اليمنيون في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات يحييون يوم القدس العالمي بمسيرات هي الأكبر بالمنطقة العربية رفضا لصفقة ترامب

الأردن العربي – الإثنين 3/6/2019 م …




شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة احتفاءً بيوم القدس العالمي تحت شعار ” لا لصفقه ترامب ”
كما شهدت المحافظات الـ12الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان مسيرات مماثلة بمشاركة مئات الالاف من اليمنيين الذين اكدوا تمسكهم بالقضية الفلسطينية ورفض اي صفقات مشبوهة للمتاجرة بها .

ورفعت الحشود الجماهيرية في المسيرات التي تعد الأكبر بالمنطقة العربية، الأعلام الفلسطينية واليمنية واللافتات والشعارات المنددة بجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.

كما رفع المشاركون اللافتات المعبرة عن ثبات موقف الشعب اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .. مؤكدين أن يوم القدس العالمي يوم يقظة الشعوب العربية والإسلامية في نصرة القضية الفلسطينية والقدس الشريف، ورفضا لما يسمى بصفقة ترامب.

وأكدت الحشود الجماهيرية أن إسرائيل هي العدو الحقيقي للأمة، وأن القضية الفلسطينية هي المركزية والأولى للأمة .

وجدد المشاركون في المسيرة التي شهدت حضورا نسائيا كبيرا، رفضهم القاطع لخطوات الأنظمة العربية العميلة لتصفية القضية الفلسطينية خدمة لأعداء الأمة وأن القضية الفلسطينية ستظل قضية الشعب اليمني الأولى على الرغم مما يتعرض له من عدوان وحصار منذ أكثر من أربع سنوات .

وعبروا عن تضامنهم الكامل ونصرتهم للشعب الفلسطيني وغضبهم وسخطهم من نظام الاستكبار الصهيونية الأمريكي التي ترتكب أبشع المجازر بحق أبناء الشعب فلسطين المسلم وتحتل أراضيه وتنتهك المسجد الأقصى المبارك مسرى الرسول الأعظم الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافة المقدسات الدينية .

وأكد الحشود في المسيرة التاريخية ليوم القدس العالمي أن اليمنيين سيظلون الأنموذج الحي للانتصار لحق المقاومة العربية الفلسطينية في تحرير كل الأراضي المقدسة وفي مواجهة مشروع ما يسمى بصفقة ترمب ورفضهم للهيمنة وإملاءات ووصاية قوى الاستكبار العالمي على الأمة العربية والإسلامية.

وجددت الحشود التأكيد على أن أبناء الشعب اليمني رغم العدوان والحصار هم في صدارة الموقف انتصارا لقضايا الأمة وفي المقدمة القدس الشريف .. داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى الانتفاض أمام مؤامرات الأنظمة العربية التأمرية والتحرك لتحرير المقدسات الإسلامية ورفض صفقه ترامب والقمم الأمريكية التي تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل وتصفي القضية الفلسطينية.

وفي المسيرة الجماهيرية أشار عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إلى أن خروج الشعب اليمني اليوم هو من أجل نصرة فلسطين .. لافتا إلى أن أبناء الشعب اليمني هم رجال الصمود والقضية الفلسطينية الشامخين الذين لم يتوانوا أو يتخاذلوا وهذه هي القمة الحقيقة التي يجب أن تكون عليها القمة الإسلامية.

وأوضح أن القمم السابقة لم تتحدث عن القدس بأي كلمة .. وقال ” لقد آسفنا كلام رئيس الفلسطيني وهو يدعوهم ويقول نأمل أن تكون القضية الفلسطينية في البيان الختامي، ومع ذلك لم يصغوا له ونقول لهم أنكم من تزعمون باستمرار أن القضية الفلسطينية في أولوياتكم فلماذا لم تكن أولوية ولو في البيان شكليا الذي تم توزيعه على وسائل الإعلام “.

