الأردن … محاسن الامام خلال حفل توقيع كتابها الجديد: كتابي توثيق لنضالات المرأة الفلسطينية منذ عام 1917
المشاركون في الحفل الذي ادارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص وتحدث كل من د. زياد ابو لبن، د. ناديا سعد الدين، اشاروا الى ان الكتاب يوثق نضالات المرأة الفلسطينية منذ العام عام 1917، ونضالها جزء لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
مديرة المنتدى هيفاء البشير التي رحبت بالحضور واشارت الى ان الجرح الفلسطيني يبقى هو الأكبر في تاريخ الامة العربية مما جعلها قضية عالمية، كما ان للمرأة الفلسطينية دور كبير في هذا النضال حيث شاركت في جميع مجالات النضال بدءاً من الكلمة او توحيد الصفوف والعمل السياسي وانتهاءً بحمل السلاح وتقديم حياتها فداءً لوطنها وتجملها بالصبر على فقد زوجها وأولادها.
ورأت البشير أن دور الإعلام ويأتي في تعزيز وترسيخ وجمع هذه البطولات التي تحتاج الى مجلدات لتوثيق هذه المرحلة من تاريخ الشعب الفلسطيني، لافتة الى ان كتاب الإمام التي كانت تناضل من مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين من خلال عملها الإعلامي.
الناقد زياد ابو لبن رأى ان الكتاب يقف في مفاصله على نضال المرأة الفلسطينية عام 1917، حيث شاركت المرأة في أول ثورة ضد الانتداب البريطاني، وبدأت مسيرتها الكفاحية في وقت مبكر، وتصاعد مع وجود الاحتلال الصهيوني، ولم يقتصر على النضال المسلح المقاوم للاحتلال، وإنما جاء في جميع مناحي الحياة العامة، بل أخذ مدّاً أخر في الشتات من خلال اندماجها في الحركة الوطنية الفلسطينية.
واشار ابو لبن الى إهداء الكتاب الذي جاء فيه “إلى جفرا، وهو محمّل بالوجه والألم والأمل معاً إلى الشعب الفلسطيني، لما لجفرا من دلالة في الموروث الفلسطيني، ثم تأتي مقدمة الكتاب للكاتب والمترجم والسياسي والباحث بشير شريف البرغوثي، وقوفاً عند المرأة الفلسطينية التي تخوض شرف الدفاع عن العرب، وتمثل ذلك في أول شهيدة في الانتفاضة الأولى عام 1987 سهيلة نمر أسعد الكعبي 57 عاماً من مخيم بلاطة في نابلس، وقد توقفت الانتفاضة بعد اتفاقية العار “أوسلو”.
واشار ابو لبن لغلاف الكتاب الذي تتصدره صورة المناضلة مهيبة نهاد خورشيد، قائلا: مهيبة هي أول امرأة فلسطينية تنطوي تحت العمل المنظم في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وكان لها دور نضالي في العمل المسلح، وسبق الكفاح المسلح بذور وعي مبكرة لقوميتها وعروبتها.
من جانبها رأت د. ناديا سعد الدين ان الكتاب يتميز بالمنهجية العلمية الرصينة، وهو مدعم بالصور والمعطيات الرقمية، من أجل رصد واقع نضال المرأة الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، في ظل التحديات الحادة التي تواجه المرأة الفلسطينية، كما الشعب الفلسطيني، إزاء المحاولات الأمريكية الإسرائيلية المتواترة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر طرح ما يسمى “صفقة القرن”.
يرصد الكتاب بحسب سعد الدين، يرصد نضال المرأة الفلسطينية منذ العام 1917، وجاء الكتاب في وقت مهم ليؤكد على دور المقاومة الفلسطينية في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي، والتي تعدّ تأصيلاً مضاداّ لأقانيم الاحتلال، الاستعماري الاستيطاني الإحلالي، الذي أنكر الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني والعربي، وبخاصة العودة وتقرير المصير، فكانت تلك الحقوق المستلبة الوّجه الآخر للصراع.
وخلصت سعدالدين الى ان الكتاب يستعرض نماذج من نضالات المرأة الفلسطينية في مختلف المجالات؛ في الفن والإعلام والسياسة والمحافظة على التراث، ولعل الجهد النوعي البارز في الكتاب يتمثل في رفده بصور المناضلات الفلسطينيات المصحوب بسير ذاتية وافية تقدم للقارئ نبذات مهمة عن مسارهن النضالي وتأثيرهن الوازن في الحركة الوطنية الفلسطينية.
في سياق اخر قالت المؤلفة إن كتابها الذي يقع في 208 صفحه من الحجم الكبير، يحتوي على توثيق لنضالات المرأة الفلسطينية منذ عام 1917، يحتوي على نبذة تاريخية عن النضال الفلسطيني وقيام الثورة الفلسطينية ودور المرأة في الانتفاضة الأولى ونشاطات لجان المرأة، بالإضافة إلى أرقام حول توزيع الشهيدات حسب المناطق والتجمعات السكانية وأسباب الاستشهاد.
واشارت الامام الى ان الكتاب يبرز دور المرأة الفلسطينية في التعلم تحت الاحتلال، وخصص صفحات عن المرأة والمحافظة على التراث الشعبي معززا بالصور، ودور المرأة الفلسطينية في مجال الإعلام والثقافة والفن، ويستعرض الكتاب نماذج من السيرة الذاتية لمناضلات فلسطينيات خالدات مع صورهن.
وعن صورة الغلاف قالت الامام “هي رسالة إلى العالم مفادها أن المرأة الفلسطينية ليس جديدا عليها النضال وإنما من بداية الاستعمار الإنجليزي وحتى اليوم، وصولا الى اصغر مناضلة وهي عهد التميمي، كما يحوي على صورا لجميع المناضلات الفلسطينيات، إضافة إلى إحصائيات بأسماء الشهيدات والأسيرات، منوهة الى أن الكتاب أخذ منها جهدا كبيرا، معتبرة في الوقت ذاته أنه شامل ومرجع لكل دارس يهمه قضايا المرأة الفلسطينية.