صفقة القرن بين من ومن ؟ / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الأحد 28/4/2019 م …
 تعقد الصفقات عادة  بين طرفين متكافئين متفقين او مختلفين ربما لكن  ليس بين



( رئيس كترامب ومرؤوس كالحكام العرب)  .
فهل يعقل ان تعقد صفقة القرن مع ( الحكام المعينين  من قبل اميركا كموظفين لديها لإدارة شؤون احتلالها لبلدانهم)  ؟
 بالطبع لا  ، فهـؤلاء مجرد موظفين لا يملكون ان يرفضوا او يوافقوا فهم ينفذوا أوامر وتعليمات سيدهم او سادتهم وحسب  .
اذا مع من ستعقد ؟
هي تستهدف فرض (ما لا يمكن فرضه)  على شعبنا  العربي وفي مقدمته الفلسطيني والاردني  ،  ومحور المقاومة وغزة  .
وهذه مسالة لو امكن تطبيقها لما  انتظر ترامب ولا نتنياهو  ولأصدروا  قراراً بكل ما يريدون فرضه.
تأجيل الموعد يعني ضمناً العجز عن التنفيذ وسيستمر العجز والتأجيل طالما بقي الرافضون .
 خلاصة الامر …
أعطى ترامب لنتنياهو ما يحتله ويملكه ،   ووعده بما لا يملكه ولا يستطيع ان يعطيه اياه تحت اي ظرف .
عبر سنوات ثمانية شنت اميركا عدوانها العسكري بالوكالة وبواسطة الارهاب الوظيفي الفاشي الاصولي  على سورية مستخدمة كل الوسائل العسكرية بدون ضوابط ومعايير عسكرية كانت او اخلاقية وفبركت المؤامرات والقصص ولفقت الاكاذيب وأنفقت مئات المليارات وسخرت الهيئات الدولية كمجلس الامن والمحكمة الدولية وعقدت الندوات والمؤتمرات ووظفت دول الاطلسي كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا ولم  تبقى وسيلة لإيذاء سورية والنيل منها الا واستخدمتها وجربتها ووظفتها وكان اخرها العدو الصهيوني الذي شارك مباشرة كما شاركت القطعات الاميركية في تنفيذ اعتداءات على سورية وجيشها ومقدراتها وصلت حتى التلويح باستخدام السلاح النووي
لكن سورية ومحور المقاومة واصلوا  صمودهم وانتصاراتهم .
سلمت اميركا بالواقع الموضوعي وبظهور محور المقاومة كقوة راسخة تتمتع بقوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية وازنة يصعب النيل منها وتخطيها كما سلمت بقوة روسيا كدولة عظمى فرضت حضورها وإيقاعها السياسي والدبلوماسي ووزنها العسكري المتقدم مما اضطر الادارة الاميركية لطي صفحة المواجهة العسكرية والانتقال للمعركة والحصار الاقتصادي
لدول محور المقاومة وحلفائه فدفعت بحصارها لتركيا وإنهاكها لاقتصادها والاطاحة بليرتها وحصار نفوذها ومصالحها بشمال افريقيا  اذ تحاصرها في ليبيا والسودان وتدعم السعودية والامارات ضد قطر المتحالفة معها ،  وتدعم قسد والكورد  في شمال سورية الامر الذي يدفع   اردوغان للمزيد من الاقتراب لموسكو .
كما دفعت  الباكستان والهند والصين والعراق للاقتراب من ايران  اذا ان السعودية والامارات والبحرين غير قادرة من حيث الامكانيات على تعويض كمية نفط ايران في حالة توقفها عن الانتاج  ، ومن حيث الجوهر لن تضع الدول التي تتزود بالنفط من ايران راسها بين فكي التنين الاميركي الذي سيكون البديل الحقيقي لايران لهيمنته على سوق نفط الخليج .
كما لن تستطيع السعودية تفعيل خط النفط الممتد الى اليمن لتصدير نفطها ولا مفر من مرور نفذىطها من مضيق هرمز .
اضافة لان الثورة اليمنية تستطيع بيسر إغلاق باب المندب  وهذا بالطبع سيُصبِح كارثياً على سوق النفط وأسعاره .
كما دفعت سياسات الحمقى الأربعة ترامب كوشنير بومبيو وبولتون   كوريا الديمقراطية للاقتراب من موسكو وبكين ،  وفنزويلا للاقتراب من هافانا وموسكو وطهران وبكين ،  وزادت من عزلة ترامب الذي امعن في خرقه للاتفاقيات والمواثيق الدولية  وفي مقدمتها اتفاق خمسة زائد واحد واطلق رباعي ترامب كوشنير بومبيو وبولتون الحكم لنفسه عنان الهبات والمكرمات الاعلامية لنتن ياهو الذي عبر بها فضائحه وجرائمه واحكام السجن المتوقعة ليفوز بالانتخابات ويحسم مجتمع اللصوص الفاشيين المرتزقة القتلة خياراته لصالح فاسد وقاتل ومجرم حرب ليمضي بالكيان المسخ للمزيد من الإخفاقات والهزائم والسقوط والانتصارات الاعلامية      .
لو عدنا بالزمن وبالذاكرة للسبب الذي يكمن خلف العدوان على سورية ومحور المقاومة لتوصلنا للاستنتاج الذي يؤكد انه التشبث الاميركي بمواصلة الهيمنة على الوطن العربي والعالم والحفاظ على امن واستقرار ثكنته معسكره الامامي العدو الصهيوني والحكام العرب وكلاهما العدو والحكام مدراء لاحتلاله وهيمنته على الوطن العربي .
لقد بائت كل محاولات إنقاذ  العدو العسكرية بالفشل وازداد خطر الإطاحة بالحكام العرب وانحسر دور العدو العسكري ولم يعد قادرا على القيام بالمهام العسكرية كسابق عهده لذا فلقد لجأ ترامب للحصار الاقتصادي وصفقة القرن لاعادة بعث الحياة بالعدو عبرها .
قدم ترامب  كما سبق وذكرنا كل ما يمكن تقديمه لنتن ياهو كنقل السفارة للقدس والموافقة على ضم القدس والجولان اي إعطاؤه ما يملكه ويحتله والان يقف عاجزاً  عبر الوسائل العسكرية والاقتصادية وهو في سباق مع الزمن لان كل يوم يمضي هو بمثابة مسمار في نعش الرأس مالية ويصعد بمحور المقاومة وحلفائه ويحسر  الدور والنفوذ والمكانة والهيمنة الاميركية

قد يعجبك ايضا