ترامب بدا قزما امام” كيم جونغ اون”  وخرج بخفي حنين / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن ترمب والكوري

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 2/3/2019 م …




رغم اعتراف البيت  الابيض  وتاكيده بتعثر مفاوضات قمة ترامب وكيم جون اون بدا المشهد في فيتنام التي احتضنت القمة الامريكية الكورية الشمالية اشبه ب” المسرحية المضحكة” خاصة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب محاولا ان يبرر  الكثير من المواقف التي كان يتصدى بها الوفد الكوري للطروحات الامريكية التي كانت تحمل في خفاياها محاولات ذات طابع ” استعلائي ”  للاستخفاف بالجانب الاخر وهو نهج داب عليه الجانب الامريكي  في حواره  حتى مع حلفائه الغربيين ليجد في لقاء فيتنام صلابة قل نظيرها وموقفا واضحا  وشجاعا  دون لبس او مخاتلة او تنازل .

كان الموقف  الكوري الشمالي  يمثل  اعتدادا بالنفس من قبل الزعيم  كيم جونغ اون الذي اعجب به  الكثير من خصومه فكان  رئيس وزراء اليابان” ابي ” اول من ابدى استعداده للقاء ” كيم جون اون” خاصة وان اليابان كما هو معروف غزت شبه الجزيرة الكورية في عام 1910 واضطرت القيادة  في كوريا الديمقراطية الشعبية  في حينها الى مغادرة البلاد الى منشوريا في الصين وتمكن بعدها  الزعيم والمؤسس كيم ايل سونغ زعيم حزب العمال الكوري الاطاحة بالحكم الاستعماري الياباني عام 1945 وفي عام 1950 نشبت الحرب  في شبه الجزيرة الكورية ووقفت الولايات المتحدة الامريكية  الى جانب كوريا الجنوبية  في تلك الحرب التي انتهت بهدنة وقعت عام 1953 حيث توجد قواعد عسكرية امريكية في الشطر الجنوبي من كوريا الذي يعد نظاما عميلا للولايات المتحدة .

واشنطن وكعادتها تحاول في اية مفاوضات ان تجني ثمار ضغوط تمارسها على الجانب الاخر ضغوط مشوبة بالسخرية من الجانب الاخروقد افلحت في تركيع بعض زعماء منطقتنا من الذين طاطاوا رؤوسهم وهي تحمل ” العقال”  خانعين   معتقدة ان هذا الاسلوب ينفع مع الجميع لكنها ما ان تشعر بصلابة موقف المحاور وعدم تقديمه تنازلات  دون مقابل تحاول ان تبرر ذلك عبر مؤتمر صحافي او تسريبات اعلامية تجيدها اجهزة استخباراتها او مؤسسات اعلامية امريكية تعمل في خدمة ” سي اي ايه”.

ومن الملاحظ ان الرئيس ترامب الذي عودنا على ” حركاته القردية” اثناء لقاء رؤساء الدول الاخرى والتصرف معهم على طريقة” البهلوانية” بعيدا عن الاعراف الدبلوماسية  تجنب ذلك خلال لقائه الرئيس الكوري مثلما تجنب ذلك في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما التقى به في السابق .

لانعتقد ان زعيما مثل كيم جون اون على استعداد ان   يسلم ” رقبته” الى  رئيس مستهتر مثل ترامب وهو في مقتبل العمر ومحاطا بخبراء ومستشارين يجيدون ولوج دهاليز السياسة  الامريكية  ولانظن ان تصريحات بومبيو  وزير الخارجية الامريكي الاخيرة  غائبة عنه او مرت عليه مر الكرام والتي قال فيها ان ” واشنطن ” لن تكتفي باسقاط  رئاسة مادورو في فنزويلا بل تسعى الى اسقاط كل الانظمة الشيوعية في امريكا اللاتينية وحتى كوبا التى وردت بالاسم .

لقد  خرج ترامب بخفي حنين من قمة هانوي التي ابدى فيها الجانب الكوري الشمالي  مرونة كما ورد على لسان وزير الخارجية الكوري لكن واشنطن تسعى للحصول على المكاسب  دون ان تقدم شيئا للجانب الاخر المحاور.

وبعد الفشل الذي منيت به القمة  اخذت تبرر دوائر البيت الابيض الفشل  الذي رافقها  بان ترامب لايريد ان يصل الى اتفاق مع كوريا شبيه بالاتفاق الذي وصل اليه الرئيس اوباما مع ايران متناسين ان الاتفاق النووي مع ايران مصدق  وموثق في الامم المتحدة  وموقع من قبل  عدة دول وليس الولايات المتحدة وحدها .

فكانت المانيا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا الى جانب الولايات المتحدة التي هي وحدها تنصلت من الاتفاق مما جعل العالم لايثق باي وعود او اتفاقات توقعها الولايات المتحدة وبات  العالم ينظر الى  الولايات المتحدة كدولة عديمة المصداقية ولايمكن الوثوق بها في المحافل الدولية

قد يعجبك ايضا