أحداث نيوزيلاندا / رلى السماعين




رلى هاني السماعين

 

 

 

رلى السماعين ( الأردن ) الأحد 17/3/2019 م …

نكررها دائماً بأن الارهاب لا دين له ولا حدود ولكن توّضح أخيراً بأن له سياسة وأهداف. سياسته هي معاكسة لكل ما هو إنساني وأخلاقي وأهدافه بث شعور الخوف والحزن الذي يعمل على شل المنطق وبالتالي يسهل زرع الخصومات والتفرقة.
ما حصل في نيوزيلاندا أمر مرفوض من المنطلق الانساني والديني. الاديان تحث على الوئام والاحترام، وعكس ذلك هو فعل جبان من جبناء إستهدفوا مواطنين عاديين مجردين من وسائل الدفاع عن النفس.
رأيت في الساعات الماضية بأنه من الوضاعة والبساطة أن نسمح للبعض باستغلال الحظات المؤلمة وتحويلها إلى فرصة لبث الشقاق والفتنة.
فما قيمة منطق العقل إذا اعطينا المساحة العظمى للمشاعر بالتحكم وبالذات في هكذا أوقات. ما نحتاجه الان هو إبراز صوت الحق والمنطق والعقلانية، وبنفس الوقت نحتاج أحياناً أن نصمت ونهدأ كي نعطي أنفسنا وقت حتى نستوعب ما حدث ونتحاور بدل من أن نتخاصم لنحصن مجتمعنا من التمزق والانعزالية.
الدور الكبير الان على الاعلام في نقل الخبر بحيادية وتجرد وبذكاء لان السلاح الحقيقي هو بين أيدينا كصحافيين وإعلاميين في نشر ثقافة الاحترام وقبول الاخر والتركيز على القيم الانسانية الجامعة مؤكدين بأن جميعنا نئن ونتألم من هكذا أحداث والانسانية لا تميز بين دين أو عرق أو لون أو جنس. رحمة الله على شهداء أحداث نيوزيلاندا والعزاء لعائلاتهم وأحبتهم.

صحافية مختصة في شؤون الحوار بين أتباع الاديان في الاردن والشرق الاوسط ومؤلفة كتاب “حصن السلام؛ التجربة الاردنية في الحوارات بين أتباع الاديان ونموذج العيش المشترك”

قد يعجبك ايضا