خابت  أمال الغرب ” روسيا استوعبت درس افغانستان” /  كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن روسيا

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 5/4/2019 م …




 اعتقد الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة بان روسيا عندما تدخلت في سورية  ذلك التدخل الذي جاء بدعوة من  حكومتها الشرعية تكون قد تورطت  عسكريا وسوف تواجه ذات المازق الذي وقع فيه  الاتحاد السوفيتي في حربه بافغانستان مما اضطره الى مغادرتها في نهاية المطاف جراء الدعم  العسكري الامريكي والاموال التي اغدقتها ” ذات الانظمة الفاسدة” التي ساندت الارهابيين في سورية  لدعم من كان يطلق  عليه في حينها   مسمى ”  الجهاديين” “.

مثلما كان يعتقد  الغرب الاستعماري ايضا نظرا للكم الهائل من الارهابيين والجماعات الاجرامية التي تم تسريبها الى سورية وتدفقت الى المنطقة  بتخطيط غربي  ودعم مالي وعسكري هائل  من انظمة متامرة على الامة  من ان روسيا دخلت  ” مستنقعا” شبيها بمستنقع ” افغانستان”  وسوف تجر في  نهاية المطاف اذيال الهزيمة  وتسحب قواتها من  سورية  كما سحب الاتحاد السوفيتي قواته من افغانستان.

لقد خابت امال الغرب الاستعماري وخاصة الولايات المتحدة التي ارسلت قوات الى سورية لدعم  مجموعات  ارهابية معروفة وشكلت ” تحالفا اعلاميا”  كاذبا اطلقت عليه ” التحالف الدولي ضد الارهاب”  في محاولة  يائسة لعرقلة النشاط الروسي العسكري  المعادي للارهاب ولن ترد واشنطن وتحالفها المزعوم على دعوات روسية عديدة للتعاون في مجال مكافحة الارهاب.

 وعندما فشلت واشنطن وعواصم الغرب الاخرى الحليفة لها  في الحد من الجهد العسكري الروسي ” الجوي” الداعم للقوات السورية والقوات  الحليفة والصديقة لدمشق لدحر الارهاب   استخدمت الولايات المتحدة  بعض ” ضعاف النفوس ” والعملاء ” من قادة  الكرد السوريين  لوضع العصي في العجلة السورية التي سحقت ” الارهاب” وامنت معظم الاراضي السورية التي كان يعبث ويدمر فيها ارهابيون باشراف واشنطن وانقرة وبدعم مالي ” سخي” من انظمة الفساد المعروفة  في المنطقة في حرب  مدمرة شنت على سورية  وتواصلت لثماني سنوات ولاتزال  .

لقد تصرفت موسكو بحكمة واقتصر دورها على الدعم الجوي للقوات السورية والقوات الحليفة لها مثلما تصرفت بحكمة في المجال الدبلوماسي  واستطاعت ان تتجنب اي صدام عسكري مع الغرب في سورية كما تمكنت من ان تصل الى عضو مهم في حلف ناتو” العدواني وهي تركيا لتنسق معها في بعض المواقف رغم دراية روسيا التامة بان انقرة لعبت هي الاخرى دورا تخريبيا ولاتزال في سورية  فهي تستخدم مصطلح ضرب  الارهاب  وسيلة للتخلص من خصوم لها بين الاكراد وخاصة ” حزب العمال الكردستاني”.

روسيا وبدلا من ان تتورط في سورية كما كان يعتقد الغرب خرجت منتصرة على المستويين العسكري والسياسي فعلى المستوى العسكري تحولت رؤوس” الارهابيين” في سورية الى حقل تجارب للاسلحة الروسية الحديثة وهو ما اذهل الغرب  كما ان طياريها  نالوا خبرات عملية بعد ان كانت معلوماتهم مقتصرة على الدروس النظرية وبات الغرب الاستعماري يسمع ” ب” صواريخ كليبر” المجنحة و منظومات اس 300 واس 400 للدفاع الجوي وغيرها من اسلحة تفاجأ الغرب بها واخذت دول حليفة لواشنطن تتجه نحو موسكو للحصول على تلك المعدات العسكرية الروسية مما فتح ابوابا جديدة لها  في منطقتنا  التي كانت محصورة ب” الغرب” وماما امريكا” التي  تستغلها استغلالا بشعا  وفرض شروط على الدول التي تسعى للحصول على الاسلحة والمعدات العسكرية الامريكية .

 خذوا مثلا ” تركيا” دولة عضو مهم  في حلف ” ناتو العدواني ” تبرم اتفاقات مع موسكو للحصول على منظومة ” اس 400″ للدفاع الجوي وغيرها الكثير من دول منطقتنا الحليفة لواشنطن اخذت تبحث عن الاسلحة في الاسواق الروسية بدلا من الامريكية او الغربية التي تحصل عليها بشروط واسعار خيالية  كل هذا يحصل  بفضل دخول روسيا الداعم عسكريا لسوريا ضد الارهاب .

روسيا كماهومعروف لها  مصالحها ايضا في المنطقة والعالم كدولة عظمى  لكنها   لاتقطع الحبل  مع  اي  حليف صديق  صدوق او تخونه  كما يفعل الغرب  من هذا المنطلق وقفت الى جانب سورية وفنزويلا التي تتعرض للتامر الامريكي وابدت استعدادها لدعم العراق ومصر وغيرها من الدول العربية .

  وعرف عن الولايات المتحدة الامريكية بالذات بانها  لايؤتمن جانبها في هذا المجال وهناك الكثير من المواقف التي تخلت فيها عن حلفائها  وتامرت عليهم لانها تعتبر مصالحها فوق الجميع ؟؟

هذا ماحققته موسكو  على المستوى العسكري الذي بات الغرب يحسب له الف حساب بعد ان شهد بعينه الاسلحة  والتقنيات الروسية الحديثة اما على المستوى السياسي فان العالم وشعوبه باتت  تنظر الى  روسيا   على انها دولة تتسم مواقفها بالمصداقية واحترام المواثيق الدولية وقوانينها  وهوماحفز عدد من الانظمة  بمنطقتنا بالتوجه نحو موسكو” بعد ان كانت الابواب موصدة بوجهها جراء السياسة الامريكية والغربية المعادية  لروسيا بهدف عزلها دوليا وانفتحت  هذه الانظمة والحكومات على روسيا سياسيا واقتصاديا وثقافيا .

 حتى في افغانستان   التي تحولت الى ” مستنقع للقوات الامريكية   وحلفائها  في الناتو”   تتجه انظار حركة طالبان والحكومة الافغانية الى موسكو  للمساعدة في ايجاد  حل للمشكلة الافغانية ”  ورغم المفاوضات التي جرت في الدوحة بين ” واشنطن وطالبان” فان الاخيرة تطلب ضمانات روسية وصينية قبل اي اتفاق مع الولايات المتحدة التي باتت تفتقد الى المصداقية على المستوى الدولي.

 خيبة امل الغرب  في تورط روسيا  بسورية  تعكسها اقوال خبير فرنسي استراتيجي هو رومان لو مبادري اعترف بان روسيا حققت نصرا في سورية بفضل اتباعها ستراتيجية مدروسة وواضحة وبتكتيكها وسلاحها المتطور خلافا للغرب.

 

قد يعجبك ايضا