق يقربنا من هدف تحرير فلسطين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يعجبك ايضا