عبث امريكي مقصود لتازيم الوضع الدولي / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن الإمبريالية الأمريكية

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 12/5/2019 م …




منذ اطلت هذه المجموعة بوجهها عبر اروقة البيت الابيض وهي تذكرنا بتحركات والاعيب ” النازي” في الفترة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية منذ  تلك الاطلالة ممثلة ب” جون بولتون ” سكرتير الامن القومي ووزير الخارجية بومبيو  ورئيسهم ترامب والعالم يشهد ازمة  تلو الاخرى ” ازمات  مفتعلة تتمثل اما بتنصل واشنطن من اتفاقيات ومعاهدات دولية موثقة في الامم المتحدة  واما بارسال الاساطيل والسفن والصواريخ تارة الى البحر الاسود في عملية استفزازية يقصد بها روسيا او الى البحر الابيض المتوسط تستهدف سورية اوالى الخليج تستهدف ايران والحجج جاهزة ” حماية المصالح الامريكية في المنطقة فضلا عن الاستفزازات الامريكية في امريكا اللاتينية ” فنزويلا” تحديدا.

اما الحديث عن فرض ” العقوبات” احادية الجانب خلافا لكل الاعراف الدولية فاصبح  مجرد مسرحية ذات فصول تثير السخرية الى جانب تهديد الدول  والحكومات التي لم تنفذ ” عقوبات ماما امريكا” على الاخرين فلا حدود له .

  لقد  قدمت واشنطن نفسها بديلا عن مجلس الامن الدولي بهذا الشان مما اثار استياء حتى حلفاء  الولايات المتحدة الاوربيين فقد اكد لودريان وزير الخارجية الفرنسي ان ترامب حطم اسس العلاقات الدولية وان الصدام بين الدول قد يشعل فتيل فوضى في العالم محملا الادارة الامريكية مسؤولية ذلك.

وعندما نتحدث عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول نجد ان الولايات المتحدة تدعوا الاخرين   للحوار من جانب وتفرض من جانب اخر رسوما عالية على الطرف الاخر الذي دعته للحوار وهو ما حصل مع الصين التي هددت باتخاذ اجراءات مماثلة ردا على التصرف الامريكي وسبق ان جربت واشنطن  ذلك مع كوريا الشمالية لكنها اصطدمت ب” موقف” الرئيس الكوري الصلب” الذي ادرك ان ” واشنطن” تتعمد ممارسة سياسة الاذلال لتركيع الاخر للقبول  بشروطها  وهو ما افشل القمة التي عقدت في هانوي .

ترامب يدعوا للحوار لكنه حوار مشروط ويطلب من الاخرين الاتصال به وهو ما جعل دولا تحترم نفسها ان تعزف عن الاتصال به ” روسيا” مثالا” وقد حذت حذوها ايران عندما طالبها ترامب علنا وامام العالم  بالاتصال به لاجراء حوار.

 وسخر متحدث  رسمي ايراني ردا على انباء عن تسريب ارقام هواتف ترامب من قبل السفارة السويسرية في طهران التي تقوم بمهام السفارة الامريكية الى المسؤولين الايرانيين بالقول” ارقام تلفونات ترامب لدينا منذ فترات طويلة”. ومعروف ان الادارة الامريكية طلبت مرات من ايران عقد قمة بين روحاني وترامب لكن طهران ترفض اللقاءات المشروطة  وفق تصريحات المسؤولين في ايران.

الولايات المتحدة كما هو معروف عنها تنظر لخدمها من الحكام المنخرطين بمشاريعها بنظرة الاعتدال والوسطية حتى  وان كانت دول رجعية تنتهك حقوق الانسان لادستور فيها ولا انتخابات وتشيطن كل بلاد تريد السيطرة  على ثرواتها وتطلق صفة الارهاب على من تريد لكن مع الاسف ان الكثير لايعرف انها اساس الارهاب في العالم.

 هناك مع الاسف الشديد  في الشعب  الامريكي كما يبدوا من  يصدق الهراء الذي يطلقه سادة البيت الابيض هراء يستند الى  اخافة الشعب بوجود عدو حتى وان لم يجدوا  عدوا حقيقيا يشبعون به شهواتهم للقتال يقومون بصناعة عدو وهمي يخدعون به شعبهم لابتزازه بفرض الضرائب لتمويل مشاريعهم العسكرية تحت زعم الحرب على العدو. وهاهي واشنطن تتحدث عن تهديد مزعوم يستهدف مصالحها وحلفائها وتعيد وتكرار من انها سترد بحزم اذا تعرضت تلك المصالح للخطر.

انها مجرد اوهام تعيش في مخيلة مريضة تتربع على كرسي البيت الابيض لان شرور واشنطن تنتشر في كل بقعة من بقاع العالم من امريكا اللاتينية الى افريقيا واوربا حتى منطقة الشرق الاوسط فاين تواجد  منابع النفط  والثروات الطبيعية  ترابط “كلاب البنتاغون” المسعورة التي  تثيرها رائحة النفط مثلما تثير  قطعة القماش الحمراء الثور الاسباني” والحجة موجودة ” نريد اسعاد الشعوب” واشاعة الديمقراطية” والدفاع عن حقوق  الانسان الى اخر هذه الكليشة البالية  التي سئمتها الشعوب بعد ان جربتها وباتت تمقت سماع مثل هذه الحجج والذرائع الكاذبة التي اخذوا يسوقونها بلا وجل  للتدخل في شؤون الدول وغزوها عسكريا بعد ان وجدت واشنطن  لها عملاء يدينون بالولاء للاجنبي اكثر من ولائهم لاوطانهم .

قد يعجبك ايضا