الثورة السورية المزعومة … هل هي ثورة أم ماخور دعارة؟ / زيد عمر النابلسي




ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏حشد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏
زيد عمر النابلسي ( الأردن ) الإثنين 22/4/2019 م …

بعد أن انتشرت صور وتسجيلات لمئات النساء من مجاهدات النكاح بعد سقوط آخر جيوب الدواعش في الباغوز شرق سوريا – واللواتي تم استقدامهن في الأغلب من دول شمال إفريقية لإشباع شبق ثوار الحرية في سوريا – يحق لنا أن نتساءل:

بِرَبِّكُم هل هذه ثورة أم ماخور دعارة؟

هل سمعتم عن ثورة في التاريخ البشري لم يتوقف ثوارها عن النكاح أثناء سنوات القتال، فأنجبوا آلاف الأطفال الأبرياء الذين سيكبرون في الخيام ومعتقلات الأسر ليتحولوا بدورهم إلى مشاريع دواعش جدد؟

ولذلك فإن هزيمة داعش وجبهة النصرة وباقي فصائل الثوار في سوريا لا تكفي طالما أن الفكر الوهابي الذي أتى بداعش وباقي فصائل تنظيم القاعدة لا زال حياً يرزق…

دعونا من التستر والطبطبة على أصل الداء، فنحن نعلم أن المتأسلم الإنتحاري، سواء انضم إلى داعش في الموصل والرقة، أم إلى توأمها في إدلب، أم فجر نفسه في كنائس مصر أم في شوارع ومقاهي ومسارح أوروبا، فإن لهذا المجرم غاية واحدة من قتل نفسه وقتل الأبرياء، وهي حتمية الإنتقال الفوري، حسب إيمانه المطلق، إلى مفهومٍ مشوّه للجنة بأنها فردوس النكاح والجنس كما يصورها له الفقه الوهابي المزوّر، مدعوماً بتفاسير مغرضة لآيات في القرآن الكريم لا تحتمل هذه المعاني، ومسنوداً بأحاديث الرواة الكذبة الذين يفترون على رسول الرحمة والخلق العظيم ما لم يقله في حياته…

فلنأخذ مثلاً هذه الآيات الروحانية الجميلة من سورة يس عن وصف السلام والطمأنينة في الجنة:

“إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)”

تصوروا أيها السادة أن جميع كتب تفاسير من يطلقون على أنفسهم إسم “أهل السنة والجماعة” تقول لنا أن معنى “الشغل” في قوله تعالى “فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ” هي فض أبكار العذارى؟!؟!

أنا شخصياً لم أصدق ذلك، حتى بحثت بنفسي في التفاسير المعتمدة المتوفرة، والتي جميعها تدعم تفسيرها المنحرف بحديث يدعون صحته عن أبي هريرة وابن عباس، أنهما سألا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

“يا رسول الله أَنُفْضِي إلى نسائنا في الجنة، كما نُفضي إليهن في الدنيا؟، قال: نعم، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليُفضي في الغداة الواحدة إلى مئة عذراء”

والغداة هي الصباح، أي أنهم يدعون أن سيدنا محمد والعياذ بالله، الذي بُعِث لتحرير المرأة من الاضطهاد والظلم، قال لأصحابه أنهم في الجنة سيكون شغلهم الشاغل هو فض غشاء البكارة لمئة امرأة في صباح اليوم الواحد، إلى أبد الآبدين!!

ما هذا الإنحلال وما هذا الإفتراء على نبي الخلق العظيم، والذي يقول لنا القرآن الكريم أن الله ما أرسله إلا رحمةً للعالمين؟؟

ومن بربكم هو ذلك الكائن المتوحش الذي يستمتع بهذا الفعل المشين في كل صباح مع مئة عذراء؟

ولماذا أصلاً كل هذا الهوس الذكوري المقرف بموضوع البكارة وفض غشائها؟

ألا يوجد لديكم أطفال يسألونكم عن دين الرحمة والعفة والطهارة؟

ألا يخجل أحدكم أن يقرأ لإبنه أو ابنته هذه التفاسير المعيبة والروايات المخزية؟

هكذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فكمية الكبت الجنسي بين الشباب في عالمنا المنكوب بكراهية وتحريم الإختلاط وصلت مراحل لا تليق بطبيعة النفس البشرية، ولذلك خرج على هؤلاء الشباب شيوخ الدجل بوعود خيالية عن أعداد الحوريات التي تنتظرهم فور الضغط على الحزام الناسف، لتبدأ فوراً عملية جماع جنسي تمتد لملايين السنين دون توقف، حسب تفاسيرهم الوهابية المولعة بالجنس والجنس ولا شيء غير الجنس…

معركتنا اليوم أيها السادة هي ليست فقط مع تنظيم القاعدة في العراق وفي الشام، بل هي مع كل من ينشر مذاهبهم بيننا ويدعو لها في بيوتنا، ومع كل من يروج لكتبهم وأحاديثهم في مدارسنا ومساجدنا ويدافع عنها ويدعي أنها أصح الصحاح بعد القرآن، وهي معركة مستمرة مع كل من لا يزال مصراً على تشويه هذا الدين ومسخه وتحويله إلى عقيدة قتلٍ وجنسٍ وسيوفٍ ودماء…

قد يعجبك ايضا