شيك، وقشة .. عمر، وولادة، و”كش احتلال”! وهل يحتج ابن خلدون على انعقاد القمة العربية .. وعلى مقربة من تمثاله في “الشانزيليزيه” التونسية؟ / ديانا فاخوري




ديانا فاخوري ( الأردن ) الأحد 31/3/2019 م …
شيك بلا رصيد وقشة تقصم ظهر “البعير/ الربيع الصهيواعروبيكي” والأحرف واحدة، بالمناسبة! هو اعلان لولادة حزب الله العربي السوري في الجولان ليغدو سلاح الحزب والمقاومة، وقد جسدها عمر ابو ليلى، سلاحا شرعيا وحيدا في المنطقة!
واهم ترامب، و مغرورون صحبه في المحور الصهيوأعروبيكي بما فيهم جورج بومبيو وجون بولتون وزمرة من غلاة الصهاينة – اعني اليوت ابرامز وصهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر، بدعم من مبعوثه إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وإسناد من سفيره لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان – اذ يظنون، وبعض الظن اثم، أنهم باعلانهم الأخير انما يمهدون لصفقة القرن الكبرى .. أما في الواقع فقد أعلن ترامب، بإعلانه هذا، شرعية المقاومة مسقطا اوراق التوت و معريا أصدقاءه/ أنظمة التطبيع، ومعهم التسوية السلمية، والدور الامريكي “كوسيط محايد” .. أنه، بذلك، يعلن شرعية المقاومة طريقا وحيدا لاسترداد الحقوق .. “فإما المقاومة واما انتظار الإبادة”!
لا شلالات الدولارات: 3 تريليون دولار لحرب أفغانستان والعراق فقط .. وها هو دونالد ترامب نفسه يقولها بالفم الملآن “اننا نحب العولمة ونحييها، ولكننا نحب بلدنا أيضا. إنه واجب علينا أن نحرص على وطننا”، وأشار ان بلاده أنفقت «بحماقة» “7 تريليونات دولار خلال 18 عاماً فى الشرق الأوسط، ولم نحصل على شىء فى المقابل وهذه إعاقة كبيرة” .. لا شلالات الدولارات ولا الماكينة الاعلامية الأيديولوجية الصهيوأعروبيكية، ولا “الربيع العربي”، ولا “الأخ الأكبر”، ولا “الدب الداشر”، ولا الغارات الهستيرية، ولا معمارية كوشنر الجديدة .. ولا .. كلها لا تقوى على تقديم ايران باعتبارها العدو والخطر الداهم فيتم بهذا ازاحة “إسرائيل” ومشروعها الاستعماري من المشهد!
هنا القدس، هنا الجولان، هنا الإسكندرون – السلام يمر بتحرير فلسطين .. كل فلسطين من النهر الى البحر، ومن الناقورة الى أم الرشراش .. السلام يمر بتحرير الجولان وكل شبر محتل من الاراضي العربية .. فلسطين، الجولان، والاسكندرون .. الموضوع واحد والمحرك واحد .. “الوعد بلفوري” والاصبع صهيوني!
ناديتكم و كررت حتى ملني النداء .. دعوتكم و دعوت لكم و كررت حتى ملني الدعاء .. ناشدتكم و كررت المناشدة أن اعقلوا و تعالوا ليوم مرحمة و كلمة سواء .. أن تعففوا أو توقفوا عن ايقاظ الفتنة، وأن انزلوا عن الأشجار .. أن صوبوا البوصلة بالتصويب على العدو الحقيقي فتصب النيران على تل ابيب و نقرأ جميعا: “نصر من الله، و فتح قريب”!
اما اليوم، وإذ يحتج ابن خلدون على انعقاد القمة العربية وعلى مقربة من تمثاله في “الشانزيليزيه” التونسية .. وبعد التئام “بلف وارسو” بقمة “النتانة والصراخ”، فلا بد من اعادة استدعاء:
اولا- شعار كان قد رفعه قائدِ مقاومةِ شعب شكتاو في أميركا الشماليّة، “تكومسة”: “إما المقاومة و اما انتظار الإبادة”!
ثانيا- اللاءات الهاشمية الثّلاث: “لا للتّنازل عن القدس المحتلة”، “لا للوطن البديل” و”لا للتوطين”!
نعم خسئوا فالأردن اكبر من الدور المرسوم، وهو قادر، قيادة وشعبا، على احباط “القدر المرسوم” .. وسيبقى الأردن وقف الله، أرض العزم، أفقا عربيا، وعمقا سوريا وامتدادا كنعانيا .. وطنا بهيا بانتظام ولايته الدستورية ومأسسة الدولة وتحصين القانون، شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا! ولن تقوى قوى “الزندقة” او “الصهينة و”الصندقة” بخشنها وناعمها على تحويل الاردن من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان انسجاما مع مفرزات سايكس/ بيكو ووعد بلفور بمصادقة صك الانتداب وعصبة الأمم وما رسموه للأردن من دور وظيفي قاومه الملك الحسين متمسكا باستقلال القرار السيادي وانتظام الولاية الدستورية، وعمل على تخطي الدور ومقتضياته والتحرر من الالتزامات المترتبة عليه ليرسى بذلك إرثا سياسيا لأجيال “اسلفتها” قريش “بمدرجة الفخار” فيحملوا “من الأمانة ثقلها، لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا” فهم – كما يضيف محمد مهدي الجواهري – ابنَاء “الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ ، سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا”!
