المستفيدون من تفجيرات ناقلات النفط  / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 15/6/2019 م …




أعلنت ايران موقفها الصريح والثابت من اتفاق خمسة زائد واحد  ، ورفضها الحاسم للعودة  للمفاوضات مع ترامب المجرب غير الموثوق لانسحابه من العديد من الاتفاقيات والمواثيق والعهود وفي مقدمتها الاتفاق النووي ، وقد كان رفض الرئيس الايراني تسلم رسالة ترامب من رئيس وزراء اليابان مبعوث ترامب للوساطة بينهما  بمثابة ضربة قاضية لجهود ترامب  الساعية للتفاوض  لانتزاع تنازلات إيرانية بعد فشل المساعي العسكرية وثبات عجز اميركا والعدو الصهيوني على الاعتداء عليها ، وبعد اعلان ايران مراراً والتأكيد مؤخراً على عدم نيتها  انتاج قنبلة نووية كموقف أيدولوجي عقائدي ثابت الامر الذي نزع اي ذريعة اميركية  للتدخل او التصعيد والتهديد العسكري ووضع ترامب أمام حرج في الداخل الاميركي وامام العالم .

في هذه الأجواء والمناخات أتت عملية تفجير ناقلات النفط بالتزامن مع زيارة رئيس وزراء اليابان الذي رفض خامنئي وساطته  لترامب والرد على رسالته التي يحملها لا اليوم ولا في اي يوم  والتي يرجح

ان تكون شركات الامن والحماية كبلاك ووتر  هي الذراع المنفذ لها بضؤ صهيو اميركي  اماراتي  في هذه المناخات  المعقدة والمركبة لتدفع باتجاه توتير الأجواء وتسخين المواقف بعد  هدوئها النسبي خلال الفترة الماضية وبعد الموقف الايراني الحازم والحاسم ورفض خمانئي للتفاوض مع ترامب ، فمن هي الجهات المستفيدة مما حصل:

سيكون العدو الصهيوني المستفيد الأول والأكبر  ليدفع للتوتير وحشد المزيد من  القوة العسكرية  الاميركية واشعال  الحرب بالمنطقة وبالذات ضد ايران  فاحتراق الوطن العربي ودخول دول اميركا والخليج بالحرب ضد ايران يوفر مناخات امن واستقرار له لا تخفى ويقلب معادلات القوة والرعب رأساً على عقب ويستنزف  جميع المنخرطين بالحرب    .

كما تدفع دول الخليج  بنفس الاتجاه فمصالح حكامها تتماهى مع مصالح العدو الصهيوني وسيتسبب ذلك بارتفاع مداخيلها وعوائدها النفطية نظراً للارتفاع  الكبير المتوقع  لسعر برميل النفط ،  كما توفر المزيد من عوامل الامن والاستقرار لحكام الخليج المرعوبين مما سيسفر عنه التصعيد وغبار الاحتدام ، و ستصرف المعركة الأنظار عن الأزمات والمعاضل  الداخلية للسعودية التي تعيش اجواء الانكسار والهزائم والفضائح ، وينتظر نتنياهو تقديمه للقضاء وانهاء حياته السياسية أسوة بمن سبقة من الإرهابيين الصهاينة الذين اودعوا السجون كموشية  كاتساف ،  ويهود  أولمرت .

وبرغم ان العملية التي يُرجح ان جهة كبلاك ووتر نفذتها بغرض خلق الأجواء المواتية للاعتداء على ايران الا ان ايران استفادت من العملية نظرا لارتفاع أسعار برميل النفط وإنزال  ترامب عن شجرة عنترياته تحت ضغط  اجواء الرعب التي حاقت بعالم الصناعة والمال والأعمال والبورصة  الضاغطة لإيقاف اي جهد عسكري اميركي وانحسار خطر التهديد ولسيطرتها على مضيق هرمز ،  وكون حصارها وتهديد أمنها والعبث الاميركي باستقرارها  ممتد منذ عقود  .

كما تعتبر اميركا مستفيدة من العملية نظراً للرعب الذي حاق بحكام الخليج ولتصعيد وتعجيل عقد صفقات السلاح معهم ، اضافة للفائدة المتوقعة لشركات التأمين والأمن والحماية الاميركية الأطلسية الكبرى لرفع قيمة عقود تأمين ناقلات النفط ، ولازدياد الطلب على شركات الامن والحماية  ، كما ان العملية ستنزل ترامب حتماً عن شجرة العنتريات كما أسلفنا بفعل الضغط الدولي  المرعوب من احتمال احتراق  المنطقة وعلى ومن وجهة نظر الداخل الاميركي يتجرد الكونجرس من ذرائع التصدي للصقور في الإدارة الاميركية الذين يدفعون باتجاه الحرب  .

ستخرج ايران مزهوة بأدارتها الماهرة لدفة المعالجات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في ظل حصار احادي اميركي غاشم  ،كما ان الثورة اليمنية احد اهم المستفيدين لإمساكها  بزمام المبادرة ومضيق المندب  اذ ان ارباك الخليج وضعفه ووهنه العسكري  سيعزز من قوتها ويعجل بانتصارها .

ان وطننا وشعبنا العربي وشعوب العالم اول الخاسرين وأكبرهم فالشعوب هي التي ستدفع فارق سعر برميل النفط الذي سيصعد بجنون سواءبشكل مباشر او غير مباشر

اضافة لدول الخليج والعدو الصهيوني – وقد يبدو هذا متناقضاً مع ما جاء بأعلاه – لكن دول الخليج خاسرة سواءاشتعلت الحرب اذ ستتضرر مرافقها النفطية ومنشئاتها وبنيتها واقتصادها وجيوشها ، أو  لو لم تندلع  – وكل المؤشرات تنفي احتمال اندلاعها – لان ايران واليمن ستزدادان قوة  وانحسار  قوة اميركا والعدو الصهيوني سيكشف الغطاء الأمني والعسكري عنها .

فبركة العملية كانت ركيكة ومكشوفة وكمن وضع ترامب ونتنياهو وحكام الخليج من تحت دلف الهدؤ النسبي والتسويات المحتملة  لتحت مزراب اشتعال الحرب والتي قد تحرق اخضر الخليج ويابسه .

 

قد يعجبك ايضا