دمشق القلعة .. ترسم مستقبل الامة / عبدالحفيظ ابوقاعود

عبدالحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الإثنين 18/3/2019 م …




المستقبل السياسي والاقتصادي للدول والمجتمعات لا يصنعه الضعفاء و المنكافئون عن المبادرة الى الامام ، والمنتظرون لما ستسفر عنه خرائط جديده ترسم في الخفاء على” طاولة الكبار ” للمنطقة والاقليم .لكنه يصنعه الاقوياء في الميادين  العلمية والمنتصرون في الميادين والجبهات والمحافل الدوليه ودهاة العصر من الساسة والقادة والزعماء العمالقة التاريخيين .

العرب كأمة بين الامم والشعوب مطالبون بتدبر أمر مستقبلهم السياسي والاقتصادي في زمن التكتلات الاحلاف الدولية والإقليمية وولادة نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب والثقافات ، بالذهاب الى” دمشق القلعة” لرسم المستقبل السياسي للامه والمله ؛ موضوع حوار عام يفتح السجال الفكري العام فيه على مصرعيه بين النخب  في الوطن العربي  للوصول الى عقد اجتماعي  في المشرق العربي في مرحلته الاولى لتعميم ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية” في مرحلة الاصلاح العام ليمهد طريق لهم للاستقلال والتحرر وولوج الدورة الحضاري ة الإنسانية الثالثه حتى يكون للامة مكانا تحت الشمس .

 الرئيس بشارالاسد لديه من الاسباب الموضوعية والعوامل المساعدة  بعد النصر العظيم أن يأخذ زمام المبادرة في جلوس “العرب المشارقة ” على طاولة الكبار المنتصرين . فإن لم يذهب بهم ، فماذا سيكون مصيرهم في المستقبل؟!!!.

فالنصرالسوري العظيم يوجب على القوى السياسية  العربية الفاعله في ” سوراقيا ” الالتقاء  مع  الرئيس ” الاسد” في حوار قومي منتج لترسيخ ثقافة فن الحياة “الديمقراطية ” في مجتمع المشرق العربي  لرسم صورة بلاد” سورقيا” المستقبل ، ليكون له حظوة عظيمة فيها وفضل عليها واظهارها في السلم الحضاري الانساني كزعيم عربي تاريخي لاستحضارها

عندما تعقد “طاولة الكبار”في مرحلة  الاستدارة الكبرى الجديدة في الكون ،ووضعت الحروب اوزارها.

 وعملية الحوار ليست من قبيل العصف  الذهني فحسب ،بل مقدمة للجلوس على “الطاولة الدولية للكبار، لايجاد حل لغز ماهية طبيعة الصراع الدائر حاليا بين مسارين  في الشرق و الاصطفافات في المحاور المتقابلة ونتائج المعارك الدائرة في المنطقة والاقليم ،بعد ان تضع الحروب المتناسله اوزارها ليتقاسم المنتصرون الغنائم بالجلوس على “طاولة الكبار”، وينكفئ المنكسرون الى الخلف در.

تحديد مصير وضع الامه في السلم الحضاري الانساني في نهاية  المئويه الاولى ل”وعد بلفور،وسايكس بيكو “، على “طاولة الكبار” الاقطاب الدولية التي  تتهيئ للانعقاد لتقاسم النفوذ حول العالم ،على ضوء نتائج الحرب الكونيه على سوريه ومن سوريه. واستكمال حلقات البرنامج الصارخي والنووي الايراني لرسم مستقبل العالم في نظام دولي متعدد الاقطاب والثقافات ؛ مقدمه اولى لانعقاد “الطاولة االدولية” لتقاسم النفوذ في المنطقة والاقليم والعالم والخروج من دائرة النفوذ الاستعماري . كما تقاسم المنتصرون في الحرب العالميه الاولى والثانية النفوذ فيه  .

وكان الرئيس الامريكي السابق اوباما في زيارته الاخيرة للرياض في حكمه ، قد طلب من حكم ال سعود تقاسم النفوذ في الاقليم مع ايران ج .لكن دعوته ذهبت ادراج الرياح لاسباب معروفة .

وفي خطوة استباقيه وشفافة جاءت دعوة سيد المقاومة “،  في سياق تاريخي من لدنه ” للتنسيق مع دمشق ،ليكون للامه مكانا تحت الشمس في عالم جديد نظامه الدولي متعدد الاقطاب والثقافات لا مكان فيه للضعفاء والصغار. فالدعوة غير قابلة للتلبية من منظومة التحالف الامني الاقليمي  فحسب بل منعدمة من الاصل ، لأنها اقترنت بالذهاب  إلى “سوريه الاسد” ، التي تواجه مؤامرة الحرب الكونيه عليها ومنها. وجاءت لمواجهة خطر «المشروع التكفيري المتوحش في الشرق كعدو مشترك لسورية ايران والانسانية، اليوم وغداً، وللعرب والعالم دائماً.

