كراجات وحكومات وأمنيات بأثر رجعي / إبراهيم يونس البطوش

إبراهيم يونس البطوش ( الأردن ) السبت 11/5/2019 م …




قال “الخبير” الثلاثيني في مجال الكراجات وعلوم تحميل وتنزيل الركاب لخصمه ولعصبةٍ من زملائه وهو يحاول جاهدا التفلّت من أيدي ممسكيه للإمساك بتلابيب الخصم: (ولكو عيب.. ولكو احترموا خبرتي وخدمتي هون.. ولك انت امبارح صرت كونترول.. ولكــو……).

وحينما قال بعد حشرجة طويلة: (ولكو لولاي ما حدا وصل لدوامه أو لبيته..) أيقنت أنه شبح الباص السريع الذي يعمل في الخفاء. وما لبث أن تبدد الظن السيء بالحكومة.

تبا لأمة لا تحترم تاريخ وخبرة كونتروليتها.
والف تب لكونترول لم يستثمر ما جناه من حلال و حرام في امتلاك باص كوستر ولو بالشراكه مع كنترول آخر أقل خبره..

في خضم ذلك، تمنيت لو أني شَهدتُ هذه اللوحه “الكراجيه” قبل تصوير فيلم سينمائي قصير تقمصت فيه شخصية “كونترول باص” دور أول قبل عقد من الزمن، لكنت ضمّنتُ الحوار -في مشهد مشاجرتي مع آخرين- موضوع الخبره وضرورة احترام صاحبها، ولو بصوت أقل وتيرة وأهدأ جعيراً..!!

و في أتون ذلك أيضا، أدركت لماذا لا تُقدِم الحكومات على فضح فساد سابقتها، فهي تراعي احترام الخبره في تسويغ الفساد، و تعتبر أن التعتيم على عمليات السلب و النهب “واجب وطني وضروره أمنيه وهالة لحفظ هيبة الدولة”.

فالحكومات ليست كما الكنترول الجاهل، الذي تعمّد فضح زميله -الخبير- على الملأ. وإن كانت الحكومات تدعي -كذبا- الشفافيه والمكاشفه.

ولكو احترموا خبرتي و سنين خدمتي على الرابع… ولكو عييب…. ولكو كتير عيب….

قد يعجبك ايضا