المرجعيات التاريخية والفلسفية للعقل / د. عدنان عويّد

د. عدنان عويّد ( سورية ) الأحد 5/5/2019 م …




مدخل:

     كثيراً ما نتداول مفردة (العقل) في أحاديتنا وكتاباتنا وحواراتنا ونتحاجج به محاولين إقناع بعضنا بأن ما نطرحه هو أمر عقلاني, أو قريب من العقل , أو بعيد عنه.. فرجل الدين يحاجج بالعقل , وكذلك السياسي ورجل الفكر الوضعي والرجل العادي.. الخ. ولكن يظل السؤال المشروع الذي يطرح نفسه علينا هنا وهو: أي عقل هذا الذي نتكئ عليه ونتحاجج به في حواراتنا, ونشهره كمعادل للحقيقة بوجه الآخرين؟. ثم ما هي المرجعية التاريخية والفلسفية لهذا العقل؟. وما هي آلية عمله؟. وأسئلة أخرى كثيرة تتوارد هنا حول هذا العقل الذي نعتز به جميعاً ونفتخر بأننا من حملته والمبشرين به.

     سأحاول في هذه الدراسة المتواضعة أن أجيب عن تلك الأسئلة قدر فهمي وقدرتي على التعامل مع هذا الموضوع الشائك, مع إيماني بأن للحوار والرأي الاخر دوراً في إغناء هذا الموضوع الاشكالي. 

     لا شك أن هناك فرقاً بين العقل من الناحية الفلسفية والتاريخية, في تكوينه ودلالاته وآلية عمله, وبين الدماغ من الناحية العضوية والفيزيولوجية في تكوينه وآلية عمله أيضا.

     فالدماغ  هو العضو الرئيس في الجهاز العصبي لدى الإنسان والحيوان, ومكانه في أعلى هرم جسد الإنسان, مهمته جمع المعلومات وتحليلها, إضافة إلى سيطرته على معظم أعضاء الجسم وإدارته, وكذلك تخزينه للمعلومات المكتسبة, وإعادة إنتاجها من هذا المخزون.

     والدماغ يتألف من عشرات المليارات من الخلايا العصبية وكل عصبة فبه ترتبط أحيانا مع الآلاف من الأعصاب المجاورة لها.  هذا ويتألف دماغ الإنسان من عدة أقسام: هي المخ والمخيخ والبصلة السيسائية. (1).

     أما العقل النظري أو الفكري, فهو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، والمعرفة، والتفكير، والحكم، واللغة والذاكرة والتقويم والرغبات والتخيل, هذا إضافة إلى التعبير عن السمات الشخصية للفرد والجماعة, والتي استطاع الدماغ بآلية عمله الفيزيولوجية, وعبر حواس الإنسان تشكيلها بعد إجراء عمليات طويلة من التحليل والتركيب والمطابقة الحسية مع الظواهر التي يتعامل معها. هذا مع تأكيدنا بأن العقل المعرفي نفسه ظاهره تخضع للدراسة وتكوين المعرفة عنها. وغالبًا ما يعرف العقل بملكة الشخص الفكرية والإدراكية.

     يستطيع العقل المعرفي عبر آلية عمل الدماغ وبعد كسب أو تحصيل الملومات أو المعرفة, التخيل في عالم افتراضي، والتمييز بين الظواهر المتشكلة لديه ذهنياً من خلال الواقع المحيط به طبيعياً واجتماعياً، إضافة لتقدير هذه الظواهر والحكم عليها. وهو مسؤول أيضاً عن معالجة المشاعر والانفعالات، وهو الدافع والمحرك لممارستها عبر الواقع.

     أمام هذا المعطيات المعقدة لمكانة العقل, كان وما  زال هناك جدل  في الفلسفة، والدين، والعلوم, حول العقل وماهيته وصفاته, ووظيفته وأشكاله ومرجعياته الفلسفية والتاريخية.

