الفدائي الاستثنائي والعملية التي هزت اركان الكيان..! / نواف الزرو

نواف الزرو* ( الثلاثاء ) 19/3/2019 م …




*كاتب وباحث بالشأن الفلسطيني

[email protected]

العنوان اعلاه ليس فيه مبالغة او عرضا استهلاكيا، فبالاعترافات الاسرائيلية على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والاستخبارية ، فان الفدائي الذي نفذ العملية –عمر ابو ليلى- يشكل اضافة نوعية لمستوى العمليات الفدائية في الضفة الغربية، بل انه فدائي استثنائي بكل المعايير، فقد وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت”على سبيل المثال  بأنه “بارد الأعصاب بشكل غير عادي وحازم”، ورجحت أن يكون قد تلقى “تدريبًا عسكريًا”، ووصفه المعلقون الاسرائيليون بانه يتمتع بجرأة استثنائية ايضا،  بل واعربت مصادر اسرائيلية عن خشية المؤسسة الامنية من الارتفاع الكبير في منسوب الجرأة لدى الفلسطينيين.

ولعله من اهم اسباب الاستثنائية لهذا الفدائي انه من المنطقة، ويعرف تفاصيلها كما يعرف المناطق والبيئة المحيطة جيدًا، ما مكنه من الاختباء والاختفاء عن قوات الاحتلال التي شرعت بمطاردته وأطلقت الرصاص الحي باتجاهات عديدة خلال عملية البحث، بل ان جيش الاحتلال بكامله وبكامل اجهزته وقواته وبمُساعدة طائرات بدون طيّارٍ من الجوّ وكلاب الأثر الخاصّة بالوحدات المُختارة في جيش الاحتلال شرع بمطاردته دون ان ينجح في تحديد مكانه.

اما عن العمليّة وباعتراف العديد من محلليهم ووفقا لردود فعلهم الهستيرية فقد هزّت الكيان شعبا وقيادة ، فقد كانت وباعترافٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ عمليةً نوعيّةً وجريئةً للغاية، وقد أجمع خبراء الشؤون الأمنيّة والعسكرية في مختلف وسائل الاعلام العبريةعلى “أنّ العملية أكّدت على ارتفاع نسبة الجرأة لدى الشاب الفلسطينيّ في تنفيذ العملية، التي يُعتقَد بأنّه نفذّها لوحده، دون أيّ مُساعدةٍ من أيّ تنظيمٍ فلسطينيٍّ، وهذا الارتفاع في الجرأة، يعتبر نذير سوء، ويدُلّ على أنّ الفلسطينيين لم يرفعوا الرايات البيضاء، على الرغم من القبضة الحديديّة لسلطات الاحتلال-وفق ترجمة زميلنا الخبير زهير اندراوس-“.

ننحني حبا وتقديرا واحتراما لبطل هذه العملية وللجيل الفلسطيني الشاب الذي يمثله والذي يتمتع بشجاة لم يعهدها الاحتلال قبل ذلك، ما يبشر بالتفاؤل الكبير بغد فلسطيني  افضل في المواجهة الشاملة مع الاحتلال.

 

قد يعجبك ايضا