وتساءل ” لماذا لم تكن القضية الفلسطينية أولوية لكم في الإنفاق العسكري؟ لماذا لم نجد القضية الفلسطينية أولوية لكم في الإعلام العربي ؟ لماذا لم نجد الحشود العسكرية من أجل فلسطين؟ أين الجيوش العربية؟، الأموال التي تقدم لترامب هي أموال عربية وهي بالأولى أن تتجه من أجل الأقصى الشريف وتذهب لنصرته، لماذا تقدمها السعودية من أجل قتل اليمنيين على امتداد خارطة الجمهورية اليمنية “.

وأشار عضو السياسي الأعلى الحوثي إلى أن تدرج الأنظمة العربية في القضية الفلسطينية تدرج مخز فهي التي بعثت بأوراق ومبادرة السلام ولا زالت موضوعة على الطاولة .

وقال ” أين الموقف الذي نشاهده ضد اليمن من القضية الفلسطينية التي يقول سلمان بأنها أولوية له ؟ لماذا لم يحرك الملك السعودي جيوشه للدفاع عن الأقصى ونصرة لفلسطين إن كانت من أولوياته ؟ “.. لافتا إلى أن العرب ذهبوا إلى وراسو من أجل التطبيع وقتل الشعب اليمني الذي يؤكد اليوم رفضه لصفقة ترامب.

ونوه الحوثي بموقف العراق الذي رفض بيان القمة العربية .. معتبر ذلك موقفا مشرفا لأنه بيان مخز.

ولفت إلى أن هذه ليست القمة الأولى التي تعقد من أجل قتل الشعب اليمني .. وقال ” لكننا لم نجد عقد أي قمة من أجل السلام في اليمن “.

ودعا عضو المجلس السياسي الأعلى إلى تشكيل لجان عربية من أجل السلام في اليمن وسوريا وليبيا والدول العربية التي لا زال الصراع قائمًا فيها ويٌحرض عليها ويٌقاتل أتباع هذه الأنظمة التي تعقد قممها اليوم في مكة المكرمة.

وأضاف ” اجتماعاكم بمكة جاء من أجل تغييب الارتباط الروحي مع مكة، بجلوسكم في قمم لا تقدم ولا تؤخر “.. داعيا القمة الإسلامية إلى أن يكون لها موقفا قويا لتكون القضية الفلسطينية هي قضية القمة الإسلامية .

وفي المسيرة التي شارك فيها عدد من قيادات ومسئولي الدولة وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والإبداعية والشباب والمرأة .. أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أن خروج الشعب اليمني في يوم القدس العالمي هو تعبير عن أبهى صور الإيمان وأنصعها وأصدقها .

وقال” ما خاب ظن رسول الله فيكم وأنتم تخرجون بمئات الآلاف في المحافظات لتعبرون عن أبهى صور الإيمان وأنصعها وأصدقها تعبيرا لولائكم لله ولرسوله وللمؤمنين ووقوفكم مع مقدسات الإسلام في أصدق تعبير لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم” الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية “.

وأضاف “ها هو الإيمان يتجلى في خروجكم ورفضكم لكل المؤامرات التي تحاك ضد أبناء الإسلام والمسلمين وفي مقدمتها ما يسمى بصفقة القرن المشئومة التي يسعى عربان الخليج وحكام الأنظمة العملية للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وبيع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وبيع المقدسات الإسلامية “.

وأشار إلى أن اجتماع قمة مكة هذه الأيام للتغطية على جرائم دول العدوان البشعة وإلهاب مشاعر المسلمين على الشعب اليمني .. مؤكدا أن هذا الاجتماع سيبوء بالفشل كما باءت كل المؤامرات السابقة .

وقال “سيبوء كل مخططاتهم ومؤامراتهم بالفشل كما خرجوا في أول يوم بعدوانهم على الشعب اليمني بخيلائهم وكبريائهم “.