     فهناك من ربط هذه المرجعية باللاهوت, وهناك من ربطها  بالروح أو النفس أو الحدس, أو الواقع المعيوش أو الدماغ… إلخ. وهو جدل يعود في حقيقة أمره إلى ما قبل الميلاد مع كبار الفلاسفة اليونانيين مثل افلاطون, وسقراط, وأرسطو, (2), ومع كبار الفلاسفة الإسلامين مثل الفارابي, والكندي, وابن سينا, وابن رشد, ثم مع معظم مفكري العصور الوسطى وما تلاها في أوربة مثل اوغست كونت , وكانت, وهيوم, وسبينوزا, وديكارت, ثم فلاسفة عصر التنوير, وهيجل, والهيجلين الشباب, وماركس, ومفكري مدرسة فرانكفورت, وأوغست كونت, وصولاً إلى مفكري وفلاسفة التاريخ المعاصر.

     وبناءً على ذلك سنقوم بتحديد بعض الرؤى الأساسية التي وصلت إلى تحديد مرجعيات العقل ومكانته وسماته وخصائصه, وبالتالي دوره في حياة الفرد والمجتمع, مثل:

العقل اللاهوتي:

     يعتبر هذا العقل نتاج المرحلة الاولى من التطور البشري, حيث  كان الانسان يفكر فيها  بطريقة غيبية, لاعتقاده بأن الطبيعة تسير وفق أهواء ورغبات قوى خفية مفارقة للطبيعة بشقيها الطبيعي والإنساني وتتحكم فيها، وهذا يعني أن هناك حتمية غيبية (مفارقة للواقع) تتحكم في سيرورة وصيرورة هذه الطبيعة, مع وجود اعتقاد أيضا لدى البعض في مرحلة لا حقة بأن للصدفة  دوراً هاماً في تحديد هذه السيرورة والصيرورة. والعقل في الفكر اللاهوتي الديني وخاصة في الفكر الإسلامي الأصولي منه على سبيل المثال لا الحصر, لا يخرج في الحقيقة عن هذا التصور اللاهوتي في مرجعية العقل. حيث ورد حديث للرسول أورده أبو هريرة يقول فيه عن مرجعية العقل ودوره ومكانته في حياة الإنسان:” لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلَ قَالَ لَهُ : قُمْ ، فَقَامَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اقْعُدْ فَقَعَدَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَا خَلَقْتُ خَلْقًا خَيْرًا مِنْكَ ، وَلا أَكْرَمَ مِنْكَ ، وَلا أَفْضَلَ مِنْكَ ، وَلا أَحْسَنَ مِنْكَ ، بِكَ آخُذُ ، وَبِكَ أُعْطِي ، وَبِكَ أُعِزُّ ، وَبِكَ أُعْرَفُ ، وَإِيَّاكَ أُعَاتِبُ ، بِكَ الثَّوَابُ ، وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ ” .) (3).

     إن العقل هنا معطى الهياً فرضته حتمية جبرية من خارج التاريخ البشري, أي منحه الله وجسد فيه القدرة على تحديد مسار الإنسان ومآله. وبالتالي لا يوجد أي دور لحياة الإنسان ونشاطه, في تشكيل هذا العقل, أو تحديد مساره ومآله. (وعلم آدام الأسماء كلها). وهذا ما يسمى فلسفياً بالمثالية الموضوعية.

العقل الميتافيزيقي:

     إن العقل وفق هذه المرجعية يمثل قدرة قائمة بذاتها, ومفتوحاً على كل الأفق, وهو منذور لحدوسه وتأملاته الباطنية الفردية، ومنذوراً لفكره الشخصي، ولأصالته ككائن متفرّد، ولا يمنع هذا من استرشاده واستفادته من فكر الآخرين. لكنه في كل الأحوال، غير ملزم بما يقوله هؤلاء وأولئك، أو ما يجري في الواقع من أحداث وتأثيرها على الإنسان ذاته وفكره, بل هو سيد تأملاته، حتى لو لم توصله هذه التأملات لشيء ذي بال. (أنا أفكر إذاً أنا موجود). وهنا تتجسد المثالية الذاتية في هذا العقل الميتافيزيقي, وهي عقلية معرفية تقوم بإنتاج المعرفة من ذاتها كما أشرنا أعلاه.

