يحدث عندما تفقد السلطة البوصلة ! / مديحة عبدالله

مديحة عبدالله ( السودان ) الخميس 21/2/2019 م …

جاء فى صحيفة(اليوم التالي) أمس وعلى لسان وزير الدولة بوزارة الإعلام ، أن الحكومة ستتخذ إجراءات قانونية ضد الأحزاب التي تقوم بممارسات سياسية خارجة عن إطار القانون والدستور، وأن تلك الإجراءات ستكون وفقا للأحداث التي تُرتكب ، وأشار إلى أن الحكومة لا ترفض إقامة الأحزاب لبرامج في دورها شريطة ألا تتعدى القانون والدستور، وأنها ستقوم بواجباتها تجاه حماية المواطنين!




بالطبع الأحزاب المقصودة هي قوى(الحرية والتغيير) مما يدل على أن السلطة فاقدة للبوصلة تماما ، والدليل على ذلك أنها تعاني من عمى البصيرة الذى يحول بينها وبين الوعي بما يجري فى البلاد ، حيث أمسك الشعب بقضيته، والأحزاب والقوى المدنية، التى وقعت على ميثاق الحرية والتغيير  لم تفعل سوى القيام بمسئولياتها حيال الوطن والمواطنين،عندما طرحت شعار(إسقاط النظام) وعملت على مقاومة أي محاولة للالتفاف على هذا الشعار ، الذي بات ملك الشارع صاحب القوة التى لن تهزمها القوانين المقيِّدة للحريات والمخالفة للدستور الذي تتشدق به السلطة!

حقا نعرف السبب وراء خوف السلطة من فعل أحزاب وقوى التغيير ، لأنها تخطت حواجز القوانين المقيِّدة لحقها الدستوري، حيث عملت السلطة طيلة السنوات الماضية على حظر نشاطها في الميادين العامة ، وحاولت قسرها على القيام بعملها السياسى داخل دورها ، وسط حصار أمنى ومراقبة واعتقال عضويتها ،الآن هذه الاحزاب والقوى المدنية فى قلب الشارع ، تقول ما تريد وتفعل ماتشاء بطريقة سليمة ، والسلطة تدرك ذلك تماما وتعرف من يقوم بالتخريب وتصمت لغرض فى نفسها .

السلطة تعرف أن ما تقوم به احزاب المعارضة هو الفعل القانونى السليم ،لأن الدستور ينص على حق التنظيم والتعبير عن الرأي ، ولم تفعل المعارضة سوى نزع هذا الحق ، وتدرك أنها هي من تقوم بأعمال إِرهابية وصلت حد القتل والتعذيب والاعتقال والملاحقة للمعارضين/ت، ومصادرة حرية الصحافة ، واحتكار الإعلام القومي لمصلحة الحزب الحاكم وخطابه البائد، وعلى ذلك فأن المشهد السياسي في السودان يكشف كيف أن السلطة فقدت البوصلة، وكيف أن احزاب المعارضة تقود وتقدم البديل لتأسيس دولة المواطنة الديمقراطية .

قد يعجبك ايضا