ثالثا- صرخاتي المتكررة المتواصلة ل “ابو مازن”: [ماذا تنتظر (هل تنتظر الإبادة!؟) وترامب ماض يعمه في غيه و طغيانه، وقراراته تترى وتتزاحم!؟ اتخذ موقفا “براغماتيا”: طلق أوسلو وأعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس، وبلاءاتها الثلاثة!]
أنتم مؤمنون، وعلي ان اذكر انني “كنت قد وجهت نداء مكررا، مكررا .. معجلا، معجلا الى الرئيس الفلسطيني ليتخذ موقفا “
“براغماتيا” يطيح بصفقة القرن ويجهضها ولعل هذا أقصى ما يستطيعه من موقعه الحالي .. خاطبته واخاطبه بكل اخلاص ان قم باضعف الإيمان في ظلّ تواتر التقارير والتسريبات و تزاحم القمم والجولات و الزيارات واللقاءات – السرية منها والعلنية – وما يجري على الجبهات ومختلف التغطيات:
أعلنها وطلق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة!
أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة ..
أعلنها و اسقط “الصفقة” بقرنها و قرونها ..
أعلنها “أبو مازن”، أعلنها – و لو من غزة!
أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة على كامل التراب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بحدود الرابع من حزيران عام 1967 .. أعلنها وطلق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة: لا صلح، ولا اعتراف، ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل عودة الحقوق الى اصحابها بما في ذلك حق العودة!
اعلنها وضع الجميع امام المسؤوليات التاريخية!
اعلنها وأثبت قدرة الشعب العربي الفلسطيني على خلق واقع موضوعي جديد!
أعلنها وانتزع التأييد من الأمة العربية شعوبا ودولا، ومن دول مجلس التعاون الاسلامي والأمم المتحدة!
أعلنها وأعد لنا الروح ونحن نرى المنكر، وأي منكر أعظم من احتلال فلسطين واغتصابها من النهر الى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش؟ لنعمل على تغيير المنكر ولو بأضعف الإيمان، فلكم ارتقی الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعبا بين يدي بيرنارد لويس وصحبه اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقی فيها دولة سوی اسرائيل .. من زئيف جابوتينسكي الی موشی هالبيرتال وحتی أوباما – و ترامب بالتأكيد، سيما وهو يستكمل ذلك بوعده “المبلفر” بخصوص الجولان! فكفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!
أعلنها “ابو مازن” .. أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس، وبلاءاتها الثلاثة”!
و ها هو يسوع يخاطب الرسول والامام: لأن شرف القدس يأبى، لا تسمحوا بتحويل بيت الرب مغارة للصوص – فيستجيب عمر ابو ليلى منتفضا ومذكرا بقيادة القوات الاسرائيلية في صور، وحفلة المارينز ببيروت، ودلال المغربي، وكيف أسقطت سوريا “الضربة القاضية” التي ارادها محور الشر الصهيواعروبيكي ومعهم نصف دول العالم قبل نصف قرن في الخامس من حزيران، وكررتها دول المحور ذاته متوسلين “الربيع العربي” منذ ثماني سنوات، وشيكات بلا أرصدة لوعود “مبلفرة” في القدس والجولان هذه الأيام .. وها هو صاروخ غزاوي ينطلق من غزة هاشم إلى شمال تل أبيب، فتغطي شظاياه كامل مساحة كيان الاحتلال، ويعبرالقارات ليصيب بنيامن نتنياهو في واشنطن بمقتل من غروره فيهرول الى جحره محاصرا بخيارات احلاها مر التعاطي مع الواقع المستجد .. وها هي مسيرات العودة الأسبوعية تلاقي صواريخ المقاومة فيرتعد الغزاة مذعورين لا تفارقهم الصور أعلاه ويطاردهم أسد هنا وعمر هناك، وشبح هنا وشبح هناك، ويترائى لهم الرئيس الخالد حافظ الأسد وقد:
١) أصر علی الوصول الی ضفاف طبريا و رفض مقايضة الجولان ببضعة امتار علی ضفاف البحيرة ..
٢) أهدی كلينتون حفنة من تراب سوريا ليعلمه درسا في الوطنية – ترابنا اغلی من جواهر و كنوز العالم ..
٣) اجتمع بثلاثة من رؤساء البيت الأبيض مشترطاً أن يتمّ اللقاء إما في بلد محايد وإما في دمشق ..
٤) حافظ علی مسيحيي الشرق و حماهم كالأسد خلال الحرب الأهلية في لبنان ..
٥) سحب الجيش العربي السوري من الحدود التركية الی الجولان عشية خلافات المياه و السدود – تعارضات ثانوية تذوب في مواجهة التناقض الرئيسي ..
٦) سحب الجيش العربي السوري و رده عن اقتحام الحدود الأردنية عام 1970 ..
ويستذكرون كيف قاومت الشام حلف بغداد و رفضت الجري وراء مبدأ أيزنهاور!
ولنتختم الان بقراءة الآية الكريمة 56 من سورة المائدة ( فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) .. و”كش احتلال”!
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية

 

 

قد يعجبك ايضا