     لقد انتقل الانسان مع العقل الميتافيزيقي (المثالي الذاتي) من التفكير بطريقة غيبية تعتمد الخيال والاستسلام للقدرات الغيبية في العقل اللاهوتي، الى التفكير بطريقة (تأملية) مجردة تعتمد على العقل في صيغته المثالية الذاتية, وفي هذه المرحلة كف العقل البشري في نموذجه هذا عن تفسير الظواهر بقوى غيبية مفارقة لها, وافترض أن هناك قوى خاصةً بكل ظاهرة منفردة, كامنة فيها وملازمة لها. فاذا كان الانسان في مرحلة العقل اللاهوتي يعتقد أن ظاهرة ونمو النبات أو احتراق الخشب ترجع الى إله النماء أو إله النار أو إلى الله في مرحلة لاحقة، فانه في مرحلة العقل الميتافزيقي يفسر ظاهرتي النمو والاحتراق بقوى كامنة فيهما، فالنبات ينمو لان فيه قوة النماء، والخشب يحترق لان فيه قوة الاحتراق ..الخ. ومع ذلك لم يستطع العقل هنا أن يتخلص من أسر الوهم والخيال للخروج إلى عالم الحياة الحقيقة, عالم نشاط الإنسان ودوره في تكوين العقل وتحديد سماته وخصائصه الواقعية.

العقل الوضعي:

     في هذه المرحلة التاريخية التي وصل فيها العقل الإنساني إلى أنموذج التفكير الوضعي, يكون قد وصل العقل إلى مرحلة متقدمة من نضوجه, حيث ترك أو تجاوز العقل الوضعي فيها الطرق القديمة في تفسير الظواهر (اللاهوتية والميتافيزيقية) وبدأ يفسرها بطرق قائمة على المعطيات العلمية التي أنجزها الإنسان, وهي معطيات قائمة على الملاحظة والتجربة ومسترشدة بالعيني والمحسوس.

     إن العقل في المرحلة العلمية ” الوضعية ” يطرح على نفسه سؤالاً أساسياً وهو: ماهي العلاقة السائدة بين الظواهر الطبيعية ؟ والسبب في هذا الطرح هو الوصول الى معرفة وتحديد القوانين المتحكمة في الطبيعة والمجتمع موضوعياً, بيد أنه لم يستطع الخروج من أسار خضوع الطبيعة الى (حتمية) ما تتحكم في سيرورة وصيرورة هذه القوانين, وبالتالي يظل الهاجس المعرفي في هذا العقل الوضعي قائماً ومشروعاً لديه من خلال التأكيد على أن معرفتنا  لشروط هذه الحتمية ستمنحنا قدرة التأثير على الظواهر أو التنبؤ بما قد يطرأ عليها من تغير. فإذا كان العقل مثلا يفسر ظاهرة ” الندى” في المرحلة اللاهوتية تفسيرا أسطوريا باعتباره (دموعا لآلهة الصباح)، ويفسرها في المرحلة الميتافزيقية بأنه يتساقط من السماء ليلاً, فإن العقل في المرحلة الوضعية (العلمية) استطاع أن يدرك بأن العلاقة العلمية بين اختلاف درجات الحرارة في الليل والنهار, وبين تولد الندى في النبات, هي من يسبب طاهرة الندى. وهكذا يكون الحال بالنسبة لتفسير ظواهر الطبيعية الأخرى.(4) .

     إذن لقد سيطرت أو فرضت روح القوانين العلمية بحتميتها هذه نفسها على مسألة التعامل مع الظواهر الخاضعة للبحث, وبالتالي فقد العقل اللاهوتي والميتافيزيقي دورهما بالبحث وتقويم الظواهر   هنا.

