دمشق القلعة .. ترسم مستقبل الامة ( 2/2 ) / عبدالحفيظ ابوقاعود

عبدالحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الأحد 24/3/2019 م …




*صحافي وباحث سياسي …

 دعوة” سيد المقاومة ” فلنذهب معاً إلى سوريا ” ستبقى بلا جواب في الداخل اللبناني أولا ، وكذلك في المحيط والجوارالعربي  والخارج ولدى منظومة التحالف الامني الاقليمي ثانيا . وهذا وضع طبيعي ومنطقي، لان الرفض يأتي من داخل الاصطفافات والمحاور. فلكل فريق طريقته الخاصة المرتبطة بمصالحه الحيوية في مواجهة “الدواعش”، وكما العالم ينقسم في مواجهة ومقاتلة «ألدواعش»، كذلك ينقسم العرب والعجم .

المحور الاخر.

لقد تعاملت الادارة الامريكية  والغرب المتصهين مع الدوله الوطنية السورية ، على أنها دولة فاشلة وخاسرة، يتقرر مصيرها بالحرب الكونية عليها خلال شهر او بضعه شهور ، وانها إحدى غنائم حرب سهلة رسمت سيناريوهاتها في واشنطن وتل ابيب . لكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ،لان اعداء سوريه  تناسوا  ان الرئيس الاسد من طينة القادة العظام القمالقة ، التي تصنع التاريخ بالرهان على “المستحيل” في مواجهة المشروع  التكفيري الارهابي . حيث صار لديه  المستحيل ممكناً ، فأصبحت دمشق مركز بيكار الدنيا بأسرها ويقرر الجيش العربي السوري الحسم الاستراتيجي في المواجهة الكونية على سوريه .

فالأغلبية  الساحقة من الشعوب العربية مع  سورية  في المواجهة والحرب ضد المشروع التكفيري الارهابي ، والأقلية منهم مع “الدواعش” منهم ؛”الاخوان والسلفيين” والمضللين . قد يلتقي الفريقان على تفاهم مرحلي، لمواجهة المشروع التكفيري ،مع إبقاء خطوط التباين واضحة بين الفريقين. ولا يعد ذلك غريباً. فنادراً جداً ما توحد ” العرب ” ضد عدو واحد . لكن الأهم في الامر من يلتقط الرساله من دعوة سيد المقاومة ودلالاتها ؛من يدعى الى “طاولة الكبار” كي يكون شريكاً في صناعة المستقبل للامه والمله ،أو في إعادة تركيب هذا  المستقبل للعالم لقرن من الزمان على الاقل ،ومن يتخلف عنها ليكون من الخوالف من الاعراب للغياب عن قسمة الغنائم و البقاء في دائرة  النفوذ الاستعماري .

لقد كبر محور المقاومة وعظم شأنه وبات يشكل ثقلاً ميدانياً يحسب له ألف حساب. فالإنزال الإيراني العسكري  في الجبهة الجنوبية “درعا- الجولان” شكل جهدا مساندا افتتاحيا يقوم به محور المقاومة في إحياء الجبهة الشرقية بالالتحام العضوي مع جحافل الجيش العربي السوري.الايام دول بين الناس ،حيث دار و يدور الزمن دورته وتلوح في الافق من دمشق القلعه شعاع النصر العظيم لمحور المقاومة العربي الاسلامي في عام الاستدارة الكبرى 2019 في نهاية الحرب الكونية من سورية وعلى سورية ، حيث تضع الحرب اوزارها، ويتمكن الرئيس الاسد بما يمتلك من اعمدة الزعامة الوطنية والشعبية بالداخل والخارج، ومن ثقل دولي واقليمي في تقرير مصير سوريه ومستقبلها السياسي،لتكون على  ” طاولة الكبار “عبر الحليف الايراني والروسي  لاقتسام النفوذ ورسم المستقبل التليد للامه والمله باستحضار الماضي المجيد للعروبة والاسلام .

وكانت جحافل الجيش العربي السوري  ومجاهدو “محور المقاومه”  الوسيلة الوحيدة لإنقاذ سوريه من خطر مؤامرة التفتيت  والإلحاق بالسيد الأميركي عبر منظومة التحالف الامني الاقليمي. فالتاريخ يسجل ما يؤكد القاعدة التي تحدث عنها “سيد المقاومة “؛ على “طاولة الكبار “المنتصرون ، يتخذ القرار. وبطاقة العبور إلى “الطاولة ” الدولية ، ممهورة بما لدى كل فريق من قوة في الميدان. واوراق تفاوضيه ،هذا منطق الحروب وما بعدها من احداث تؤدي الى مفاوضات  بين المنتصرين لتوطيد اركان السلام العالمي .

لقد حدث في تاريخ العرب الحديث ما يثبت صحة هذه القاعدة: بعد حروب العراق المدبرة والمتعددة والعبثية، فقد أقدم الاحتلال الأميركي على تدمير العراق وإعادة تشكيله، فيما مصر غارقة في ما وراء سيناء ،لتكون على جرف هار فغرقت في  اتون ثقافة التسوية ، لتغيب عن “طاولة الكبار”، ومشيخات دول الخليج مغتبطة بتفتيت ارض الرافدين وبلاد الشام  وتدمير ارض الكنانة .

