ما قصة المواطن الفلسطيني الذي أحيى ذكرى جنود الجيش المصري الذين استشهدوا بغزة؟

ما قصة المواطن الذي أحيا ذكرى جنود الجيش المصري الذين استشهدوا بغزة؟



الأردن العربي – غزة ( الأحد ) 10/3/2019 م …
ليس غريبا على مواطن بسيط  يسكن مخيم المغازي وسط قطاع غزة أن يحي ذكرى عزيزة  كان يحيها شعبنا الفلسطيني قبل عشرات السنوات  وهي ذكرى جلاء القوات الصهيونية الغازية عن قطاع غزة  من العام ١٩٥٧ وذلك وفاء لجنود الجيش المصرى الذين استشهدوا و امتزجت دمائهم الطاهرة مع إخوانهم المناضلين الفلسطينين على أرض غزة.
المواطن ماهر راتب فهمي مسلم ” ٥٢ “عاما والذي استشهد والده في حرب حزيران عام ٦٧ وكان وقتها جنينأ في أحشاء والدته التي توفيت قبل عدة سنوات ارتأى وبأمكانياته البسيطة أن يحي ذكرى  شهداء الجيش المصري الذين استشهدوا ودفنوا في مقابر غزة على طريقته الخاصة ودون أن يشرك احدا من التنظيمات او اي جهة أخرى بهدف إيصال رسالة قوية اننا كفلسطينين لن ننسى من دافع واستبسل واستشهد على أرضنا الفلسطينية وكذلك ابراز عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والمصري.
اختار المواطن مسلم مقبرة مخيم المغازي القديمة  التي ما زالت تضم رفات عشرات الجنود المصريين الذين استشهدوا ودفنوا فيها مكانا لتنظيم حفلا متواضعا لأحياء هذه الذكرى الخالدة بحضور العشرات من شخصيات المخيم .وبدأ الحفل الذي زين بالإعلام الفلسطينية والمصرية  بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء  ومن ثم كلمة لأحد الشخصيات البارزة في المخيم الاخ أبو أحمد صدقي الذي  قال فيها ” رغم كل ما نعانيه كأصحاب قضية من مآسي ومعاناة إلا أننا  مستمرون في إحياء ذكرى النكبة وما تلاها من نكبات على فلسطين وكذلك أحياء ذكرى من استشهد على هذه الأرض” وأضاف اليوم يقوم مواطن استشهد والده وامتزج  دمه مع رفاق دربه من الجيش المصري ورفيقه في النضال الشهيد  محمد عبد العال مصلح ‏بأحياء ذكرى عزيزة على قلوبنا ذكرى الجلاء   والتي تعذرت كل القيادات الفلسطينية عن احياء هذه المناسبة  وهي ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 1957،مؤكداً أن إسرائيل تحاول مسح هذه الذكرى من تاريخ‏نا.
وشكر صدقي المواطن مسلم  لقيامه لوحده بأحياء هذه الذكرى” ذكرى يوم الجلاء “‏مشددا  أن الجيش المصري الذي دافع عن أرضنا هو بمثابة حامي للوطن والقضية الفلسطينية مضيفا أن جمهورية مصر في الوقت الحالي بحاجة الى من يقف معها ويساندها للحفاظ على تاريخها واستقلال أرضها.‏موجها الدعم الكامل من الشعب الفلسطيني  إلى الأشقاء في جمهورية مصر وتأكيدا على أن الشعب الفلسطيني والمصري شعباً واحدا.
وفي كلمته  قال:الصحفي عبد الهادي مسلم  (أننا اليوم نقف على أرض تحتضن في باطنها ابطال  من شعبنا الفلسطيني  والمصري استشهدوا ودفنوا فيها )‏وأضاف الصحفي مسلم  إن تنظيم  هذه المبادرة التي قام بها المواطن ماهر  لإحياء ذكرى والده وشهداء الجيش المصري بدون مساعدة التنظيمات هي تأكيد على اننا لن ننسى من وقف ودافع واستبسل على هذه الأرض من الجيش المصري وايضا للتأكيد على  قوة وترابط الشعبين المصري والفلسطيني.
‏وشكر الصحفي عبد الهادي المواطن ماهر لإحياء هذا الذكرى وكل من حضر الاحتفال، متمنيا أن يكون العام القادم الاحتفال شامل كل التنظيمات وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني وفي ظل اجواء من الوحدة وانهاء الانقسام ‏ووجود شخصيات من ذوي شهداء الجيش المصري.
وكانت القوات الصهيونية قد انسحبت من  قطاع غزه ليلة السادس من مارس اذار 1957 ليستيقظ المواطنين ولم يجدوا احد من جنود الاحتلال على ارض قطاع غزه بعد ان احتلتها لعدة اشهر وليسمى هذا اليوم بيوم الجلاء.
واحتفل ابناء شعبنا بهذه المناسبه العزيزه سبعة ايام متتاليه طالبوا خلالها بعدم وجود قوات دوليه في قطاع غزه او قوات استعماريه مطالبين بوجود قوات مصريه على ارض قطاع غزه .ويومها اطلقت القوات الدوليه في قطاع غزه العيارات الناريه وقنابل الغاز المسيل للدموع على جموع المتظاهرين الفلسطينيين وحاول الشباب الفلسطيني انزال علم الامم المتحده ورفع مكانه العلم المصري واصيب خلال المظاهرات عدد من الشبان الفلسطينيين بجراح مختلفة.
وظلت الاحتفالات بهذه المناسبه العزيزه على قلوب شعبنا في قطاع غزه كل عام حيث كان يقام عرضا عسكريا للاشبال الفلسطينيين وللقوات المصريه وتلقى الكلمات في ملعب اليرموك الاستاد الوحيد في قطاع غزة.
وقد اطلق على شارع هام في مدينة غزه شارع الجلاء احتفالا بهذه الذكرى  وهو من اكبر شوارع المدينه واحتفالا بهذه الماسبه العزيزه وكان يعلن عن  يوم السابع من مارس اذار يوم عطله لطلاب المدارس يتم فيه الاحتفالات الوطنيه والشعبيه حتى احتلال قطاع غزه مره اخرى من قبل الاحتلال في الخامس من حزيران عام 1967 .
يذكر أنه في أكتوبر/تشرين الأول 1956، هاجمت إسرائيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ، استولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وأجزاء من سيناء ردا على قيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.

قد يعجبك ايضا