اتحاد علماءالشام …و العلامة احمد حسون / عبد الحفيظ ابوقاعود

     عبد الحفيظ ابوقاعود ( الأردن ) الأحد 30/6/2019 م …




الحالة العامة  والزمن الراهن في بلاد العرب والمسلمين خاصة ،ليس فيهما من السعادة أوالبهجة شيء يذكر رغم لما يكتنفهما من صراعات وفوضى وموت ودمار ، إلا أن المرء ويا سبحان الله يسعد بالكلمة الطيبة . فنسمات الحق والذمة الصافية تنبعث منها وتشق طريقها إلى القلب بهدوء وتستقر بين الضلوع .

لقد سعدت وكثيرون مثلي بالكلمات الطيبة التي تصدر عن سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية العلامة سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون في اللقاءات الاعلامية والمؤتمرات العلمية داخل سورية وخارجها.

ولكم كنا قد سعدنا  جميعا بمشاهدته والاستماع إليه على الشاشات السورية الوطنية والفضاء المفتوح المقاومة ، وأدهشنا إقتداره العجيب على نشر روح التسامح والمحبة بين الناس .

لاننا في كل مرة نشاهد سماحة الشيخ  ونستمع إليه نشعر ؛ إننا إمام نهر من المروءة الصافية والأريحيات الجميلة ، ونشهد انه عالم فقيه وحكيم واسع النظرة بعيد المرامي وله قدرة فعالة على التوجيه ونشر مبادئ ورسالة الحق والعدل والخير .

شاهدته واستمعت إلى كلماته في مؤتمرت والندوات العلمية والدينية  وكعادته استطاع إن يمحو   من أذهان الكثيرين ما شابها من لبس حول الحالة والحدث السوري . فإخبارها تعد بالدقائق ، حيث تتعرض سورية لحرب كونية ؛ من سورية وعلى سورية مدعومة بأدوات الحرب كلها حتى جعلت من الحكومات ووسائل أعلامها والفتاوى المضللة من شيوخ الفتنة ؛ هذه الحرب شغلها الشاغل كذبا وتضليلا وتحريضا غير إن شيخينا  الجليل  الفاضل كان بفكره المنظم وذمته الطاهرة ينتقل في حديثه من نقطة ألي أخرى انتقالا يزيد المشاهد والمستمع علما ومعرفة بالحقيقة أو الحقائق الدامغة ، التي تفضح أعداء سورية وتكشف كذبهم وتضليلهم وتأمرهم الرخيص ، وهم ؛ أي أعداء سورية  ، وان برعوا لبعض الوقت في صنعتهم إلا إن الحقيقة  مقدسة لا تؤثر فيها صنائع الأنذال وإرهاب الفاسدين  ، وكلما ثقل الحمل ازدادت سورية عزما وقوة وإيمانا وقدرة على دحر الأعداء وكسر شوكتهم وتمريغ رؤوس المتآمرين والداعمين للإرهاب في الوحل .

لقد كرٌس سماحة الشيخ حسون نفسه لنشر رسالة الإسلام ؛ رسالة المحبة الواعية الصافية بين الناس ، فمداركه غزيرة وحظه من ثقافة العصر وافر . ولقد ارتؤى وتمكن من  الدرس والبحث في العلوم الإسلامية والشرعية وفي الآداب والتاريخ   ؛ فاستحق ثناء الناس عليه واحترامهم .. ولذلك فهو أبدا في ارتفاع وفضله بارز ومذكور ونفسه كلها إباء وثقة مطلقة بالواحد الأحد  الفرد الصمد ،الذي بيده مقادير الأمور وكل شيء .

لقد رضي وارتضى بقضاء الله وسامح قاتل ولده وأكد  على إن سورية كلها سامحت القتلة ومن يقف ورائهم وكرٌر دعوتها للحوار والمصالحة الوطنية ، فتركت كلماته وعباراته الصادقة انطباعات غنية ومؤثرة جدا في نفوس المشاهدين والمستمعين . فالتسامح والدعوات المقدسة للمصالحة الوطنية ووحدة الصف ولم الشمل والوقوف في وجه العدو الحقيقي الرابض على صدر المسجد الاقصى المبارك لا تغيب عن الأذهان ، فهي ؛ ديدن العقيدة الإسلامية وهدفها الاسمي .

ومن صدى هذه الدعوات الإيمانية نقول الى ان تنطلق هذه الآمال بإذن الله مهما تكالبت قوى الشر والعدوان على سورية .ولا بد لهذا الليل الطويل من آخر، فقوة الحق مقدسة ؛ وسورية في كنف الله ،وهو؛ وحده الغالب .

فالمؤسسة الدينية في سورية ، التي يقف الشيخ حسون على قمتها ؛مطالبة في تبني مشروع عروبي اسلامي لتطوير اتحاد علماء بلاد الشام كمؤسسة دينية مستقلة ” ماليا واداريا ترعى الحوزات الدينية العلمية لتأهيل أجيال من العلماء في العلوم الشرعية والدنيوية لهم دورهم في استعادة الولاية العامة للامة لقيادة الملة .

وصول العرب الى دولة مدنية ديمقراطية في المشرق العربي  ذات المرجعية الدينية التي تتناوب مكونتها السياسية والاجتماعية السلطة سليميا وفق علوم ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية “،التي تفتقر اليها الامة العربية لإدواتها في السلطة والسلطان منذ قرون ؛ مقدمة اولى ليكون للامة مكانا تحت الشمس بين الامم والشعوب.

ولقد غاب العرب عن المساهمة في الدورة الحضارة الانسانية ، بحيث اصبحت الامة في قاع السلم الحضاري للامم ،وليس لها حضورا على طاولة الكبار في عالم الاقطاب والثقافات.

الشيخ حسون له حضوره القوي والمؤثرفي عملية المصالحة الوطنية ومؤهل لتطوير المؤسسة الدينية الاسلامية في بلاد الشام وارض الرافدين عبر تحويل اتحاد علماء بلاد الشام والعراق الى هيئة شرعيةعلمية مستقلة ماليا واداريا لها مجالسها واداراتها للاسهام في تجديد “الفكر الديني ” في عملية الاصلاح العام للمجتمع العربي بعيدا عن الفكر المتطرف والارهابي التكفيري حتي يكون الى  الدولة العربية الاسلامية مرجعية دينية لها هيئاتها التشريعة والتنظيمية والادارية في الرقابة على مؤسسات الدولة العربية المدنية في الحياة العامة والسياسية والاجتماعية وفق ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية “.

  • صحافي ومحلل سياسي

قد يعجبك ايضا