العقل الوضعي  المنطقي:

     إن أبرز ما يطرحه دعاة هذا التيار الوضعي المنطقي الحديث الذي جاء مع نهاية القرن التاسع عشر, وبداية القرن العشرين, هو التأكيد على أن معرفتنا الفلسفية للعالم المحيط بنا تقوم على (التحليل أو الاستنتاج المنطقي) المجرد, بينما المعرفة الوضعية المنطقية لهذا العالم فتقوم أو تأتي عن طريق (التجربة) وحدها, وأن شأنها شأن بقية العلوم في هذه المعرفة, معتمدين في ذلك على المنطق الرياضي الرمزي المعاصر, وهو أحد حقول الرياضيات المتصل بأساسيات الرياضيات، وعلوم الحاسوب والكهرباء النظرية, والمنطق الفلسفي.     

    على العموم يظل (العقل الوضعي) بالمعنى الأنطولوجي (الوجودي) جوهرا مفارقا متفردا، وأزليا ومطلقا.

العقل الأداتي:

      يقصد في الفلسفة المثالية بالعقل الأداتي, ذلك النمط من التفكير الذي يعرف مشكلة ما ويسعى لحلها مباشرة دون تساؤل عن مضمون هذه الحلول والغايات وما إذا كانت إنسانية أو معادية للإنسان . .

     ففي محاولة تفسير هيمنة العقل الأداتي على المجتمعات الغربية الصناعية البرجوازية الحديثة، يرى ممثلو مدرسة فرانكفورت أن أحد أهم أسباب ظهور هذا النمط من التفكير ( العقل الأداتي), هو آليات التبادل (المجردة) في المجتمع الرأسمالي. وذلك تأثراً بتبَادُل السلع في السوق الحرة, الذي يعني تساوي الأشياء المُتبادَلة، فما يهِم في السلعة ليس قيمتها الاستعمالية المتعينة وإنما ثمنها المجرد وما تحققه من ربح.

     إن الأيديولوجيا النابعة من هذا التبادل المجرد, هي أيديولوجيا واحدية, مادية, تمحو الفروق وتُوحِّد معطيات الواقع بكل تناقضاته ومعطياته, مساويةً بين الظواهر المختلفة, بحيث يصبح الواقع كله مادة لا سمات لها, وتأتي نمذجة وتذرير الإنسان في مقدمة هذه الأيديولوجيا الواحدية, حيث يتحول الإنسان إلى ذرة ليس لها لون أو طعم أو رائحة, إلا لون وطعم ورائحة اقتصاد السوق والتبادل الحر المجرد من أي قيمة إنسانية. وهذه (النمذجة) لم تستطع في الحقيقة حتى الأيديولوجيات التي تحمل الفكر الاشتراكي المشبع بالقيم الإنسانية أن تتجاوزها, فهي الأخرى سيطر عليها (العقل الأداتي) متمثلاً في سياسة رأسمالية الدولة, وتكنوقراطيات الطبقة أو القوى الحاكمة..

     إن هذا المثال للعقل الأداتي ظلت مرجعيته مبهمة, مع ظهور استقلاليته أو حياديته أمام مرجعيات العقل اللاهوتي أو الميتافيزيقي, إلا انه ساهم كثيراً في فصل الإنسان  ليس عن الطبيعة المحيطة به فحسب, وإنما ساهم بشكل فاعل في انفصال المثال عن الواقع, وانفصال الجزء الإنساني عن الكل الطبيعي. وبذلك أصبح الإنسان يعيش بعقله الأداتي هذا في مواجهة هذه الطبيعة بشقيها المادي والاجتماعي, محاولاً استغلالها دون أن يتفاعل معها ويعمل على أنسنتها. أي أن الإنسان الكلي الحي يموت هنا, ليحل محله إنسان اقتصادي إمبريالي ميت، لأنه لا يحوي داخله الجوهر الإنساني المتكامل.

