إدلب توجه دعوة لبوتين .. رسائل إدلب وصلت والجواب لها في الطريق /  نارام سرجون

دام برس : دام برس | إدلب توجه دعوة لبوتين .. رسائل إدلب وصلت والجواب لها في الطريق .. بقلم : نارام سرجون



نارام سرجون ( سورية ) الأربعاء 8/5/2019 م …

لاأعرف مستوى “الجنرالات” المشايخ الذين يقومون بالتخطيط (لأبو محمد الجولاني) .. ولكن مهما كانوا جهابذة في فن الحرب فانهم جعلوا الجولاني يبدو وكأنه يوجه دعوة حارة للروس والسوريين لطحن ماتبقى من عظام تنظيمه البائس في ادلب .. لأن الاصرار على مهاجمة قاعدة حميميم الجوية ستعني ان ترك عش الدبابير يستريح أكثر في ادلب عمل غير حصيف سيتداركه الروس .. ويدل على ان هذه البؤرة ستتحول الى بقعة للايجار للدول .. فقد تهبها تركيا لاميريكا لادارتها كما تدار الفنادق بين الشركات متعددة الجنسيات .. وقد تزيد تركيا من وظيفة ادلب عاصمة للعصيان وتتركها ليوم أسود تجعل الجنود الروس في حميميم رهينة بيد ادلب الارهابية اذا ماانقلب اردوغان على بوتين كما هو مشهود لأردوغان بالانقلابات .. فهو انقلب على العراقيين والليبيين وانقلب على الايرانيين وعلى الأكراد .. ولعل أشهر انقلاباته هي انقلابه على الرئيس الاسد الذي منحه فرصة تاريخية للعفو عن جرائم تركيا بحق اجدادنا .. واستقبله في بيته وائتمنه على مفاوضاته مع اعدائه وأكرمه .. ومع هذا فان الذئب ذئب .. ماان ترك ليلا حتى استهواه العواء واستيقظت غريزة الذئاب فيه ..فملأ ليالينا عواء وتهديدا

في زمن الصواريخ لاتوجد قاعدة عسكرية آمنة .. والدليل هو غزة فرغم كل تكنولوجيا اسرائيل وقببها الحديدية فان الصواريخ التي حصلت عليها غزة من سورية وايران كادت ان تحيد سلاح الجو الاسرائيلي .. ودرس غزة وصواريخها جعل اسرائيل كلها تتساءل ان كانت غزة قادرة على ان تشل نصف اسرائيل فماذا لو هطلت من السماء كل صواريخ سورية وايران وحزب الله؟؟ مئات آلاف الصواريخ لاشك ان اسرائيل ستتعرض للخراب الثالث والنهاية الحتمية والى مايعادل ضربة ذرية .. وهي لاتقدر على ان تفعل شيئا سوى الشكوى ليهوه لايقاف الصواريخ .. ولكن يهوه نفسه سيكون في ملجأ مع نتنياهو وسارة ..

ولذلك فان الروس معنيون جدا بأن تكون رسالة ادلب اليهم واضحة جدا .. فاليوم صواريخ الارهابيين بدائية .. ولكن هناك في أجهزة المخابرات الغربية من سيجعلها أكثر ذكاء لأنه يريد للروس ان يتركوا البحر المتوسط او انه يريد ان تكون اقامتهم صعبة وبموافقتهم أو بالمقايضة ومدفوعة الثمن للغرب في ساحة أخرى .. لأن حميميم على بعد رمية حجر من ادلب .. واي تجمع ارهابي كثيف سيمكنه الحاق الاذى بالقاعدة وتهديد الوجود الروسي .. فهل سيترك الروس والسوريون جنودهم ومصالحهم المشتركة القادمة تحت رحمة ادلب؟؟

كل تأخير في حسم ادلب ربما يعني ان ادلب ستتحول الى خزان صاروخي ربما لاسرائيل قبل غيرها لتبتز الروس كلما هطلت عليها صواريخ حزب الله او صواريخ غزة السورية والايرانية .. فتطلب منهم الضغط على حلفائهم كي توقف اسرائيل عبر نفوذها غارات ادلب الصاروخية ..