الخلاصة والاستنتاج؛

–  دعوة الامين العام لحزب الله العرب  ليكونوا فاعلين في ميدان المواجهة مع المشروع التكفيري الارهابي ،وبالانضمام الى محور الاقوياء بالذهاب الى سوريه الاسد بؤرة ارتكاز بيكار العالم لصياغة مستقبل العالم .لان التحالف الاستراتيجي  الإيراني  السوري ،هو؛ المؤهل لولاية الامر في الشرق .لان المنطقة العربية التي استقرت بعد “سايكس ـــ بيكو” و “وعد بلفور”، باتت في النزع الأخير من فصول المؤامرة الكونية على سوريه ،بعد فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد لديمومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتله.

–  الحروب المشتعلة في المنطقة، والمؤهلة لإحراقها بكاملها، تنبئ بأن خرائط جديدة وكيانات جديدة ،قد تنشأ في الاقليم ،بعد أن تكون الحروب المتناسلة قد قضت على سلالات  “سايكس ـــ بيكو”؛ وعد بلفور ووعد اوسلو. لكن المنخرط في الصراع يبني استراتيجيته على “القاعدة الذهبية ” التي تقول .. أن هذا الطرف او ذاك مستمر في الصراع ،بهدف الانتصار وكسب الغنائم، والتأهل للحظة التاريخية حتى يكون حاضرا على” طاولة الكبار” ،وإن لم يتحقق له ذلك، يتقررمصيره ومستقبله السياسي ضمن مناطق النفوذ على الطاولة ذاتها.

–  الدعوة الثانية ل “سيد المقاومة ” للانخراط الميداني في مواجهة المشروع التكفيري الارهابي بالتنسيق مع سوريه الاسد ،تفهم على شكل مزدوج: المشاركة في قطف ثمار الانتصار الاستراتيجي للجيش العربي السوري ومحور المقاومة ،أم المشاركة في صناعة “التسوية ” ورسم الخرائط  الجديدة  للمنطقة والاقليم على طاولة الكبار!!!.

–  لقد راهنت دولا وجماعات على فرضية تنحي الرئيس الاسد خلال شهر او شهور، وبنت الحسابات في الاصطفاف على هذا الافتراض المبني على وهم قاتل ، وبقي الاسد في عرينه سنوات ولسنوات مقبله، واعاد الشعب السوري انتخابه لولاية رئاسيه ثالثة في انتخابات عامه اذهلت العالم .

–  ان المنظومة السياسية والأمنية للنسق السوري بقيت متماسكه تدير معاركها السياسية والعسكرية والاعلامية لمواجهة المجموعات التكفيرية المسلحة وفق الاستراتيجية القتالية الدفاعية لمحور المقاومة بالانتصار والانكسارلطرفي المعادلة الكونية .

–   من المبكر الاعلان عن الحسم الاستراتيجي لسحق المجموعات التكفيرية الارهابية في كامل الجغرافيا السورية ، واستكمال ايران برنامجها النووي والتسليحي الكاسر لبناء التوازن الاستراتيجي الكاسر مع المحورالمقابل .لاسباب تتعلق بإحياء الجبهة الشرقية لترابط جبهات القتال وتغيير قواعد الاشتباك مع المحور الاخر.

–  ارساء قواعد تحالف دولي مساند بقيادة روسيا لإقامة نظام دولي متعدد الاقطاب والثقافات بعد تهاوي اركان نظام القطبية الاحادية ؛ خطوة اولى لانعقاد طاولة الكبار لتقاسم النفوذ حول لعالم في الالفية الجديدة .

–  تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل يوجب احياء الجبهة الشرقية  بمليون مجاهد لمواجهة خط بارليف الجديد ” شريط المستعمرات العسكرية من بيسان شمالا الى عين جدي جنوبا ،الذي يضم مليون مستوطن عسكري في اطار الخطة الجيو سياسية الاسرائيلية التي تنفذ منذ العام 1976- 2016،لاستعاب مليون مستوطن مقاتل على مدى جيل .

–        الرئيس بشار الاسد زعيم قومي من القادة العمالقة مؤهل بعد النصر السوري العظيم في المواجهة الكونية من سوريا وعلى سورية ” معركة الحواسم “، من حيث الرؤيا الاستراتيجية للمستقبل والتحالفات الدولية والاقليمية  لاستحضار عرب المشرق ” سورقيا ” الى طاولة الكبار الدولية لتقاسم النفوذ حول العالم ليكون للامة العربية مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب والثقافات .

–  الفيلق السوري المقاوم تحت الاعداد والتكوين لاستكمال مشروع التحرير للارض والانسان العربي ؛ خطوة متقدمة في احياء الجبهة الشرقية واعادة تموضع مجاهدي محور المقاومة على طول “الجبهة” بعد ترابط الجبهات القتالية ومتلازمة مع استراتيجية الاعمار وبناء المجتمع المقاوم.انتهى

·      صحافي وباحث سياسي

قد يعجبك ايضا