طرطوس تمتين لمحور المقاومة / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الإثنين 22/4/2019 م …
منذ ثماني سنوات وسورية تخوض معركة التحرر الوطني والاقتصادي والارادة السياسية المستقلة ضد العدوان الاميركي الصهيوني  التركي والرجعي العربي عليها .



لقد كان لهذا العدوان اوجه عسكرية  متعددة  من مواجهة اميركية صهيونية تركية مباشرة لمواجهة الارهاب الاميركي  الوظيفي اي بلغة اخرى عدوان اميركي بالوكالة .
وقد تعددت اشكال الارهاب وأنواعه من جبهة النصرة لداعش ومشتقاتهما
وقد استطاعت سورية ومحور المقاومة وتحالفه من تطهير معظم التراب الوطني السوري وهي تتأهب لخوض معركة ادلب ومواجهة  جبهة النصرة ثم خوض معركة شرق الفرات وقسد بعد القضاء على مشروع  دولة الخلافة  الاسلامية داعش .
ان خوض معركة شرق الفرات وتصريحات الاركان السوري بأن قرار تطهير سورية من كل قوة غازية والذي تلاه تصريح رئيس الاركان العراقي اثر لقاء رؤساء الاركان الثلاث الاخير  بدمشق والذي اعلن به عن اقتراب فتح المعابر العراقية السورية وتطهير اي قوة تعترض ذلك بمثابة رسالة قوة للقوات الاميركية الغازية شرق الفرات وبالتنف والذي اعلن ترامب مراراً عن نيته سحبها .
كما ان تمتع محور المقاومة بفائض قوة عسكرية وتعميق تحالفاته الاستراتيجية وتعزيزها يعني ان موازيين القوى تميل لصالحه وان احتمال المواجهة العسكرية الشاملة يبتعد شيئاً فشيئاً  ،  بالتالي كان لابد من الانتقال الاميركي للخطط البديلة ازاء التغيرات الناجمة عن الانتصارات السورية ومحور المقاومة ،   وهي خطة الحصار الاقتصادي التي تذكرنا بحصار العراق وفنزويلا وروسيا وايران وكل من يعترض مشروع الهيمنة الاميركية وبسط النفوذ وسرقة خيرات الشعوب.
ان لدلالات مصطلح غرفة العمليات المشتركة  اهمية تكتيكية واستراتيجية والتزام  مشترك لمحور المقاومة وحلفاؤه بالخطط المعدة مسبقاً  والقرارات الميدانية التكتيكية والاستراتيجية والاستعداد لمجابهة المواقف التي تفرضها المتغيرات العسكرية  الميدانية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية .
اي ان الخطط العسكرية تعد من وجهة نظر المدافع  والمهام الموكلة له وفقاً لصفحات الحرب ووجهة نظر التحالف  لتنفيذ المهام والواجبات الموكلة للقطعات السورية والصديقة والحليفة ، ومن وجهة  نظر العدو وخططه وتطوراتها واحتمالاتها والاستعداد لها .
اي ان سورية ومحور المقاومة على استعداد مسبق لاي عدوان ومفاجئة عسكرية او سياسية او اقتصادية والحصار الاقتصادي احد اوجه المجابهة .
. ان من يعتقد ان حصار سورية الاقتصادي كان مفاجئة لها مخطئا وجانب الصواب فلا يعقل ان سورية وحلفاؤها لا يعون خطورة المعركة وقسوتها ومرارتها وشراسة الخصم وبأنها معركة وجود بين مشروعين ومعسكرين المعسكر الاميركي الاطلسي ومواصلة الهيمنة والقطب الاميركي الاوحد و الصهيوني التركي والرجعي العربي   ومعسكر التحرر الوطني الدولي وبأن المعركة الفاصلة تدور على مسرح العمليات وعلى الارض السورية .
وبان اوجه المجابهة والمعركة متعددة وبان الحصار الاقتصادي هو الوجه الاخر للعدوان على سورية .
ومما لا شك فيه ان المعركة الاعلامية وتأثير أصوات ووجهات نظر غيارى  ادوات التواصل الاجتماعي الالكتروني لن تكون هي مرجعية المجابهة وان كانت ستوضع بالاعتبار في غرفة العمليات المشتركة ،  بل الخطط المسبقة والمعدة سلفاً والتي تضع باحتمالاتها المستجدات والمتغيرات والتي يمكن تطويرها وإجراء تغييرات بما يتفق وتطورات العدوان .
ان خطوط ترامب تتهاوى ونفوذه وتواجد قواته يتراجع شيئاً فشيئا وازمة أدواته في الوطن العربي تتعمق بشدة لكن أطماعه بثروات سورية وفضائها الجيو سياسي لن ينتهي ولهذا جاءت خطة الحصار الاقتصادي ومنع ناقلات النفط للوصول لسورية .
لكن اتفاقية روسيا وسورية المتعلقة بميناء طرطوس اذا فعلت  ستكون  رداً بليغاً واحدى خطط التصدي للاحتمالات   المسبقة وليست ردة فعل آنية حتماً .
ان تعميق التحالف والوجود الروسي سيحول دون الاطماع الاميركية بنهب ثروات سورية النفطية وبدورها المحوري  في محور المقاومة الذي يشكل  خطراً  وجودياً على العدو الصهيوني والرجعية العربية ويمتن محور المقاومة ويعزز قدراتها العسكرية.

قد يعجبك ايضا