كلما تعرضت قاعدة حميميم الروسية للهجوم تأكد للروس اننا على صواب في ان التريث ليس حكيما وأن ترك اي بؤرة ارهابية مهما كان حجمها سيكون مصدرا للقلق ومنصة للهجوم .. لذلك أتمنى من كل قلبي ان يظهر جنرالات ابو محمد الجولاني المزيد من عبقريتهم في الضغط على حميميم التي ستصب الحمم عليهم .. ورغم ان من أرسل الصواريخ ربما حاول بسذاجة ان يقول للروس والسوريين انه قادر على الايذاء والافضل لهم التراجع عن عملية مرتقبة في اي لحظة لتوسيع نطاق انتشار الجيش السوري وتطويق ادلب أكثر فانه لاشك قدم هدية ثمينة لكل من يريد الحسم في ادلب .. والثورجيون كانوا أسخياء على الدوام في استدعاء غضب الخصم وحذره منهم .. فقد قدموا وحشية لاتضاهى ولانظير لها وصوروها حتى في أحقر لحظاتها وهم ينهشون اللحوم البشرية والقلوب .. وهم يعذبون ويعدمون ويغتصبون .. وكان هذا كافيا للشعب السوري ان يتلقى رسالتهم القاسية وهي انه ان هزم امام هذه القطعان الهمجية فلا شك انه سيمر في أحلك لحظة في تاريخه وانه سيرجع الى الخلف عشرة آلاف سنة الى ماقبل عصر الكتابة وسيجد ابناءه يذبحون او يساقون الى عمليات انتحارية او ان نساءه تسبى للأمراء .. فقرر ان يواجه الهمجية بلحمه وأظافره ودمه .. فقدم ملحمة للبشرية كلها في اجتثاث الشر .. من شروشه ..

لاأزال لاأقدر ان انسى غرفة عمليات الجولاني التي كان فيها يظهر نفسه بتأمل الخرائط ويؤشر على الجبهات وكأنه مونتغمري امام رومل .. وربما سمعنا يوما ان احد الذين كانوا معه بالغرفة كان على اتصال بالمخابرات السورية ويدلهم على خطط الجولاني .. ولاأدري ان كان قائد سلاح الصواريح لدى امارة ادلب ضابطا شيشانيا في المخابرات الروسية او ضابطا تركيا بوجهه حقانن فيدان لطعن الروس في الظهر فيضرب الصواريخ في الهواء نحو حميميم فيجد بوتين نفسه مضطرا لتلبية الدعوة الكريمة ويرسل رسالته الجوابية بالسوخوي .. أشك في ذلك لأن الغباء العميم الذي أظهره هؤلاء الارهابيون خلال الحرب على سورية في أنهم جعلوا الناس تبغضهم وتحتقرهم دون ان يراجعوا وحشيتهم او يعتذروا من احد خير دليل على انهم يظنون ان مايفعلونه تقدير من الله وارادة منه وهو سيحميهم معها .. وان هو الا وحي يوحى ..

ولكن مهما كان سوء التقدير فان من الضروري عدم الانتظار لأنه في زمن الصواريخ الذكية ينزوي الجنرالات .. كما حدث مع جنرالات نتنياهو الاغبياء الذين لم يعرفوا كيف يتعاملون مع صواريخ غزة وهي التي تقع في آخر قائمة الصواريخ الفعالة لدى حلف المقاومة .. والتي تقول ان الصواريخ في الشمال أذكى بطثير مما يتخيل نتنباهو وقبته الغبية .. وهذه الصواريخ هي التي تملك أقدار صفقة القرن .. فما نفع صفقة القرن اذا رفضت الصواريخ ان توقع على صفقة القرن ؟
ولذلك على الحلف السوري الإيراني الروسي الا يترك ادلب كي لاتصبح قاعدة وخزانا صاروخيا لصواريخ ذكية لتنظيمات غبية تستأجرها بلاك ووتر وتحيل حميميم الى أفغانستان صغيرة لروسيا .. كل صاروخ وكل قذيفة هي رسالة ثمينة .. ولابد من ان يكون الجواب شاملا ووافيا .. وشافيا .

قد يعجبك ايضا