طهران تهدد أمريكا … والشرق الأوسط فوق صفيح ساخن! / د. خيام الزعبي

الجيش السوري "يزلزل الأرض" ويفرض واقعاً جديداً على النصرة بقلم:د.خيام الزعبي

د. خيام الزعبي – جامعة الفرات ( سورية ) الإثنين 20/5/2019 م …




عادت طبول الحرب تُدق من جديد بعدما لاحت في الأفق فرصة لإحلال السلام والأمان في منطقة الشرق الأوسط، عقب التوقيع على الاتفاقية النووية، بعد أعوام من مفاوضات مجهدة بين إيران والدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن.

هددت إيران باستهداف القوات الأميركية في الخليج في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، قال رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، “مجتبى ذو النور”، إن الحرب ضد إيران، ستمهد لحرب عالمية ثالثة، وأن أي هجوم على إيران سيعني القضاء على إسرائيل الإرهابية خلال نصف ساعة، مؤكداً أنه يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ الحرب، لكن نهايتها لن تكون بيدها، لافتاً إلى أنه في حال تم استهداف القطع العسكرية الأميركية في مياه الخليج فلن يبقى منها سوى “تل من الرماد”، مؤكداً إلى أنه: ” قبل أن يهدأ غبار أي هجوم على إيران ستضرب الصواريخ الإيرانية قلب تل أبيب”.

في الجانب الآخر نقلت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء، عن نائب قائد “الحرس الثوري” للشؤون البرلمانية،”محمد صالح غوكار” قوله إن الصواريخ الإيرانية، “حتى تلك القصيرة المدى، يمكنها الوصول للسفن الحربية الأميركية في الخليج، كما أضاف بأن ” الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على تحمل حرب جديدة”، كما اعتبر غوكار أن زوال الكيان الصهيوني الإسرائيلي وإذلال أمريكا سيكون سهلا جدا.

من جهة أخرى عقد قائد فيلق القدس، “قاسم سليماني”، عدة اجتماعات سرية واتصالات مع حلفاؤه  في المنطقة، وشجعهم على الاستعداد لخوض المعارك ضد “الولايات المتحدة في حال اندلعت شرارة الحرب بين إيران والقوات الأميركية إذ أفادت صحيفة الغارديان البريطانية، أن القائد “سليماني”، أمر حلفاء إيران في الشرق الأوسط، بالاستعداد للحرب القادمة.

في هذا السياق يرى باحثون سياسيين ودوليين أن أي مغامرة عسكرية لن تجعل مهمة الأسطول الأميركي رحلة صيد سهلة بل كابوس، ربما يطيح بآمال  الرئيس ترامب في ولاية أميركية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في عام 2020، مثلما حدث مع الرئيس الأسبق غيمي كارتر، جراء أزمة رهائن السفارة الأميركية بطهران.

لذلك يجب على الرئيس الأمريكي أن يحترس من التورط في شن الحرب على ايران  الذي لا يستطيع تطويق حدودها ومجابهة الدول الإقليمية المرشحة للاشتراك فيها مثل حزب الله وروسيا، وهي حرب سوف تكون مكلفة لبلاده عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وإمكانية تطورها إلى حرب إقليمية بأبعاد عالمية قد تنقلب من حرب محدودة إلى حرب مفتوحة والتي سوف يكون لها آثار مدمرة متى اشتعلت لأن هناك أكثر من جهة تريد أن تثبت وجودها في المنطقة سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.

مجملاً… هناك قلق يساور العالم  إذ تترقب الأسواق العالمية للنفط بقلق شديد، تصاعد حدة التوتر في الخليج بسبب احتمالية تضرر إمدادات النفط العالمية من هذه المنطقة، وهو أهم العوامل التي ستؤثر على إدارة الجميع للمعركة الجيوسياسية، ويبقى أمام واشنطن وحلفائها فرصة أخيرة قد تلجأ إليها لتحقيق مكسب إيجابي يتمثل في إمكانية تغيير سياستها في المنطقة من خلال إيجاد قنوات اتصال مع طهران والتعاون للقضاء على الجماعات الإرهابية، خاصة بعد فشل الإستراتيجية التي أتبعتها لإسقاط إيران، وهي لم تحقق ما كانت أمريكا وغيرها تأمل بتحقيقه، وسقط الرهان على تحقيق ذلك.

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا