ما بعد منشور الفتنة المشبوه / ماجد غانم

نتيجة بحث الصور عن ماجد غانم

ماجد غانم ( الأردن ) الثلاثاء 21/5/2019 م …

انتشر قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي منشور مشبوه يدعو أبناء المخيمات للمشاركة في ثورة مزعومة على النظام الأردني .




بداية يجب أن نقف أمام هذا المنشور لتوضيح بعض الأمور الغائبة عن ذهن البعض من أبناء شعبنا ، ومن هذه الأمور سوف أبدأ بردة فعلي أنا فبمجرد ما شاهدت هذا المنشور  صدقوني أنني ضحكت ملء شِدّقَي ، فالمنشور واضح المعالم ولا يختلف اثنان على أن من صاغه يملك من الغباء الكثير الكثير ، فهو نسي أو على الأرجح تناسى أبجدية من أبجديات المجتمع الأردني ألا وهي أن من يوجه لهم منشوره هم فعلا جزء لا يتجزأ من مكونات النسيج الوطني للشعب الأردني ، وأنهم مشاركون بالفعل في كل النشاطات السياسية في الأردن ، ومن ضمنها الحراك الوطني الأردني ، فهو إن أراد بمنشوره المشبوه إظهار أبناء مخيمات الأردن وكأنهم ليسوا أردنيين ، ولا يعنيهم أمر الأردن وما يحدث فيه من أمور وبالذات فيما يتعلق بالحراك الوطني الأردني ، فهذا قمة الغباء فالعديد من فعاليات الحراك الأردني ومنذ انطلاقته أقيمت ونفذت  في أغلب مخيمات الأردن ، وهذه المخيمات وأبنائها  مثلهم مثل كل مدن وقرى الأردن وسكانها ، لهم وعليهم ما على كل أبناء الأردن من حقوق وواجبات ، لذلك فمن الواضح أن من صاغ هذا المنشور إما أنه مغيب عما يجري في الساحة الأردنية ، أو أن له مآرب خبيثة وهذا ما يبدو .

الأمر المهم الآخر والذي يحتاج للوقوف مليا تجاهه هو حجم بيانات الشجب والاستنكار التي انطلقت من أبناء المخيمات في الأردن للمنشور المشبوه والتي أظهرتهم وكأنهم متهمون !

رغم ذلك فهذا الأمر لم يفاجئني كثيرا فأبناء المخيمات عاصروا بعض الظروف الصعبة التي ولدت لدى البعض منهم عقدة الخوف والريبة وهذا ما قد يشفع للبعض منهم ، والأهم من هذا أن  لديهم من الحكمة ما يجعلهم بعيدين عن الانزلاق نحو ما  أراده صائغ المنشور من نوايا خبيثة .

لكن الذي فاجأني فعلا هو البعض ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على أبناء المخيمات حيث بدؤوا بالتهجم على الحراكيين وعلى الحراكات الوطنية الأردنية ، ووصفها بأنها ( ستأخذ البلد إلى التهلكة ) بحسب ما تفوه به أحدهم ، بل وتمادى البعض منهم وبدأ يُنظر ويفتي بل ويأمر أبناء المخيمات بعدم المشاركة وعدم التعاطي مع الحراك الأردني ، ويبرر ذلك بغباء أيضا بقوله هذا الأمر شأن داخلي أردني ولا يجب المشاركة فيه !

وهنا يجب أن يُوجه الحديث لهؤلاء الأوصياء ، ويُقال  لهم إذا كان الحراك الأردني شأناً داخليا أردنيا، فكيف تصنفون الانتخابات النيابية أليست شأناً داخليا أردنيا أيضا !  والسؤال المهم هنا ، كيف تُبيحون لأنفسكم ولغيركم من أبناء المخيمات التدخل بأمر الانتخابات من حيث الترشح والانتخاب ولا تبيحون المشاركة في الحراك الأردني ! ألا تعتقدون أنكم بهذا الشكل تبدون مزدوجوا الهوية والفكر أيضا ! ثم ألا تعتقدون أنكم بهذا الفكر تقدموا خدمة مجانية  لمن صاغ هذا المنشور وتدعوه للاستمرار في بث سمومه  .

وأما بالنسبة للحراكيين وللحراكات الأردنية فالدعوة مفتوحة لهؤلاء الأوصياء لمشاهدة واحدة من فعاليات هذا الحراك ليروا بأعينهم أن أبناء المخيمات موجودون ومشاركون بالفعل في الحراك ومنذ أن بدأ ، وليتأكدوا أيضا من أن هؤلاء الذين يهاجمونهم هم من يدافعوا عن حقوقكم المسلوبة ، وعن البقية الباقية من موارد هذا البلد ، وهم الذين يطالبوا ليل نهار باسترداد ما بيع من مقدرات هذا البلد ! وليشاهد هؤلاء الأوصياء الشعارات التي يرفعها الحراكيين ليحكموا هل هي التي ستأخذ البلد للتهلكة ! أم أن صمتكم أنتم  هو الذي سيؤدي لما تتخوفون منه إن كنتم صادقين  ! وان حدث وشاهدتم إحدى هذه الفعاليات فستدركون حينها  أن هذا البلد سيبقى آمنا مطمئنا بهمة أبنائه الأحرار وأن من يحاول العبث بأمنه  فلن يكون مصيره إلا الفشل والخزي والعار .

أعيد وأكرر القول أن ابن المخيم أردني له حقوق وعليه واجبات ، ومن ابسطها المشاركة في أي نشاط سياسي أو وطني أردني ومن ضمنها الحراك الوطني الأردني ، ولا وصاية لأي كان على حريته بالمشاركة ، وان كان هؤلاء الأوصياء يعتقدون أنهم بسلوكهم هذا الدرب  يقدمون فروض الولاء والطاعة لهذا الوطن فهم مخطئون فالأردن ليس بحاجة لمثل هذه الدروب  ليمنح سالكوها شهادات حسن سيرة وسلوك .

الأمر الأخير الذي يجب التطرق له وهو الأهم ، أن هذا المنشور المشبوه كان من السهل التعاطي معه من قبل الأجهزة الأمنية منذ البداية ومن السهل عليهم معرفة من صاغه ونشره ومن أين صدر سواء من داخل الأردن أو من خارجه ، ولهذه الأجهزة أكثر من سابقة في كشف مثل هكذا أمور ومعرفة من يريد التلاعب بالأردن ونسيجه الوطني  بهذه الوسائل القذرة ، وأنا هنا أسجل عتبي على أجهزتنا التي لم تصدر أي بيان يتعلق بهذا الأمر البسيط بشكله والخبيث بما يخفيه من سموم عبر ثناياه

اللهم أحفظ بلدنا وأرضنا من كل سوء فأنت الحافظ ولا حافظ سواك

ماجد غانم

عمان

 الثلاثاء 21/5/2019

0780019308

  [email protected]

قد يعجبك ايضا