من المستفيد من انحسار “الدواعش” في بلاد الشام وارض الرافدين ؛ النسق السوري  ومحور المقاومة ام الحاضنة المحلية له، أم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، و من يرث تركة هذا التنظيم التكفيري الارهابي  المتوحش في مفاوضات “طاوله الكبار”؟!!!.وإين العرب من مفاوضات “طاولة الكبار”، وهل انضمام الاعراب  للتحالف الدولي لمواجهة داعش وفق حسابات الارباح والخسائر لمصالحهم الحيوية ؟!!!،أم بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية  الذين يرتبطون معها بالتحالفااطقت غير المتكافئة للابقاء على مناطق في زمن الاستكبار العالمي لرسم مستقبل العالم في نظام دولي احادي  القطبية في اطار اتفاقيات منظومة التحالف الامني الاقليمي  ، التي شكلت محورا دوليا  لادامة “المشروع الصهيوني  ” بحيث تكون إسرائيل عموده والولايات المتحدة الامريكية سنامه ،وبالمقابل تشكل محور المقاومة معاكس له بالاتجاه وموازي له بالقوى ؛ عموده دمشق وسنامة طهران.    

عرب اللسان  يحاربون  “داعش” ضمن تحالف دولي لمحوها من الوجود في حين يسعى هذا التحالف ذاته الى إسقاط” نسق ” مقاوم يبدو أن سقوطه بات بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلاً، بعد ثمان  سنوات من التدمير والخراب الممنهج في الجغرافيا السوريه. معادلة اصبحت غير متوازنة في الصراع ، تحتاج الى فك طلاسمها لاستطلاع النتائج  النهائية للمشروع التكفيري الارهابي الظلامي “الدواعش ” لأجراء ميزان مراجعة لتكون الامة العربية على طاولة الكبار.حتى يكون لها حصة من غنائم المنتصرين ولا تكون منطقة نفوذ جديدة   للآخرين..

وفي المحصلة النهائية للحرب الكونية تتحرر سورية كلها من المجموعات الإرهابية المسلحة ، وتبقى الدولة الوطنية السورية قلعة كبرى والضلع الاساس  لمحور المقاومة العربي والاسلامي وعموده ، و تنتهي وجود ظاهرة “الدواعش ” في بلاد الشام وارض الرافدين . وليس في تفكير  الاعراب  لمراجعة المواقف واجراء جردة حساب الأرباح والخسائر لنتائج الحرب الكونيه على سوريه ومن سوريه.لكن  التفاهم مع الدولة الوطنية السورية ، اضحى  قابلا للمراجعة في عصر الانتصارات الكبرى  . حيث يعيد الاعرب  النظر في تموضعهم من الحدث السوري بتلبية  دعوة سيد المقاومه بالذهاب الى سوريه ، الامر الذي يجنبهم مخاطر ” داعش” في تهديد الجبهة الداخلية والسلم الاهلي في بلاد امنة ومستقرة!!!.

و الرسائل السورية الى الاعراب عبر التصريحات الرسمية والحوارات عبر الفضاء المفتوح لتجنيب البلاد والعباد من الانخراط في حروب متسلسلة  ضد المحور المقابل عبر الجغرافيا السوريه غير كافيه لاجراء مراجعة لحساب الارباح والخسائر لهذا التموضع!!!.

الملاحظ في هذا السياق؛ ان  تفاوض الاقطاب الدولية (5+1 ) مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول مستقبل العالم عبر قناة مشروع البرنامج النووي والتسليحي الايراني ، هو؛ الاعتراف الضمني بالدور المحوري لها في الاقليم والمنطقة ، بعد التحول من ولاية الفقيه الى ولاية الامر في الشرق . فكانت دعوة سيد المقاومة  الاستباقية لتدبر الامة امرها في صياغة المستقبل  على ” طاولة الكبار” في زمن التكتلات الدولية الكبرى.حيثد جاءت دعوته الى الذهاب الى” سوريه الاسد ” في هذه المرحلة التاريخية ، لان سوريه الاسد اصبحت  نقطة ارتكاز بيكار العالم حتى يتحدد مستقبل الدنيا بانتصارها الاستراتيجي ،الذي صنعه مجاهدو محورالمقاومة في الجبهات .

لقد كبرت تضحيات الجيش العربي السوري  والمنظومة السياسية والأمنية بقيادته المجاهدة وعظم شأنه في الصمود الاسطوري. فالمواجهة الأسطورية لمحور المقاومة  سحقت المجموعات التكفيرية الإرهابية ، وصمود الرئيس الاسد في عرينه في دمشق القلعة حرك الوجدان القومي ، حين توجهت المجموعات التكفيرية الإرهابية إلى التحالف العلني مع إسرائيل لتفتيت سوريه خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتله…للبحث صلة

·     صحافي وباحث سياسي

قد يعجبك ايضا