العقل النقدي:

     لقد تبين من خلال المعطيات العلمية القائمة على التجريب والملاحظة والاستقراء والاستنتاج, في العلوم البيولوجية والأنثروبولوجية والسيكولوجية وغيرها, البرهنة على أن الإنسان لا يولد ومعه عقل وإنما (يكتسب العقل) بفعل التنشئة الثقافية الاجتماعية، مما يعني أن العقل لا يمثل ملكة فطرية وهبتها العناية اللاهوتية, أو اية قدرة أخرى خارج النطاق الطبيعي, (أي هو خارج التحديدات الجوهرانية السكونية), بل كان العقل ولم يزل نتاج للحياة الاجتماعية التاريخية، وهو ظاهرة إنسانية حيّة موسومة بالنسبية والتغير، إنّه يقيم في التاريخ ويؤثّر ويتأثّر بتطوّراته وتراجعاته, وينظر إليه باعتباره قدرات ومهارات وتقنيات ومناهج تمكن من الاستدلال والبرهنة، وهي تختلف باختلاف مراحل التاريخ والتنشئة الثقافية المتشكلة فيها, ومع مجالات البحث.

     إن العقل في أعلى تجلياته هنا وفقاً لمرجعته السوسيولوجية, وفي صيغته الفلسفية العلمية هو شكل من اشكال الثقافة الروحية للبشرية, وشكل من اشكال الوعي البشري (الاجتماعي),  تكمن وظيفته المتميزة في وضع نظرية قادرة على خلق فهم معلل نظرياً ومنهجياً لأكثر القوانين عمومية في الطبيعة والمجتمع والتفكير المنطقي. هذا وتقوم الأصول الفلسفية للعقل النقدي في الممارسة الاجتماعية الواقعية, وهي تعكس على نحو متميز قضايا وتناقضات الممارسة الاجتماعية, وقضايا عملية معرفة الواقع وتحويله, وتؤثر بالإضافة إلى لذلك على تطور المجتمع والتاريخ وعلى تطور الإنسان ومعرفته. أو بتعبير آخر إن المهمات الأساسية للعقل النقدي فلسفياً, هي النظر في مسيرة العملية  التاريخية , وآلية عمل القوانين التي تتحكم في ميول وسنن هذه المسيرة من جهة, ثم العمل على توجيه الميول والسنن الموضوعية في الوجودين الطبيعي والاجتماعي من جهة ثانية.

     لا شك أن هناك الكثير من النقد قد وجه لهذا العقل النقدي من قبل مفكري وفلاسفة الطبقة البرجوازية في صيغتها الاحتكارية, على اعتبار أن هذا العقل يتجاوز كثيراً المرجعيات الجوهرانية الروحية والنفسية  واللاهوتية والميتافيزيقية, التي تتكئ عليها هذه الطبقة كون هذه المرجعيات العقلية تساهم كثيراً في تغييب العقل البشري وتجهيله وإبعاده عن معرفة مرجعيات تشكله الواقعية القئه في نشاط الإنسان أثناء إنتاجه لخيراته المادية والروحية. وبالتالي لا يمكن  لهذه الطبقة الرأسمالية الاحتكارية أن تحافظ على وجودها دون نشر هذا الوعي الفوضوي غير العقلاني أصلاً بين المجتمعات.

كاتب وباحث من ديرالزور- سورية                              

                             [email protected]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- الويكيبيديا – الموسوعة الحرة.

2إن العقل عند أرسطو هو القدرة على إدراك الصور الكلية والماهيات المجردة إدراكا مباشرا وصورة توحد بينه وبين جميع أفراد النوع. وهذا ما يقول به ابن رشد أيضا. راجع كتاب – مقام العقل عند العرب – تأليف – قدري حافظ طوقان – منشورات وزارة الثقافة السورية – دمشق – 2003 ص.

3حديث قدسي. رواه أبو هريرة).

4- للاستزادة في معرفة العقل في صيغه (اللاهوتية والميتافيزيقية والوضعية ) راجع النظرية الوضعية عند أوغست كونت).

قد يعجبك ايضا