وأضاف العلامة شرف الدين” هاهم اليوم يستجدون العالم النصر ويطلبون المرتزقة تلو المرتزقة ويريدون أن يلهبوا مشاعر المسلمين على اليمن وهذا في إطار المكر السيئ “.. معبرا عن الأسف لإدانة الشعب اليمني وما يقوم به من حق الرد المشروع ضد دول العدوان وضد المجازر التي يرتكبها يوميا بحق الأطفال والنساء، فبدلا من إدانة الجلاد يدينون الضحية.

ولفت إلى أن مضي أكثر من أربع سنوات على العدوان دليل واضح على أن الله تعالى مع الشعب اليمني .

وبين أن الأمور تكشفت ولم يبق هناك أي عذر لأحرار وشعوب العالم ولا أي حجة بعد أن انقسم الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وهو يعبر عن كل الأحرار الصادقين الذين يواجهون المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وفسطاط نفاق كل من سلك مظلة وعباءة الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية.

ودعا رئيس رابطة علماء اليمن، الشعب اليمني إلى استمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا.

من جانبه أشار مسئول الملف الفلسطيني حسن الحمران، إلى أن يوم القدس العالمي أريد منه أن يكون يوما لفلسطين الجريحة المحتلة في وقت كان يراد أن تكون فلسطين وقضيتها قد طواها النسيان ومسحت من ذاكرة الأمة الإسلامية وأبنائها .

واعتبر يوم القدس لحظة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية جعلت منه مركز إشعاع للقضية طوال العام ومنطلق وعي للمسلمين جميعا وأعادها إلى قائمة الإهتمام، وكشف من مع فلسطين ومن هو متآمر عليها.

وقال” يوم القدس يوم من أيام البراءة من أعداء الله وإعلان الموقف الإسلامي الحقيقي للأمة، فهاهم اليوم يجتمعون للتآمر على فلسطين وتنفيذا لتوجيه ترامب بإعلان القضاء التام والنهائي على فلسطين وأبنائها وتدشين مرحلة أخرى من مراحل الولاء للبيت الأبيض”.

وأضاف “يريدون حرف بوصلة العداء عن الكيان الصهيوني إلى داخل الأمة ليستمر نزيفها وتشرذمها لصالح الكيان الصهيوني الغاصب “.

وقال” إن ما يعقد من قمم واجتماعات ومؤتمرات لا تعنينا مطلقا ولم ولن نتفاجأ بما صدر ويصدر منها ونحن نعلم منهم وما هو توجههم وما هي أهدافهم”.

وأضاف ” إذا أردتم أن تعرفوا رأي الشعوب والمجتمعات الإسلامية فهي هذه التي تضج بالحرية والكرامة والمسؤولية، أما أولئك العملاء والخونة الخانعون لا يمثلون إلا أنفسهم فقط، نحن نعرف تواطؤهم وتماهيهم مع المشروع الأمريكي الصهيونية “.

وأشار الحمران إلى أن ما يحدث ليس نتاج عمل يوم أو عام أو قرن وإنما نتاج عمل لقرون طويلة لتفتيت الأمة الإسلامية وزرع العداوة والبغضاء بين أبنائها، عمل سخر له كل الإمكانيات وهو مستمر وإذا لم يتم التنبه له ستكون خسارة الدنيا والآخرة.

وأكد أهمية اضطلاع الجميع بالمسئولية ووعي ما يدور وما يحاك، فليست فلسطين والقدس هدفهم وإنما مكة والمدنية .. وقال ” أنظروا إلى ما يحدث في بلاد الحرمين الشريفين بتأمل وسترون المأسونية والصهيونية تعمل ليل نهار لنزع القدسية عنهما ونشر الرذيلة حولهما حتى تصبح أماكن منفرة وطاردة للمؤمنين وجاذبة لأصحاب الأهواء والفساد والرذيلة”.

تخلل الفعالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد وفقرة إنشادية لفرقة أنصار الله، عبرت عن أهمية يوم القدس العالمي والقضية الفلسطينية وما تحمله من دلالة في وجدان أبناء الشعب اليمني .. منوهة ببطولات المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوى الكيان الصهيوني الغاصب والتنديد بتخاذل بعض الأنظمة العربية العميلة تجاه القضية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا